زاد الاردن الاخباري -
انها قصة حياة تلك التي ارجعت سمك السرحاني الى موطنه الاصلي في الازرق بعد فقدانه تماما ,وتحمل هذه الاسماك الجنسية الاردنية بلا منازع لان واحة الازرق المائية الموطن العالمي الوحيد لها على امتداد الكرة الارضية بأسرها. وسمّي السرحاني بذلك لان موئله الطبيعي بالقرب من منطقة وادي السرحان فأخذ اسم المكان ونسب له.
وأثبتت الدراسات ان صنف السرحاني مهدد بالانقراض, وانه غاب تماما عام 1995 بسبب انخفاض منسوب المياه في واحة الازرق المائية الى ما دون مستوى السطح بسبب الضخ الجائر وفقدانها نوعيتها وتدهور حالتها البيئية حينها, وبالتالي فقدت اسماك السرحاني موئلها الطبيعي والاصلي, وكان هذا النوع قاب قوسين او ادنى من الانقراض النهائي.
القصة بدأت عام 2000 عندما عمل خبير صون الطبيعة الباحث نشأت حميدان بمشروع اعادة اكثارسمك السرحاني بدعم مالي من جهات بيئية خارجية وبحث متواصل لايجاد بعض الاسماك لاعادة اكثارها, وبدأت المسيرة بحوالي 40 سمكة وبنسبة 0.5% من اسماك الواحة لتصل الان الى آلاف الاسماك بنسبة 77% من اسماك الواحة.
وكان لحميدان الفضل في اعادة الحياة للاسماك في الواحة, وقد حظي المشروع بجائزة شركة فورد العالمية كما حصل الباحث حميدان على درجة الماجستير من الجامعة البريطانية (مانشستر) في ذلك الوقت, كما سجل في احدى المجلات العلمية كأفضل برنامج اكثار لسمك مهدد بالانقراض بالعالم.
يقول حميدان سمك السرحاني هو سمك صغير الحجم لا يتجاوز طوله 6 سنتيمترات, لا يؤكل, ملون بألوان جذابة, فالذكرمنه مخطط باللون الاسود, بينما تتميز الانثى بوجود خطين متقطعين بنقاط سوداء على جانبي جسمها, والسبب الاول للاهتمام باعادته الى موطنه الاصلي انه لا يتواجد في اي مكان في العالم الا في الازرق مما يساعد على التعريف بالاردن في دول العالم كونه الحاضن الوحيد لهذا السمك الذي اصبح لديه اهتمام على مستوى دولي, اضافة الى انه آكل للطحالب التي تطفو على سطح المياه مما يساعد التربة في قاع المياه على عدم التعفن وتكوين النباتات المائية فتسمح لباقي الاسماك بالغذاء على تلك النباتات.
ولا تخلو رحلة النجاح التي قام بها حميدان وزملاؤه من المخاطر حيث ان الطريقة الوحيدة هي جذب الاسماك الى آلة كهربائية تصل شحناتها الكهربائية الى 7 آلاف فولت اي انه قاتل فيما لو لم يكن الشخص يرتدي العازل ويحذر من طريقة استخدام المصيدة الكهربائية, فكان للخطر كما للطموح دور بارز في نجاح اعادة الحياة الى سمك السرحاني في موطنه الاصلي.
ويقول مدير محمية الازرق المائية عمر الشوشان ل¯ العرب اليوم لو تركت واحة الازرق على شأنها كما كانت منذ منتصف القرن الماضي لاصبحت البتراء الثانية للاردن, ولكن ما جرى انها تحولت الى مكب للنفايات قبل ان تأتي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لتعيد بناءها وإحياءها من الصفر.
وناشد الجهات المعنية ان يعلن سمك السرحاني سمكا وطنيا للاردن على غرار زهرة الاردن الوطنية والشجرة الوطنية والعصفور الوطني, ومحمية الازرق واحة محلية وعربية وعالمية, يجب ان تعاد على ما كانت عليه في السابق خاصة وان لها مسيرة آلاف السنين, قبل ان تدمر وتبلغ مساحة الواحة 5210 كم2 وهي الواحة المائية الوحيدة في الصحراء العربية ابتداء من صحراء بلاد الشام وحتى الحجاز وهي نقطة مهمة في مسار هجرة الطيور.
وأضاف الشوشان ويمتد الحوض المائي لواحة الازرق من سورية شمالاً حتى السعودية جنوباً ويحتضن الأردن 94% من هذا الحوض و1% في سورية و5% في السعودية. وفي الواحة المائية منطقة تعرف بالقاع وهي اخفض بقعة في حوض الازرق وتصب فيه الاودية المائية ومنها اودية عابرة للحدود, ومساحتها 75كم مربع, تجف هذه المنطقة تماما في شهر تموز الا في حال تجدد الامطار كما حدث عام 1982 في شهر ايار من فيضان لهذه المنطقة, ويستخرج الملح من منطقة القاع حال جفافها تماما, وفي بداية العام اقيمت سدود ترابية لغايات الحصاد المائي والمياه التي تجمعت بالسدود كان من المفروض ان تصل الى منطقة القاع المهمة عالميا في مسار هجرة الطيور مما اثر على هذا المسار.
ويشار الى ان الواحة دخلت في عام 1977 اتفاقية رامسار الدولية المعنية بحماية المناطق الرطبة وفي عام 1993 اعدها المجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة لهجرة الطيور.
العرب اليوم - نوف الور