(انَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30))
يبقى الانسان خام ,ينقى كما الذهب ,ذاك بالايمان في الدنيا ,وهذا بالنار كما الانسان الخام في الاخرة ..............
الخوف والحزن ,شوائب امراض ملازمه للانسان, لشقائه وهمه ,حتى اخر لحظات الحياة الدنيا, , والنقاء والشفاء منهما الايمان بالله ,واطمئنان اليقين بربوبيته في رعايته ,ثم استقاموا على نهج الايمان في حياتهم ,ليجزيهم الله بربوبيته الخلاص من متلازمات خام الانسان , الخوف من المستقبل والحزن على الماضي ,فالايمان بالله يهدي الى رشد الربوبية ,تجعل حاضر الانسان مستقبله وماضيه كونه يسير على خطا الحق , فالله تعالى قد تولى الانسان بايمانه ,بظاهر ربوبيته عليه ,بان حجب عنه الخوف والحزن حتى ,في اخر لحظاته في الدنيا, بان بشره بملائكته بمستقل الجنة (الخوف الحاضر عند الموت) ,وتولي من خلفه الذرية الصالحه (الحزن الحاضر عند الموت),فالصالحات تورث وتنقذ الصالحون من الذرية (كما ورد في قصص اهل الكهف)...................
ذكر الخوف والحزن فيهما دلالة على عظمة تاثيرهما على الانسان وحياته ,ودلالة اشارة لفقه النفس ,ودلالة على روابط تاثر الجسد بمشاعر النفس ,والسلامة من انعكاس امراض النفس على الجسد ,فان اخطر الامراض هي الامراض النفسية ,والاعاقة الحقيقية هي اعاقة الانفس,فيها سر الله تعالى في الانسان ,فعلمها موروث,يتوصل اليه ويكتسب بايمان العقل وبفرض علم الخير الموروث على النفس ......
الخوف والحزن يملكان حاضر ذهن الانسان , يسرحان به بعيدا عن حاضره ,شارد الذهن ,يكدس اخطاء الاحزان فوق ماضيه ,وينشغل عن حاضره بمستقبل لا يدري خيرا او شرا فيه ,كما لا يدري اين الخوف والحزن ماض فيه ............
حديثا بعد ان تقدم العلم ,توصل لبعض من ادراك تاثير مشاعر الخوف والحزن على حياة الانسان ,وخص علاقتهما بالانسان ,ومن روابط مشاعر النفس مع الجسد من خلال الغدد الصماء ,وتحكم المشاعر,في العقل الاارادي لافراز الهرمون الخاص في مشاعر الخوف (الادرنلين ),بحيث يزيد من التوتر الذي ينعكس على القلب والدماغ ,مما يرهقهما ويسبب لهما امراض مزمنة ,او يتعرضان للخطر المباشر مثل الجلطات القلبية او الدماغية ,كذلك الحال مع مشاعر الحزن والهرمون الخاص به (الكورتزون ) وتاثير على اضعاف الدماغ ,وعلاماته الارق والخمول ,وشرود الذهن بحيث يخسر الانسان كل لحظات الحاضر ,والتحكم به...............
الايمان بالله وبحقه ,والاطمئنان بربوبيته ,والاستدامه على ذلك هما طريق النجاة ,من مهلكات الخوف والحزن , وهما شفاء للابدان ,فالتوكل ,والصبر ,والتمني ,وطلب المغفرة والدعاء ,وبالمجمل كل ما يصدر من الانسان من قول او فعل خيرهو من الايمان ,وكل يسر وعسر في الاسباب ,وكل ما يتنزل على الانسان من خير او شر ناتج اعمال الانسان ,وبالمجمل كل ما ينزل على الانسان هو من الربوبية ,نسال الله تعالى ان يبارك ويصلح حاضرنا ,لصلاح مستقبلنا وماضينا من الخوف والحزن في الدنيا ,وان تجنبنا الخوف عند لقائك بان تبشرنا بالجنة ,وتجنبنا الحزن بان تتولى خلفنا بالهدى والصلاح , امين يا من لا اله الا انت لك الحمد رب العالمين ,ونصلي بصلاتك على النبي الامي, ونسلم لهديه تسليما ..............
د. زيد سعد ابو جسار