بالأمس وأثناء جلوسي في المقهى، الذي أرتاده يوميا.وردني فيديو (كبسة زر) لمعالي وزير الطاقة والثروة المعدنية. وفي التصريح الذي أدلت به معاليها، وأنا هنا للأمانة إجتزأت من التصريح ما يهمني كمواطن حين قالت بالحرف الواحد: "لكن ليش فيه هالقد إستهلاك؟! قد يكون المشكلة بتغيير النمط في إستهلاك الكهرباء، إللي أصبح إستخدامها للتدفئة بعد ما كنا متعودين على صوبة الغاز وعلى صوبة الكاز، لربما صارت كبسة الزر أسهل إلنا، لكن للأسف كبسة الزر هادي مكلفة"
بعد أن إستمعت للتصريح، حاولت أن أبدأ بكتابة مقال للرد على ما تفضلت به معاليها، وخانتني جميع المفردات، والكلمات، وجلست أمارس هوايتي بتدخين الأركيلة، وتناول القهوة، وإستراق السمع للحوارات التي تدار ما بين مرتادي المقهى، والتي تحمل في أغلبها طابع السخط على الوضع المعيشي، وغلاء الأسعار، وإرتفاع الضرائب، وحديث الساعة الآن وهو إرتفاع، ومضاعفة قيمة فاتورة الكهرباء لأكثر من 50% خلال الشهرين الماضيين.
أثناء تنقل أذني ما بين حديث هذا، وذاك، وللمصادفة كانت محطة روتانا تبث الأغاني الشبابية ولتلتقط أذني جُملة (كبسة زر) من خلال إحدى الأغاني الهابطة التي تبثها لأقترب أكثر من التلفاز، وأتابع الأغنية وكلماتها والتي كان إسمها (كرمال الله) للمطرب اللبناني (ناصيف زيتون) والمصورة فيديو كليب، ويظهر بها وهو يحمل سلك كهربائي، وبنهايته لمبة ويقول في مطلعها:
بدي قلك هالسر
بإيدي (كبسة زر)
أنا وقت اللي بدي الدنيّا بضويها
لو حتى راح إضطر
كرمال أكسر ها الشر
حتى العالم ما تحس راح برجع وبطفيها.
أنا كاتب هذا المقال أقيم وزوجتي وبناتي الإثنتين في شقة قمت بشرائها في العام 2009. وجميع الأجهزة الكهربائية متوفرة بها. مكيفات، ثلاجة ، غسالة، جلاية، صوبة كهرباء نستعملها في بعض الأحيان. ميكرويف، جيزر كهرباء، جريل، هيتر لتسخين المياه، ومكواة، وبعض الأجهزة التي تستعمل بطهو الطعام والقلي، ومنذ ذلك التاريخ وفاتورة الكهرباء الشهرية، لا تتجاوز بأفضل حالتها ثلاثين ديناراً. في هذا العام وردت فاتورة شهر كانون الثاني منه، وكانت قيمتها ستون ديناراً، قلت: ربما هي مبالغ متراكمة أو فروقات قديمة، ثم وردت فاتورة شهر شباط ونتفاجأ بأنها قد تجاوزت السبعون ديناراً!
معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية: أنا هنا أخاطبك بصفتك وزير، وموظف عام، وليس بصفتك الشخصية لأقول: أرجو أن يتم إحترام عقولنا ولو بالقدر البسيط. الشعب الأردني الآن واعي ومثقف وبإستطاعته محاججة، وإحراج أي مسؤول، ولا يمكن أن تمر عليه مثل هذه التبريرات التي لا يمكن تصديقها وإقناع طالب في المرحلة الإبتدائية بها!
معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية: أنا الآن أعيش بحالة نفسية سيئة، ولابد من تعويضي على الأضرار النفسية والمادية التي لحقت بي، من جراء إرتفاع قيمة فاتورة الكهرباء غير المنطقية، حيث فقدت فرصتي بالمنافسة على الظفر بعرض (خمسة لمبات توفير الطاقة مجاناً) في حال كانت فاتورة كهرباء بيتي تقل قيمتها عن خمسين ديناراً، فتبخرت أحلامي كما تتبخر مشتقات البترول.