زاد الاردن الاخباري -
حسين كريشان
معان- هدَّدَ أولياء أمور طلبة في قرية رأس النقب بمحافظة معان بمنع أبنائهم من الذهاب الى مدرسة ذكور رأس النقب، بسبب الاكتظاظ في الغرف الصفية وعدم توفر مستلزمات العملية التعليمية في مبناها.
وكان طلبة المدرسة نفذوا اعتصاما مفتوحا عن الدوام الأسبوع الماضي ليومين متتالين، احتجاجا على ما اعتبروه "أوضاعا مأساوية" آلت إليها المدرسة، أدت إلى تراجع المستوى التعليمي بين الطلبة، الأمر الذي دعا إدارة التربية إلى التحرك والوقوف على معالجة المشكلة.
وأكد عدد من أولياء أمور الطلبة أن إدارة تربية البادية الجنوبية استجابت لمطالب طلاب امتنعوا عن الالتحاق بدوامهم في مدرسة ذكور النقب من خلال وعود ملزمة بحل الإشكالات التي تعاني منها مدرسة القرية والآثار المترتبة عليها، إلى جانب تعهد إدارة التربية بدراسة مطالب الأهالي والمتمثلة بمعالجة موضوع ضيق الصفوف ونقص التخصصات فيها وإمكانية رفدها بصفوف ثانوية للتغلب على معاناة طلبة مدارس القرية في المراحل الثانوية والذين يتابعون تعليمهم في القرى المجاورة.
وأشاروا إلى أنهم تقدَّموا بعدة شكاوى إلى الجهات المسؤولة في محافظة معان ووزارة التربية حول الإشكالات التي تعاني منها المدرسة والآثار المترتبة عليها لان موقع المدرسة غير مناسب، لافتين الى أن تلك الشكاوى لم تجد آذانا صاغية ما دعاهم إلى التفكير بمنع أبنائهم من التوجه إلى المدرسة نهائيا لحين التوصل الى حلول جذرية لهذه المشكلة ليعودوا إلى مقاعد الدراسة أسوة بنظرائهم الطلبة في المدارس الأخرى.
ويطالب مختار القرية سالم المطيرات ببناء مدارس حديثة بدلا من القديمة والتي مضى على إنشائها ما يقارب أكثر من 40 عاما، والتي كانت تعود للقوات المسلحة، وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع العملية التعليمية كونها تشهد في غالبية صفوفها اكتظاظا في أعداد الطلبة، إضافة الى تزويدها بأجهزة حاسوب وأدوات مختبر بدل الأجهزة الموجودة في سكن المعلمات لعدم توفر الغرف الصفية.
وتشير إحدى طالبات القرية، فضلت عدم ذكر اسمها، إلى معاناتها وزميلاتها اليومية نتيجة قيامهن بقطع مسافة طويلة من اجل الالتحاق بالمدرسة الثانوية للبنات في بلدة المريغة المجاورة، نظرا لافتقار مدارس القرية الى شعب وصفوف ثانوية للبنات.
وناشد عبدالله سالم "المسؤولين وأصحاب الاختصاص بالكشف الحسي على موقع المدرسة والإطلاع عليها على أرض الواقع، لافتا الى وجود مختبرات حاسوب تابعة للمدرسة إلا انه ولضيقها تم نقل المختبرات الى سكن المعلمات في نفس البلدة ليمارس الطلبة فيها تدريباتهم اليومية على الحواسيب.
وبينت أم رضا المراعية أن عدم استقرار الهيئات التدريسية في البلدة أصبح ينعكس سلبا على مستوى التدريس بين صفوف الطلبة.وأقر مدير تربية البادية الجنوبية محمد الدحيات أن المنطقة بحاجة الى إضافات صفية وفتح شعب ثانوية للإناث، لافتا إلى مخاطبات رسمية تمت بين مديرية الأبنية الحكومية ومبادرة مدرستي لإنشاء العديد من الغرف الصفية على حساب المبادرة لإنهاء الاكتظاظ وإعادة تأهيل مدارس البلدة القديمة. وبيَّنَ أنَّ التدريس في مدرسة القرية يتم في آن واحد في الصف من الخامس إلى الصف العاشر ضمن طريقة التدريس بالتفاعل النشط للصفوف المجمعة.
وأوضَحَ الدحيات أنه نظرا لقلة وجود الغرف الصفية وكإجراء مؤقت، فقد تمَّ وضع مختبر الحاسوب في سكن المعلمات والذي يبعد عن المدرسة حوالي 150م بهدف استفادة الطلبة من هذا المختبر، مؤكدا أن العملية التدريسية تسير حاليا بشكل اعتيادي في مدارس قرية رأس النقب جميعها، ولم تعد هناك أية مشكلة.