في ظل مناخ سياسي وصفه كثير من المراقبين بـالخطير، وقوانين وتشريعات فرضت محاذير على الممارسة السياسية للأتراك، تحاول الصفحات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يقودها الشباب المستاء من الوضع الاقتصادي المتردي كسر هذا حصار بنقد الواقع عبر السخرية والفكاهة.
نرصد في السطور التالية صفحة سياسية تركية تحمل اسم بيت المال التركي أو La Casa de Papel Turkiye باللاتيني، أحدثت رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة بعد تفاعل كثير من رواد "فيس بوك" و"تويتر" معها.
بيت المال التركي هي صفحة سياسية ساخرة تسعى بالأساس لنقد سياسات حكومة أردوغان والتي تصر على المضي قدماً في سياساتها الخارجي والتي تقوم على تمويل بعض الجماعات الإسلامية في المنطقة مقابل الطاعة والولاء رغم ما تعيشه البلاد من حالة تردي اقتصادي واجتماعي.
تستخدم الصفحة شخصيات البرنامج التلفزيوني الإسباني الشهير بيت المال، لنقد ما يتمتع به أعضاء حماس الذين انتقلوا إلى تركيا من رفاه على حساب أموال دافعي الضرائب الأتراك الذين يناضلون من أجل انتشال بلادهم من الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعيشها.
الصفحة وإن كان أغلب متابعيها من الشباب الساخط على الوضع إلا أنها بدأت تلقى رواجاً كبيراً لدى بقية الفئات العمرية خاصة في المدينة السياحية الأولى في تركيا اسطنبول.
مؤخراً وإثر زيارة زعيم حركة حماس إسماعيل هنية لتركيا في إطار جولته الخارجية انتقدت الصفحة بشدة إصرار أردوغان على ذات السياسة رغم تهديد العديد من الدول الغربية بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا في حالة ثبوت عدم جديتها في محاربة غسيل الأموال ودعم الإرهاب.
صفحات الفيسبوك لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل أضحت قادرة على تحريك الجماهير وقلب اعتى الأنظمة الديكتاتورية حول العالم وإن تمترست بالقبضة الأمنية لذلك على السلطات التركية أن تستمع لنبض شعبها قبل فوات الأوان لاسيما وأن أغلب التعليقات في هذه الصفحات المعارضة تشير لحالة غليان شعبي قد ينفجر في أي وقت.