إما الإصلاح ضمن جدولة زمنية محددة وبشكل ممنهج .. وإلا فإن الشباب سيقود التغيير القادم

زاد الاردن الاخباري -

تابع تجمع الطلبة الأحرار بكل اهتمام البيان الوزاري الذي تلاه رئيس الوزراء معروف البخيت على مجلس النواب يوم الأحد 27 شباط الماضي, مقدرين ما تضمنه البيان من عزم الحكومة دراسة أسس القبول في الجامعات الرسمية والخاصة، بما يضمن تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص، وضمان جودة المخرجات التعليمية, وعزمها على المضي في تكريس استقلاليّة الجامعات الأردنيّة، والتأسيس لمعايير دائمة تهدف إلى خلق قيادات أكاديمية والعمل على إيجاد الحلول والحوافز المناسبة للمحافظة على المتميّزين من أعضاء الهيئة التدريسية وضمان عدم هجرة هذه الكفاءات للخارج.
لكننا في تجمع الطلبة الأحرار من موقع المسؤولية وانطلاقا من رؤيتنا للإصلاح الحقيقي في البنية التعليمية الجامعية نرى أن هذا البيان لم يحقق كافة طموحات الشارع الطلابي, وإننا كنا نتمنى على هذه الحكومة أن تكون شجاعة وتُقدم على إصلاحات حقيقية طالبت بها الحركة الطلابية بمختلف أطيافها منذ عقود, لكنها لم تنجز حتى اللحظة.

إن طلبة الجامعات الأردنية كانوا ينتظرون من البيان الوزاري أن يضع جدولة زمنية تبين مراحل عملية الإصلاح التي تدّعيها الحكومة, لنوقن جميعا أن هنالك نية جدية في إحداث تغيير في حال التعليم العالي والعملية التعليمية برمتها في الأردن, من تخفيض للرسوم الجامعية بشكل مجدول وصولا إلى تعليم جامعي مجاني, إضافة إلى فتح ملفات الفساد في كافة الجامعات الأردنية ضمن منهجية واضحة المعالم وتحويل كافة المتورطين في استنزاف أموال الطلبة إلى القضاء في فترة زمنية محددة, وإلغاء كافة القوانين التي تقمع الطلبة وتحرمهم من حرية التعبير في اختيار اتحادات فاعلة تمثلهم وتطالب بحقوقهم, وصولا إلى إقرار قانون اتحاد عام لطلبة الأردن في أقرب وقت وبشكل لا يحتمل التأجيل, إضافة إلى كف أيدي الأجهزة الأمنية المتغولة على العملية التعليمية في الجامعات الأردنية بحيث تكون المواقع الجامعية مستقلة الإرادة في عملها وقراراتها.

إننا في تجمع الطلبة الأحرار بتنا نشكك في نية الحكومة إحداث تغيير حقيقي في حال العملية التعليمية الأردنية, في ظل ما شهدته كثير من المواقع الجامعية من قمع للطلبة وكبت لطاقاتهم وحرمانهم من إبداء آرائهم باعتقالهم واغتيال شخصياتهم الرمزية لدى الحركة الطلابية, فعلى سبيل المثال اعتقلت الأجهزة الأمنية لعدة مرات الطالب بكلية الهندسة التكنولوجية زياد الجعبة لانتمائه ونشاطه السياسي, إضافة إلى اعتقال عضو الحملة الوطني للدفاع عن حقوق الطلبة "ذبحتونا" الطالب في جامعة العلوم التطبيقية زيد الحمد لانتمائه ونشاطه السياسي، وتمت الإساءة المعنوية له خلال اعتقاله, كما وتم معاقبة طلبة وطالبات في الجامعة الهاشمية بجملة من الإنذارات لنشاطهم وانتمائهم السياسي أيضا, وكذلك في جامعة العلوم والتكنولوجيا حيث تم مؤخرا معاقبة مجموعة من الطلبة بحزمة من الإنذارات والفصولات لنشاطهم وانتمائهم السياسي, إضافة إلى كل هذا يتم استدعاء الطلبة المنتفعين من مكرمة الجيش المقدمة من جلالة الملك عبدالله الثاني وتهديدهم بسحبها في حال استمرارهم في نشاطهم الطلابي, فإننا نتساءل كيف يقوم مجند بسحب منحة مقدمة من جلالة الملك, كل هذا يحصل في ظل ما يشهده العالم العربي من تقدم نحو التغيير والديموقراطية, ورغبة أردنية حقيقية للتوجه نحو الإصلاح.

من هنا فإننا نطالب حكومة الدكتور معروف البخيت إن كانت صادقة في دعاوى الإصلاح, أن تقوم وبشكل عاجل بوضع برنامج زمني ممنهج يقوم بتغيير الصورة المتناقضة بين ما تدعيه الحكومة من سعي نحو الإصلاح وبين الإجراءات العملية التي تقوم بها أجهزتها بشكل يبتعد جذريا عن أي إصلاح مرجو.

فنحن نعلن من موقع مسؤوليتنا أنه وإن لم نلمس أي استجابة أو نية لتحركات جدية ومنهجية نحو تلبية مطالب الشارع الطلابي فستلجأ الحركة الطلابية إلى إطلاق حراك عام يضم كافة الجامعات الأردنية منتصف الشهر الجاري للمطالبة بما يلي ..

أولاً: نطالب بوضع آلية عملية ضمن فترة زمنية محددة لتخفيض الرسوم الجامعية بما يتناسب مع دخل المواطن الأردني وصولا إلى تعليم جامعي مجاني, إضافة إلى تخفيض تكلفة نقل الطلبة من وإلى جامعاتهم.

ثانياً: نطالب بفتح ملفات الفساد في كافة الجامعات الأردنية ضمن منهجية واضحة المعالم وتحويل كافة المتورطين في استنزاف أموال الطلبة إلى القضاء في فترة زمنية محددة, بحيث يضمن الأردنيون محاسبة المفسدين بشكل عادل.

ثالثاً: نطالب بوضع آلية ممنهجة لتعديل القوانين الناظمة للتعليم العالي بحيث توحد أسس القبول في الجامعات الأردنية بناء على الكفاءة, وإلغاء برنامج الموازي, وتحديد الأسس والمعايير التي تعطى على أساساها المنح والمكرمات للطلبة وإعطائها لمستحقيها من أبناء الطبقة الفقيرة خلال برنامج زمني محدد المعالم.

رابعاً: نطالب بإجراء مراجعة شاملة وفعلية لإدارة عملية التعليم العالي والجامعي، لضمان عودة جامعاتنا منارات علم وإبداع واسعة الرحاب الفكرية، تبني الهوية الوطنية، ونطالب كذلك باستقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين وموهوبين ورواد معرفة، وخلق نظام تدريسي يعتمد على المقدرة الذاتية والتفكير النقدي والاستكشاف المبدع، ليقوموا بترسيخ ثقافة التميز والتعلم المنظم لدى الطلبة.

خامساً: إلزام إدارات الجامعات الأردنية الحكومية منها والخاصة وكليات المجتمع (التي لا تسمح بقيام اتحاد طلابي مستقل) بحق الطلبة الطبيعي في اختيار من يمثلهم, وإجراء انتخابات اتحادات الطلبة في كافة الجامعات الاردنية, ورفع يد تلك الإدارات عن الحرية الطلابية بعدم السماح لرئيس الجامعة حل أي مجلس أو اتحاد منتخب طلابياً مهما كانت الظروف, ونطالب بأن يصار إلى اعتماد نظام انتخابات موحد وعادل يسمح بالتنافس بين الطلبة على البرامج يطبق في كافة الجامعات والمعاهد بلا استثناء وأن يتوقف العمل بقانون الصوت الواحد في جميع الجامعات.

سادساً: نطالب بكف يد الأجهزة الأمنية عن التدخل في الجامعات والتغول على الإدارات فوراً، وإغلاق كافة المكاتب الأمنية داخل الجامعات المختلفة التي صادرت الحريات وكممت الأفواه وحاصرت العقول.

سابعاً: نطالب باستصدار نظام عام لتأديب الطلبة تكون مرجعيته حقوق الإنسان ونصوص الدستور الأردني التي تكفل حرية التعبير، ليطبق في كافة الجامعات دون استثناء, ويتم فيه التأكد من عدالة أنظمة وسير مجالس التأديب المختلفة, إضافة إلى البدء بإجراء عملي يتمثل بإلغاء كافة العقوبات التي اتخذتها الجامعات بحق الطلاب بسبب نشاطهم وانتمائهم السياسي.

ثامناً: نطالب بالتزام توجيهات جلالة الملك التي أكد فيها أكثر من مرة على السماح بالعمل الحزبي والسياسي داخل الجامعات الأردنية المختلفة، مما يصون عقلية الطلبة ويوجههم نحو التفكير والنقد البناء والتنافس الشريف على أساس الأفكار والبرامج، وليس على أساس المناطقية أو بعض الانتماءات الضيقة، التي جلبت العنف إلى جامعاتنا حتى كادت أن تصبح ظاهرة مقلقة تؤثر سلباً على المسيرة التعليمية في الأردن, وندعو الحكومة لأن يصار بالسماح للمسيرات والاعتصامات السلمية التي يقوم بها الطلبة للتعبير عن آرائهم داخل الجامعات والمعاهد بما يكفل حق التعبير المشروع.

تاسعاً: نطالب بإقرار قانون الاتحاد العام لطلبة الأردن الذي يضم بين ثناياه كافة الجامعات الأردنية والمعاهد وكليات المجتمع ليكون منبراً طلابياً يحمل هموم الطلبة ويدافع عنهم بطريقة حضارية وديمقراطية متقدمة, في أقرب وقت وبشكل لا يحتمل التأجيل.
وفي ظل هذه المطالب فسيعلن تجمع الطلبة الأحرار خلال مؤتمر صحفي قريب عن آليات الحراك الطلابي المقبل الذي سينطلق في الـ15 من آذار الجاري والذي قد يصل إلى إضراب طلابي عام, في ظل ما شهدته الجامعات من حراك طلابي استجاب لدعوة تجمع الطلبة الاحرار للمطالبة بكل ما سبق.

ونعلمكم أن رياح التغيير التي هبت على المنطقة العربية والتي قادها الشباب، هي نتاج أعوام مديدة من الكبت والتجويع وحرمان الشباب من حقوقهم التي عانى منها هذا الجيل، ثم ها هو الآن يتمرد عليها, لأنه أدرك أن الحرية هي الشعلة التي تضيء الطريق نحو المستقبل المشرق الخالي من القمع والعوز.

وإننا لنحذر من أن عدم الإلتفات إلى مطالب الشباب الأردني بشكل عام والحركة الطلابية على وجه الخصوص، ستؤدي حتماً إلى ذات النتيجة التي نراها عياناً في بلدان عربية مجاورة, لذا فإننا نرى أن الشارع الطلابي سيقود ثورة الجياع والحرية القادمة.
 
تجمع الطلبة الأحرار