زاد الاردن الاخباري -
"لا تكن كالمصابة رقم 31".. صرخة حاشدة تناقلها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم لإقناع الآخرين واتخاذ "الإجراءات الإحترازية" على محمل الجد لإبطاء انتشار فيروس "كورونا" المُستجد والذي أودى بحياة الآلاف في العالم.
وبدأت قصة هذه الصرخة في كوريا الجنوبية، هذا البلد الصغير الذي تحوّل الى ثاني أكبر بؤرة في العالم لفيروس كورونا بعد الصين، حيث يقوم الكادر الصحي باختبار نحو 10 آلاف الى 20 ألف شخص يوميًا.
لكن ما قامت به المريضة رقم 31 فاق كل التوقعات، فالسلطات في كوريا الجنوبية ما تزال تحقق في كيفية إصابتها بفيروس "كورونا"، إذ لم تكن قد سافرت حديثًا وليس لديها اتصال سابق معروف بحالات إصابة مؤكدة أخرى.
لكنّها وحسب السلطات توجّهت إلى مناطق مزدحمة في مقاطعة دايجو جنوب شرق البلاد.
قصة المريضة رقم 31
في 6 من شباط الماضي، تعرضت المصابة لحادث مروري بسيط في دايجو، ذهبت على إثره إلى مستشفى "علاج شرقي" وخلال ذلك شاركت في قدّاسين بالتاسع والسادس عشر من شباط في كنيسة Shincheonji بالمنطقة.
وعلى الرغم من ارتفاع درجة حرارتها في 15 من ذات الشهر، ونصيحة الأطباء لها بإجراء فحص الإصابة بفايروس "كورونا"، رفضت ذلك وذهبت إلى بوفيه غداء مع أحد الأصدقاء في أحد الفنادق.
ومع تفاقم أعراضها، نصحها الأطباء مرة أخرى بالفحص، وفي 17 شباط، توجهت أخيرًا إلى مستشفى لتعلن السلطات الصحية في اليوم التالي أنها الحالة الـ31 المؤكدة في البلاد.
بدورها طالبت الكنيسة في بيان على موقعها الإلكتروني أعضاءها الذين حضروا تجمعي يومي 9 و16 شباط بالخضوع للفحص وعزل أنفسهم.
فيما حصلت الجهات الطبيّة المختصة على على قائمة تضم أسماء 9300 شخص حضروا القداس في ذات التواريخ، شكا حوالي 1200 منهم من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا وتأكدت مئات الحالات الآن هناك.
ليبدأ تسجيل الحالات بشكل سريع وتصنّف "دايجو" كبؤورة لتفشي فيروس "كورونا" في البلاد.
كما ظهرت مجموعة حالات ثانية من مستشفى قريب في تشيونجدو، وهي مقاطعة قريبة من دايجو، وقامت السلطات بالتحقيق في الرابط بين الكنيسة في دايجو، ومراسم تأبين في المستشفى التي حضرها عدد من أعضاء الكنيسة في الفترة بين 31 كانون الثاني إلى 2 شباط.
وتمثل المناطق بين مقاطعتي دايجو وتشونغدو نحو 80% من الحالات بكوريا الجنوبية.
في أوائل آذار، أفادت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 63.5% من جميع الحالات المؤكدة في البلاد كانت "مرتبطة بكنيسة Shincheonji التي تواجدت فيها المصابة 31.
بدوره عالم الأوبئة بجامعة سيول الوطنية: "لم يكن الوضع هنا خطيرًا حقًا حتى منتصف شهر فبراير، قبل المريضة 31، كانت إستراتيجياتنا لاحتواء الفيروس فعالة. ولكن بعد إصابة عدد لا يحصى من الأشخاص بسبب المريضة 31، أصبح من الصعب جدًا السيطرة عليه."