زاد الاردن الاخباري -
قال وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة إن الأردن اتخذ من بداية انتشار فيروس كورونا المستجد في عدد من دول العالم، خطوات احترازية ووقائية لمكافحة الوباء والحد من انتشاره بين المواطنين.
وأضاف العضايلة خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم عبر برنامج سكايب، مساء اليوم الاثنين أن الأردن استطاع في بداية أزمة كورونا جلب عدد من المواطنين المقيمين في الصين بطائرة خاصة ووضعهم في حجر صحي لمدة أربعة عشر يوما حتى لا ينقلوا العدوى للمواطنين.
واشار إلى أن الاجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، هدفها الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في المملكة، مبينا أن هذه الإجراءات وصلت لتفعيل قانون الدفاع في المملكة، مؤكدا أن هذا القانون قد يعطل العمل في القوانين الأخرى، ويهدف لحماية المجتمع والبيئة الصحية في الأردن، بما يمنع انتشار الوباء.
وأكد العضايلة أن حظر التجول الذي فرضته الحكومة في مختلف مناطق المملكة، شامل على المواطنين كافة، ولم يُستثنى منه سوى بعض الموظفين الذين نحتاجهم لإدامة الحياة مثل الكوادر الطبية العاملة في الخدمات الطبية ووزارة الصحة، والذين يعلمون على توصيل بعض المواد الأساسية للمواطنين.
وأكد أن 99 بالمئة من المواطنين ملتزمون بقرار حظر التجول، ولم يخالفه سوى 700 شخص، وتم فرض العقوبات القانونية بحقهم، مبينا أن العقوبات قد تصل إلى السجن إضافة إلى غرامة.
ولفت إلى أن قرار حظر التجول صعب ويضيق على المواطنين، “لكن في نفس الوقت مواطنونا متفهمون لقرارات وإجراءات الحكومة الرامية لحمياتهم من المرض”، لافتا إلى أن قرار الحظر شهد تأييدا واسعا من قبل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وبين أن الحكومة وقبل فرض حظر التجول في مختلف مناطق المملكة، هيأت المواطنين بالمدة اللازمة لشراء احتياجاتهم والمواد التموينية بشكل خاص.
وأوضح أنه اعتبارا من يوم غد الثلاثاء سيتم تزويد المواطنين بالمواد الأساسية مثل الخبز والدواء والمياه والمحروقات إلى منازلهم، بحيث سيتم تخصيص موظفين ومتطوعين لإيصال هذه المواد إلى بيوتهم .
وتابع: الحكومة ستعلن قبل يوم الجمعة المقبل عن خطة لإيصال المواد التموينية الأخرى بالتعاون مع القطاع الخاص الذي سيوصل هذه المواد عبر خدمة التوصيل.
وتوقع العضايلة أن يستمر حظر التجول في المملكة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة اسابيع، مشيراً إلى أن دوام المدارس والجامعات توقف منذ أسبوع، وبدأت عملية التعليم عن بُعد للطلبة.
وأكد أن المواطن ملتزم لقرارات وإجراءات الحكومة ومدرك لخطورة الموقف، وهو يعد شريكاً أساسياً لإنجاح الخطط الحكومية الساعية للحد من انتشار الفيروس قدر المستطاع.
وحول حالة الذعر والخوف لدى المواطنين والتهافت على شراء المواد التموينية بكثرة، أوضح العضايلة أن ظاهرة الخوف والارتباك عالمية وحصلت في العديد من الدول الأجنبية والعربية التي انتشر فيها المرض، مبينا “بدأ الناس يتدفقون إلى أماكن البيع لشراء حاجاتهم الأساسية، ونحن لا نلوم المواطنين لأنهم يخشون أن تطول مدة الحظر”.
ولفت إلى أن الحكومة شكلت 10 فرق وزارية بالتعاون مع القوات المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنية لإدامة الحياة بشكل طبيعي، مبينا أن الحكومة هيأت المواطنين بأن هذه المرحلة صعبة جدا ولا يوجد فيها رفاهية، وأن يعيش فقط على الأساسيات ويحافظ على نسق الحياة غير الطبيعية التي نعيشها نتيجة أزمة كورونا.
وحول توقعات الحكومة لمواجهة الخسائر المتوقعة نتيجة فيروس كورونا المستجد، أكد العضايلة أن همنا الأول وشغلنا الشاغل هو التركيز على محاصرة الوباء وحماية المجتمع منه، مشيرا إلى أن الاقتصاد بالتأكيد سيعاني وهناك العديد من القطاعات الحيوية ربما تدهورت وأخرى تشعر بأن هذا الوباء سيؤدي إلى خسائر جمة وربما فقدان وظائف.
وبين العضايلة أن البنك المركزي اتخذ مجموعة من الخطوات كتأجيل سداد القروض على القروض، إضافة إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات أيضا تتعلق بتأجيل أقساط الضمان الاجتماعي حتى نساعد المواطنين على تخطي هذه المرحلة.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأردني كان يعاني قبل الأزمة، “لكن هذا المرض سيؤثر على الاقتصاد بشكل أكبر”، آملا أن تنتهي هذه الأزمة حتى تعود الحكومة لخططها الاقتصادية، وتتجاوز هذه المرحلة التي هددت العالم أجمع وليس الأردن وحسب.
وحول النماذج التي يتبعها الأردن من الدول الغربية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، أكد العضايلة أن النموذج الصيني ناجح ويقتدى به، و”نحن نحاول أن نقلد هذا النموذج وننجح به”، ولكن ايضا لدينا نموذجنا الأردني، مبينا أن هناك دولا تهاونت في فرض الإجراءات الاحترازية وبالتالي ادى ذلك إلى فقدان مواطنيهم نتيجة الاستهتار لذلك حذرنا مواطنينا من الاستهتار حتى لا يزيد عدد الاصابات”.
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام أن الأردن لم يسجل لغاية الآن – والحمد لله- حالة وفاة من بين المصابين بالوباء، مشيرا إلى أن استمرار الحظر وإغلاق المدن التي لم تتأثر نتيجة الفيروس عن المدن التي سجلت فيها حالات إصابة، سيسهم في محاصرة المرض وابقاء الأعداد على ما هي عليه.