المجلس يصوت مساء اليوم على الثقة بعد نقد شديد طال البخيت وتلويح بالحجب

زاد الاردن الاخباري -

من المؤكد ان يصوت مجلس النواب في جلسته المسائية اليوم الخميس على الثقة بالحكومة بعد ان يكون قد استمع الى رد الحكومة على مناقشات النواب لبيانها الوزاري التي بدات صباح امس وتحدث في الجلستين الصباحية والمسائية 46 نائبا.

واعلن 8 نواب عن موقفهم مبكرا بحجب الثقة عن الحكومة وهم النواب ممدوح العبادي, وعبد الكريم الدغمي, وزيد شقيرات, وعبد الجليل السليمات, ومحمد المراعيه, وتامر بينو, والشايش الخريشه, وغازي عليان.
ووفقا للتوقعات فان عدد المعلنين مبكرا عن حجب ثقتهم عن الحكومة سيرتفع في مناقشات اليوم الثاني للمناقشات التي تنتهي مساء اليوم بالتصويت على الثقة.

واظهرت خطابات 46 نائبا امس موقفا خشنا تجاه الحكومة بدأ وانتهى بكم كبير من الانتقادات التي وجهوها للحكومة, وصولا الى وصفها بـ "حكومة العجزة", بينما كان عشرات النواب المتحدثين امس يلاحقون رئيس الوزراء د. معروف البخيت بملفات كازينو البحر الميت, وتزوير الانتخابات البلدية عام 2007،  وتزوير الانتخابات النيابية للمجلس الخامس عشر.

وظهرت الحدة في مواقف النواب تجاه البخيت والحكومة في اواخر الجلسة المسائية امس التي اضطر  رئيس المجلس فيصل الفايز لرفعها ربما لاحتواء الاحتقان الذي شهدته الجلسة, عندما خرج النائب غازي عليان ليقول كلمته واعلن احتجاجه على عدم وجود رئيس الوزراء تحت القبة, وعدم اهتمام الوزراء بما يقوله النواب من خلال عدم تدوينهم للملاحظات قائلا "انا احجب الثقة", بينما لم يكن قد ضمّن هذا القرار في نص كلمته المكتوبة التي لم يقرأها تحت القبة.

وبالرغم من ان موقف النائب عليان قوبل بالتصفيق الحاد من قبل النواب, فقد ذهب نواب لمناصرة عليان بالخروج من الجلسة في محاولة لافشال نصابها, بينما كان نواب يطلبون من رئيس الجلسة عاطف الطراونه التصويت على الثقة دون ان يستكمل النواب مناقشاتهم.

وظهر حجم النقد للحكومة في عشرات الكلمات التي قيلت تحت القبة امس, بينما كان نواب في الجلسة المسائية يعبرون عن مواقفهم بالتصفيق لزملاء لهم على نحو ما جرى للنائب محمد المراعيه, والنائب صلاح المحارمه, عندما اتفقا على عدم رغبتهما بوجود احزاب في المملكة, بينما زاد النائب المحارمه على ذلك قائلا" لا نريد قانون انتخابات, ولا نريد قانون اجتماعات عامه, ولا نريد قانون احزاب, بل نريد وظائف".

وتواجه حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت "منعطفا نيابيا حادا"، بدأت ملامحه تلوح منذ صباح اليوم الأول لمناقشة النواب للبيان الوزاري الذي تقدمت به الحكومة، كي تنال ثقتهم، إذ واجهت نقدا شديدا، طال رئيسها وفريقه الوزاري، واستحضر نواب في كلماتهم "انتخابات 2007 النيابية والبلدية"، و"اتفاقية الكازينو".

وأضفت كلمات النواب المتحدثين في الجلسة الأولى، التي عقدت على فترتين صباحية ومسائية أمس برئاسة رئيس المجلس فيصل الفايز، توترا شديدا ظهر على الجميع من أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتجلى في ردود أفعال، بدا بعضها، قاسيا من قبل النواب على خروج الرئيس وبعض الوزراء من تحت القبة أثناء المناقشات.

وارتفعت وتيرة النقاش النيابي لبيان الحكومة، لكنها لم تخرج عن أصول النقاش الراقي والمفيد، إذ أشار نواب إلى وجود فريق في الحكومة، لا يبتغي دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام، ويريد محاربة وجود الأحزاب وهيئات المجتمع المدني، بينما ظهر تناقض بين سؤال نواب للبخيت عن تمثيل مناطق بعينها في الحكومة، ودعوتهم في الوقت عينه إلى الإصلاح.

وأعلن 8 نواب من أصل 46 نائبا حجبهم الثقة من على منبر المجلس في اليوم الأول من المناقشات، بينما سيصوت المجلس على الثقة بالحكومة مساء اليوم، إذا قيض لهم الإنتهاء من كلماتهم والاستماع للرد الحكومي، ومن المتوقع أن يتحدث في جلسة اليوم نحو 44 نائبا آخرين، في وقت يلوح فيه أمل بنيل الحكومة ثقة نحو 70 - 80 نائبا، على أن هناك آراء تتوقع عدم تخطيها حاجز الـ65 صوتا.