زاد الاردن الاخباري -
بدي أهني الملك عبدالله الثاني بعيده، وأحكيلو يا ملكنا يا غالي، ويا رافع روس الكل، الله يديمك إلنا، وكل عام وأنت بخير".. بهذه الكلمات البريئة عبرت الطفلة منى نصيرات (9 أعوام) لـ"الغد" عن حبها لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يحتفل الأردنيون اليوم بذكرى ميلاده الثامنة والأربعين، فيما راحت الطفلة ديمة العدوان (3 أعوام) ترفع يديها إلى السماء قائلة "كل عام وهو بخير يا رب".
أما الطفل خالد عبابنة (9 أعوام) فخاطب الملك "إحنا فيك كبار ومعزّزين. الله يديمك ويطوّل عمرك".
وبمناسبة عيد ميلاد جلالته الميمون، تلقى الملك برقيات تهنئة من عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة. كما تلقى جلالته برقيات تهنئة مماثلة من رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس المجلس القضائي، وقاضي القضاة - إمام الحضرة الهاشمية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومديري المخابرات العامة والأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك، والمؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء وممثلي الفاعليات الرسمية والشعبية.
واستطلعت "الغد" آراء سياسيين أردنيين عاينوا التحولات التي طرأت على الأردن في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث أكد أمين عام حزب التيار الوطني العين صالح ارشيدات أن جلالة الملك "كان من أوائل الحكام العرب الذين أكدوا على المستوى الإقليمي والدولي أن لا ديمومة للاستقرار والنمو الاقتصادي إلا بإصلاح سياسي".
ورأى نائب رئيس الوزراء الأسبق محمد الحلايقة أن توجيهات الملك المستمرة للحكومات "وفرت إرادة سياسية عليا للإصلاح السياسي"، فضلا عن أن إعطاء مساحة أوسع للإعلام، ارتكز على إيمان جلالة الملك بأهمية السلطة الرابعة".
وتتزين بيوت الأردنيين بصور جلالة الملك، حيث حرصت أم أحمد الزعبي (55 عاما) عند رحيلها إلى منزلها الجديد بأن تصطحب معها صورة جلالة الملك، لأنه "رمز للأمان والقوة وفخر واعتزاز لكل أردني وفيّ".
ورغم حرمانهم نعمة الإبصار، فقد نقشت بصيرة المكفوفين أطول برقية تهنئة للملك بلغة "بريل"، إذ لفتت رئيسة الملتقى الثقافي للمكفوفين سهير عبدالقادر إلى أن المكفوفين "عملوا بقلب واحد ليصنعوا برقيتهم البسيطة المليئة بمشاعر الوفاء لقائد الوطن".
وقبل ثمانية وأربعين عاما، وفي مستشفى فلسطين بعمّان، أطل على الدنيا وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الذي تلقى علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية، حيث كان طالبا متميزا لفت نظر من حوله من زملاء ومعلمين، حسبما تقول مديرة الروضة في الكلية، المربية أميمة الرفاعي عارف التي تصف، في حوار لها مع "الغد"، جلالة الملك بأنه "مجتهد، وحنون، ومثابر، ومتميز، ومعطاء، وكريم، وعطوف".
وتعود عارف بذاكرتها إلى الوراء، مستذكرة المرة الأولى التي شاهدت فيها جلالته وهو يمسك بيد أبيه جلالة الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه، مستعدا لدخول المدرسة لأول مرة في العام 1966 وهو لم يتخط الرابعة من عمره، ويرافقه شقيقه سمو الأمير فيصل الذي كان عمره في ذلك الوقت عامين.
وتستذكر عارف كيف أوصاها الملك الراحل الحسين بأن "يتم التعامل مع الأميرين كباقي الأطفال في المدرسة من دون أي تمييز".
ومكث الملك عبدالله الثاني في الكلية العلمية حتى العام 1970 مجتازا مرحلة البستان والتمهيدي والصف الأول. وتشير عارف إلى أنه "كان يصطف بالطابور الصباحي مع بقية الطلبة، ويتناول طعامه معهم، ولم يكن هناك أي تمييز في المعاملة بينه وبين أقرانه في المدرسة".
وعن المواقف التي تظهر خصال العطف والحنان والكرم التي لازمت جلالته منذ الطفولة، تروي عارف أحد المواقف التي تكررت مع جلالته في المدرسة، عندما نسي أحد زملائه إحضار سندويشته، "فما كان من جلالته إلا أن قام بتقاسم سندويشته مع زميله ليأكلا معا".
الغد