زاد الاردن الاخباري -
واصل الشيخ الموريتاني يحظيه ولد داهي عرض خدماته على وزارة الصحة الموريتانية من اجل "دحر" الكورونا، وكتب في تدوينة أن الفيروس "علاجه الوحيد كلام الله والفيروسات أغلبهم من الجن".
أمام غياب علاج شاف من فيروس كورونا يعود الكثيرون إلى صيدلية الجدات بما تحويه من تجارب وأعشاب وخلطات “قادرة على مواجهة أي مرض” حسب اعتقادات شائعة في المجتمع الموريتاني.
لقد أعاد الفيروس الكثيرين للأدعية المأثورة فأخذ الناس يتداولونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وينشرونها “تقربا إلى الله” كما كتبوا في “تويتر” و”واتساب”.
لا يشكل فيروس كوفيد 19 أي خطر لدى من يعتقدون في المحتوى الموروث لصيدلية الجدة: ففي هذا المستودع الدوائي تجارب عجيبة: هنا مرق مصنوع من الدجاج مع قليل من الفلفل، تُقرأ عليه “آيات الشفاء فيملأ الخياشيم بمادة تقتل أخطر فيروس ولو كان كوفيد 19، بقرونه اللاصقة وتكاثره المريع”.
وفيما يتفاعل كل ذلك، واصل الشيخ الموريتاني يحظيه ولد داهي عرض خدماته “الأكيدة على وزارة الصحة الموريتانية وعلى منظمة الصحة العالمية من أجل معالجة المصابين بالفيروس بل وتحصين المجتمع البشري من خطره”.
آخر ما دوّنه داهي في هذا الصدد كان سلسلة ومضات غريبة منها «فيروس كورونا جند من جنود الله يرسله على من تجبر وعصاه انتقاما وعلاجه الوحيد كلام الله والفيروسات أغلبهم من الجن”.
ومن هذه التدوينات “بشرى للجميع، حسب دراستنا المعمقة، فإن الوضوء خمس مرات يوميا يخفض حرارة الكورو(نا)هم”.
وسبق لهذا لشيخ أن أعلن أن “كورونا يعالج بالرقية الشرعية عند أحباب الرسول في تنسويلم (حي يقع شرق العاصمة نواكشوط) ولا داعي للقلق ومستعدون للذهاب إلى الصين”.
وحول طبيعة العلاج الذي تضمنته التدوينة قال الشيخ داهي «نعم نعالجه بإذن الله تعالى بالقرآن الكريم وعشبة أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تعالج أمراضا مستعصية عدة”.
وفي هذا السياق يقول المدون محمد محفوظ ولد أحمد المهتم بالوقاية من فيروس كوفيد 19 «الرقية الشرعية، والتداوي بالقرآن، عناوين لمقامات ربانية سامية خيرية، باتت موضع استغلال بشع ودجل خطيرين على الدين والدنيا”.
وأضاف “اليوم مع هلع الناس من وباء كورونا يزدهر موسم هؤلاء المدعين المشعوذين، وتعمل قناة تلفزيونية محلية على ترويج الشعوذة بكل طاقتها عبر نشر هذه الدعاوى الاحتيالية بدون رقيب ولا حسيب”.
وزاد “لقد بلغت هذه الممارسات من الانتشار والتحدي والتبجح حدا لا يطاق، ويبدو أن لها روافد اجنبية كثيرة، بعضها مستمد من بلاد السلفية والإنكار، وقد باتت صناعة عابرة للحدود”.
وقال المدون ولد أحمد “بذلك يتضح أنها تختلف كلية عن ممارسات الحجاب، وقلع النظرة التي كانت معروفة في مجتمعنا على نحو فردي محتشم وأحيانا خفي لا يحركه الجشع ولا يتمسح بالمقدسات الدينية لاستغلالها بهذا الحجم المكثف الخبيث”.
وأمام هجمة كورونا رخصت الهيئات الدينية عدم حضور المسلمين صلاة الجماعة رغم أنها سنة مؤكدة يتزاحم الجميع على صفوفها الأمامية، فقد أصدر اتحاد أئمة موريتانيا بيانا جاء فيه “يَحْرُمُ شرعا على كل من أصيب بمرض كوفيد-19 أو يشتبه بإصابته به؛ الوجود في الأماكن العامة، أو الذهاب إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة، ويجب عليه الأخذ بجميع الاحتياطات اللازمة: بدخوله في الحجر الصحي، والتزامه بالعلاج الذي تقرره الجهات الصحية في الدولة”.