بعد مرور أسابيع قليلة على العاصفة السياسية التي خلفتها زيارة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لطهران للمشاركة في جنازة الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية استهدفته في العراق، تأتي الأخبار التي تتحدث عن إمكانية زيارة هنية للبنان لتعيد حماس إلى نقطة الصفر.
فإلى جانب انتقادات الدول العربية السنية لهذه الزيارة، عبّر عدد من قيادات الحركة وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي عن استيائهم الشديد من الضغوطات التي تمارسها كل من إيران وذراعها الأول في لبنان حزب الله لإجبار الحركة على إرسال وفد رسمي إلى الجنوب اللبناني.
وتفيد الأنباء التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الغربية عن امتعاض الجانب الإيراني من رضوخ حركة حماس لأوامر الدول السنية التي تريد أن تحول دون عودة المياه لمجاريها بين حماس وحزب الله بعد سنوات من القطيعة بسبب الملف السوري.
جدير بالذكر أن إسماعيل هنية كان قد أجرى خلال الأسابيع الماضية العديد من الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين، من أجل تدارس تداعيات خطة ترامب للسلام، المعروفة باسم صفقة القرن.
الأخبار التي تصلنا من المطبخ الداخلي لحماس تشير لوجود انقسام بين قيادات الصف الأول، حيث ترى بعض القيادات وخاصة المقيمة منها في لبنان أن خسارة حليف بقيمة مصر أو السعودية قد يؤثر سلباً على الموارد المالية والدعم الذي تتلقاها الحركة، فيما ترى بعض القيادات الأخرى الأقلية أن حماس وحدها من تملك أحقية اتخاذ قرارها واختيار حلفائها.
بدورها تشير صحيفة تايمز البريطانية إلى دقة حساسية القضية، فمحاولات حماس التقرب من إيران تصطدم برفض العديد من الدول السنية لهذا الحلف الجديد، إضافة لذلك، فإن الأوضاع السياسية الغير مستقرة التي تعيشها لبنان قد تحول وجهة هذه الزيارة.