عبدالحميد الهمشري - كاتب وباحث بالشأن الفلسطيني - تهل علينا ذكرى مناسبة عظيمة تظهرمدى منزلة المسجد الأقصى ومدينة القدس التي تحتضنه لدى أمة التوحيد ، إنها معجزة الإسراءِ والمعراج والتي تؤشر إلى أنها أي القدس بوابة الأرض إلى السماء و بوابة السماء إلى الأرض ، حباها الله سبحانه وتعالى من الميزات والقدسية الكثير حتى قيام الساعة .. يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله بسورة الإسراء : » سبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». هذه الآيات الكريمة وثيقة ربانية ألقت بمسؤولية رعاية هذا المسجد في بيت المقدس وحمايته على أمة الإسلام في مختلف العصور، مذكرة إياها بمسؤوليتها تجاهه وما حوله، وعدم التفريط أو التهاون في الذود عنه وتحريره من المحتل، فضعف الأمة وتشتتها دفع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان الصهيونية للكيد للعرب والمسلمين ، بالتآمر على أرض الإسراء والمعراج وما حولها بالتجرؤ على إصدار وعد بلفور ومن ثم التقسيم تبعها إجراءات متدحرجة لتمكين اليهود منها ومن ثم إعلان القدس عاصمة لهم ، ومنحهم الحق بحرية التصرف بالأقصى الأسير وفق ما جاء في إعلان ترامب على الملأ صفقته المشؤومة التي منح فيها القدس والمسجد الأقصى لليهودوشرعن الاستيطان وضم الأغوار والمعابر الحدودية. المسجد الأقصى الذي توجه المسملون في صلاتهم نحوه أول مرة منذ حصول الإسراء والمعراج ، جعلت منه القبلة الأولى على مدى سبعة عشر شهراً ، حتى جرى تحويل الصلاة منه بأمَر من الله العلي القدير وفي ذات الشهر نحو الكعبة المُشرفة ، ويتهدده منذ احتلاله بعد نكسة حزيران 1967م خطر الهدم لإقامة هيكل الظلم المزعوم مكانه وزادت تلك المخاطر منذ أعلن ترامب عن مهزلة القرن التي رتب لها فريق عمله اليهودي دون أي اعتبار لمشاعر المسلمين . فالروابط المشتركة التي تجمع ما بين أولى القبلتين « المسجد الأقصى « و « بيت الله الحرام « ، لا تنفصم عراها لما يجمعهما من قدسية المكان والتوحيد، تلزم المسلمين العمل الجاد والصادق للذود عنه وتحمل مسؤولياتهم تجاهه ، بعد أن ضيق أعداء الأمة الخناق على شعب الحشد والرباط في فلسطين وعاصمتها القدس ، والأردن التي تبذل جهدها انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس خاصة المسجد الأقصى للذود عنه بكل ما أوتيت من قوة.
فالاردن وفلسطين تناضلان لحماية القدس والأقصى من خطر الهدم والتهويد والوقوف بحزم أمام العدو الصهيوني وتوجهات الإدارة الأمريكية المتحالفة معه.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وفي ظل هكذا ظروف ، من للمسجد الأقصى بعد الخليفة الفاروق عمر ابن الخطاب وصلاح الدين؟
abuzaher_2006@yahoo.com