كتب الدكتور سمير محمد ايوب - ... فجسدُ أمة العرب يعج بالكثير من المزابل ، يسرح ويمرح فيها، قطعانٌ من ضباع التصنيفات ، وعملاء التفريعات المشبوهة . أقول للضالين والمُضَلِّلين من أمثال هؤلاء وأولئك ، لم تعد روح الأمة تتسع للمزيد منكم ومن تُرَّهاتِكُم ، ومن سحيجتكم وفقهائكم ورويبضاتكم ، ألا تكفينا طوابير أبطال الصدفة والخطأ والخطيئة ؟!
أذكركم بصورة الماجدة العراقية الاشهر التي نشروها عارية امام العلج الامريكي ، لأذكركم بأنَّ مُغْتَصِبَها في مسلخ أبو غريب سيء الصيت ، ومئات الالوف مثلها ، وقاتل الملايين من ُهلنا في عراقنا الحبيب ، وقاتل شهيد الأمة صدام حسين ، هو وحده المحتل الأمريكي ، الذي ما زال ببشاعةٍ يُدنِّس أرض الرافدين .
أذكركم وأنا أعلم نفوركم الغريزي من الشرف ، ومن فكرة الكرامة . فأنتم للأسف سجناء الكثير من حقدكم الطائقي والمذهبي والعرقي .
أعيد نشر هذه الصورة ، لأنها وصمة عار في جبين كل عربي ، وكل إنسان حُرٍّ ، لعل الممتلئين بفوائض الحقد والكره والعمى الطائفي أو المذهبي أو الأثني أو الجغرافي ، يتوقفون عن رضاعة النذالة ، وأن يتمكنوا يوما ما ، من فهم عالم الكرامة ، وأن لا تبقى لغزا بالنسبة لهم ، لعلهم يعبرونها أو يسكنوها ، قبل تحلُّلِهم بالتعفن السياسي المقيت .
أعيد نشر هذا المشهد الموجع حدَّ الذبح الاخلاقي والمادي ، وأنا أعلم انَّ مقابل كل شيء مات بداخل المُضلِّلين ، نبت شيء اخر. مات الشرف والندم فيهم ، وتوالد العار والخذلان والحقد المذهبي .
مع موقف كل سحيج أو حاقد منهم ، يتخلَّق عشرات الأسئلة وتتناسل مئات الإجابات . ولكن السؤال المناسب وحده وبالوقت المناسب ، قد يغيِّر مجرى الحياة ، أو يداوي قلبا جريحا ، أو يهدئ عقلا أصابه الإرهاق .
لِمَ كلُّ هذه الكراهية العرقية ، او المذهبية ، او الجغرافية المستدامة وغير الراشدة ، للجار التاريخي والأبدي ؟! والتناسي المشبوه لعدوكم الصهيوني ؟! المُحتل والمُقْتَلِع والمُنَكِّلِ بأمهاتكم وأخواتكم وبناتكم وابنائكم في فلسطين ؟! وتتناسون بالمثل، محتل عراقكم العظيم ، وما فعله ويفعله حتلى الأن بأهلكم من النساء والرجال هناك ؟!!!!! أحقا تدرون ، بأن مُعذِّبَ ومُذِلَّ هذه الماجدة العربية العراقية ، هو بسطار امريكي مجرم ، أيها الصم والعمي ؟!
في الصراع مع أعداء وجودِكُم ، لا تسألوا عن طائفة أو مذهب أحد في معسكرأصدقائكم ، فكلكم من شجرة واحدة ، يتربص بها عدو واحد ، ما زال محتلا لفلسطين والعراق وجزء من سوريا ، وهو الشيطان الأكبر في جريمة تدمير وقضم ، اليمن وليبيا والصومال والسودان .
يا كل شرفاء أمة العرب ، لتَفهموا ما يجري حتى الأن من صفعٍ متبادل مهين ، أو ما قد تتطور إليه الأمور ، من ضرب موجع تحت الأحزمة ، فتشوا عن العدو الصهيوامريكي . وأيها الجالسون تعبدا بين يديِّ الله خالقكم ، أُدعوا للواقفين بأرواحهم في وجه أعدائكم . ومن وقت لأخر ، بلّلوا أحزانَكم بالدمع ، فالحزن الجاف قابل للإشتعال في أي لحظة . وتذكروا بأن من المعيب ، أن تلتقي مصالحكم وأفراحكم ، مع مصالح اعدائكم وافراحهم .
الاردن – 9/1/2020