بعد زيارة أولى وصفت بالغير مجدية، يخطط إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية لزيارة تركيا مرة أخرى على أمل انتزاع أي التزام جدي من المسؤولين هناك بمساعدة الحركة في تجاوز عقبة الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها منذ فترة.
و رغم محاولات حماس المستميتة تجاهل التقارير التي تتحدث عن توتر العلاقة بينها وبين النظام التركي، إلا أن كل المؤشرات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الضغوطات الغربية قد نجحت أخيراً في إقناع أردوغان بضرورة إعادة النظر في ملف علاقته بحماس لاسيما بعد ثبوت عدم التزام الحركة الفلسطينية بتعهداتها السابقة والتي تجبرها على عدم التخطيط لأي عمليات ميدانية تستهدف الضفة أو دولة الاحتلال على الأراضي التركية.
القيادات الحمساوية كانت تراهن على جولة هنية الخارجية لفض كل المشاكل العالقة بينها وبين حليفها التركي وفتح أفق جديد للتنسق المشترك، إلا أن الأخبار التي تصلنا من المطبخ الداخلي للحركة تتحدث عن حالة رفض واسع لمخرجات اللقاء الذي جمع هنية بأردوغان والتي وصفت بالضبابية والغير مطمئنة.
تجدر الإشارة إلى أن عودة قنوات الاتصال بين حماس ودمشق بواسطة إيرانية لم يرق لأنقرة والتي رأت في هذا الحدث عدم التزام من حماس بمواقفها السابقة والتي كانت في توافق تام مع البلاط العثماني الجديد، ما جعل قيادات حماس تنادي بضرورة إجراء لقاء جديد مع الحكومة التركية بهدف تقريب وجهات النظر.
تحاول حماس انتهاج سياسة توافقية تجعلها محط ثقة من جميع الأطرف بدءاً بحليفها التركي رجب طيب أردوغان وصولاً إلى الجمهورية الإسلامية بإيران، إلا أن العديد من المراقبين يتنبؤون بخسارة حماس لثقة كل حلفائها الإقليميين ما لم تغير منهجيتها في التعامل معهم، فالجمع بين الأضداد واللعب على أكثر من محور فن لم تبلغ حركة حماس ما يكفي من "النضج" السياسي لإتقانه.