زاد الاردن الاخباري -
قال علماء مختصون إن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة وحتى مميتة إذا ما أصيبوا بفيروس كورونا؛ بسبب طريقة عمل الأدوية التي يتناولونها.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن الأدوية التي تدعى بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين قد تغير من شكل خلايا الشخص بطريقة ما، ما تجعل فرصته بالإصابة بفيروس كورونا أكثر سهولة وأكثر خطورة.
وأضافت الصحيفة أن الدراسة التي نشرت في مجلة The Lancet Respiratory Medicine بحثت كيف يلتصق فيروس كورونا بخلايا البشر لإصابتهم.
وحذر الباحثون المرضى من التوقف عن تناول الأدوية، وأوصوهم بالتحدث إلى أطبائهم إذا ما كانت لديهم أي مخاوف.
كما بين القائمون على الدراسة أن البحث لا يثبت وجود صلة قطعية بين الأدوية وفيروس كورونا الجديد، ولكن يجب دراسة ما مدى الاتصال المحتمل عن كثب.
وقالوا إن هناك عوامل خطر أخرى لها التأثير المحتمل ذاته، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والذين لديهم مشاكل في الجهاز المناعي، أو ضعف مثل مرضى السرطان، أو الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة.
وتوضح الدراسة أن الفيروس التاجي يلتصق بالخلايا، ويهاجمها عن طريق الإغلاق على شيء يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين2 (ACE2).
بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري من النوع الأول أو الثاني عليهم تناول أدوية تزيد من كمية (ACE2) الموجودة في خلاياهم؛ من أجل السيطرة على مرضهم.
وتسمى الأدوية التي كان الباحثون مهتمين بها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs).
وقال الباحثون بقيادة الدكتور مايكل روث من جامعة بازل: "تشير هذه البيانات إلى أن تعبير ACE2 يزداد في مرض السكري والعلاج بمثبطات ACE، كما أن ARBs يزيد من تعبير ACE2، وبالتالي فإن زيادة تعبير ACE2 يمكن أن يسهل العدوى بفيروس كورونا الجديد".
ولذلك؛ "فإننا نفترض أن أدوية السكري وضغط الدم التي تحفز الإنزيم المحول للأنجيوتنسين2 تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد".
وأضاف: "إذا ما تم تأكيد هذه الفرضية، فسيتشكل صراع بشأن الأدوية".
وأجرى الدكتور روث وزملاؤه أبحاثهم من خلال النظر في دراسات أخرى لمرضى الفيروس التاجي الذين يعانون من أشكال شديدة من المرض.
ووجد الباحثون أن أكثر الأمراض شيوعا بين مرضى فيروس التاجي الشديد هم المصابون بارتفاع ضغط الدم بنسبة 23.7 % والسكري بنسبة 16.2 % وأمراض القلب بنسبة 5.8%.
ومن خلال دراسة كيفية ارتباط الفيروس التاجي والسارس، وهما متشابهان تقريبا، بالخلايا داخل أجسام الأشخاص، توصلوا إلى نظرية حول كيف يمكن لعقاقير ضغط الدم أن تجعل ذلك أسهل للفيروسات.
وأضافوا أن الأشخاص المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم قد يكونون أكثر عرضة للخطر؛ بسبب التغيرات في جيناتهم التي تجعلهم ينتجون المزيد من ACE2 بشكل طبيعي.
وكتبوا: "نقترح أن المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، الذين يعالجون بأدوية زيادة ACE2، هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى COVID-19الشديدة، وبالتالي يجب مراقبتهم".