رداً على المخططات الإسرائيلية الساعية إلى الاستيلاء على القدس، ولدت داخل أروقة مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك / تويتر حملة جديدة ارتأى الشباب الفلسطيني تسميتها بالفجر العظيم، لدعوة الفلسطينيين لأداء صلاة الفجر يوم الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة والمسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقد لقيت الدعوة التي انطلقت منذ شهرين رواجاً كبيراً في الشارع الفلسطيني، خاصة بعد إعلان الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام المزعوم في 28 كانون الثاني/يناير، حيث شارك آلاف المصلين بسائر المساجد الفلسطينية، إلى جانب عدد كبير من مواطني الدول العربية والإسلامية المتضامنة مع قضية الشعب الفلسطيني.
حملة الفجر العظيم والتي تحولت في غضون أسابيع إلى بوابة لتحريك الجماهير الفلسطينية المستاءة من خطة ترامب، كانت محل جدال بكبير ين حركتي فتح وحماس، حيث ترى القيادة الفتحاوية أن حماس تحاول استغلال هذه الهبة الشعبية العفوية لتحقيق مآربها الخاصة على حساب ما تقتضيه مصلحة الفلسطينيين في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، عبر تجييش المواطنين في الضفة سواء من خلال أبواقها الإعلامية على الانترنت أو عملائها الميدانيين.
وقد عزا العديد من المراقبين توجس حركة فتح من المحاولات الحمساوية لاختراق الحملة إلى الخلاف العميق بين قطبي المقاومة في كيفية إدارة الصراع مع الجانب الإسرائيلي، ففي حين تسعى الحركة الإسلامية بغزة الى التصعيد عبر دفع الضفة الغربية نحو سيناريوهات الفوضى، تخير السلطة في رام الله خوض معارك دبلوماسية في المحاكم الدولية للضغط على واشنطن الراعي الأول لما يسمى بصفقة القرن على الدخول في مواجهة غير محسوبة مع جيش الاحتلال.
يمكن قراءة تحركات حماس الأخيرة في إطار سعيها الدؤوب لتقويض سلطة فتح على الضفة حيث تعتقد القيادة الحمساوية أنها وحدها القادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني وتطلعاته وهو ما ترفضه فتح كلياً.
في ظل التطورات المحلية والدولية تبدو المصالحة بين كل من فتح وحماس غير ممكنة، حيث يتهم كل طرف الآخر بمحاولة الاستيلاء على شرعية اتخاذ القرار ما يطرح أكثر من علامة استفهام عما ستفضيه الانتخابات المرتقبة ومدى استعداد كل طرف لقبول نتائجها.