زاد الاردن الاخباري -
دخلت مصر بقوة على خط المنافسة الإعلامية من جديد، فبعد غياب قسري استمر عدة سنوات، يبدو أنها في طريقها لتعود لتحجز مكاناً لها في خارطة الإعلام العربي، كما كانت في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
حيث تعد مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، مرشحة فوق العادة لاستضافة مقر قناة الوليد الإخبارية، وسط منافسة بين أربع مدن هي: دبي وأبوظبي، والمنامة، والدوحة، كما قال لـ"العربية.نت" مديرها جمال خاشقجي.
وأكد جمال، الذي غادر القاهرة ظهر أمس الجمعة، أن مكانة مصر وكونها قلب العرب النابض، وكثرة المسؤولين الذين يتقاطرون عليها يومياً، جعلهم يضعونها ضمن خياراتهم كمدينة مرشحة لمقر القناة.
تحرر من خيوط العنكبوتوشهدت الساحة الإعلامية المصرية أخيراً حراكاً إعلامياً اتسم بالشفافية والجرأة في الطرح، ويعزو متابعون سبب ذلك إلى تحررها من خيوط العنكبوت التي كانت تعيق تحركها، وتوجهها كما تشاء ويشاء المسؤولون في الحكومة السابقة.
ويرى مراقبون أن مصر لا تتميز فقط بكونها أرضاً خصبة للصحافيين وعشاق المهنة، وهو ما يدل عليه انتشار الصحافيين المصريين في الوطن العربي بأسره، بل إن التكلفة المالية بلاشك ستكون أقل على أي قناة، مقارنةً بما يمكن أن تصرفه القنوات الموجودة في دبي، أو أبوظبي، أو الدوحة مثلاً، حيث هنا وهناك ترتفع أجور الموظفين، وتزداد مطالبهم بشكل لافت، نظراً لطبيعة الحياة وارتفاع أسعار العقارات في هذه البلدان.
ولم يغفل خاشقجي، الذي يسابق الزمن للتجهيز لإطلاق القناة، الجانب الاقتصادي في الموضوع، ليشير باقتضاب إلى أن التكلفة في القاهرة قد تكون أقل بكثير من نظيراتها في المدن الأخرى.
وكان مالك المحطة الجديدة الأمير الوليد بن طلال قال إن توجّه القناة سيكون في خدمة التنمية في المملكة والعالم العربي، وتشجيع ودعم الاعتدال سياسة واقتصاداً ومجتمعاً، مؤكداً أن "الفضاء العربي لم يعد شاغراً كما كان قبل عقد من الزمان، وبالتالي لابد للقناة الجديدة أن تكون إضافة وبديلاً للمشاهد"، وفقاً لموقع "المفكرة الإعلامية".
وربط محللون سبب عدم رغبة المؤسسات الإعلامية الكبرى، في السابق، في اختيار القاهرة مقراً لها، لوجود الضغوط والممارسات التي كانت تمارسها الحكومة المصرية السابقة، في التضييق على الصحافة، والتدخل في شؤونها، وربما فرض خط سياسي معين عليها، وعدم وجود سقف عالٍ لحرية التعبير، التي تحتاجها القنوات الفضائية، خاصة الإخبارية منها.
افتتاح تلفزيون أسهل من فتح محطة بنزينوعن سبب اختيار القاهرة، في هذا التوقيت بالذات، قال خاشقجي إن افتتاح محطة فضائية في مصر، بات أسهل من افتتاح محطة بنزين، وعزا ذلك لأن الوضع في مصر تغيّر واختلف تماماً عن السابق، فلم تعد هناك شروط تعجيزية، ولا بيروقراطية قاتلة.
واعتبر خاشقجي أن مشاوراته مع مسؤولي مدينة الإنتاج الإعلامي كانت مفيدة وعملية، وعلى مستوى كبير من الجدية والتعاون، مشيراً إلى أنه سيقدم تقريراً شاملاً لرئيس مجلس الإدارة قريباً للمفاضلة بين القاهرة وبقية الخيارات الأخرى.
وستعمل القناة الجديدة على مدار الساعة، وستبث من أكثر من موقع لتغطية جميع أنحاء العالم، وستعتمد على كفاءات إعلامية عربية مع الحرص على تشجيع المواهب الشابة الجديدة، كما صرح المسؤولون بها في وقت سابق من العام الماضي.
وفي حال قرر المسؤولون في قناة الوليد الإخبارية أن تكون ولادتها من مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة فإن ذلك سيشكل دخولاً قوياً ومنافساً لمدن إعلامية كثيرة وعريقة، من أهمها مدينة الإعلام في دبي، والتي تعد حاضنة الإعلام العربي وحتى العالمي في منطقة الشرق الأوسط بأسره.
العربية