لقد أثبتت الأزمة الأخيرة التي لا يزال العالم يواجهها نتيجة انتشار فيروس كورونا ، أن الأردن بفضل الله تعالى يحظى بقيادة حكيمة ، وملك إنسان يثبت دائما أنه قريب من شعبه في المواقف الصعبة وعند الشدائد ، يشعر مع أهله وشعبه ويشاركهم بنفسه في كل الظروف التي يواجهونها بين وقت وآخر ويساعدهم على حلّ أزماتهم .. وقد شهدنا على مدار السنوات السابقة الكثير من القصص والمواقف التي كان فيها جلالته بجوار شعبه ، ونستذكره حينما ألغى زيارة عمل للبحرين لمتابعة حادث سقوط حافلة طلاب بسبب الأمطار ومصرع العديد من ركابها في منطقة البحر الميت ، وكذلك انحياز جلالته لرغبة الشعب بتجميد قرار رفع اسعار المحروقات ، ومشاركة جلالته في إطفاء حرائق بالعاصمة عمان ، ومساعدته لمواطنين في دفع سيارة علقت بالثلج أثناء عاصفة ثلجية بعد أن ترجّل عن موكبه ، إضافة الى الكثير الكثير من المواقف المشرفة.
وها هو جلالته كذلك يقود بنفسه الجهود الأردنية الحثيثة لاحتواء أزمة كورونا ومنع إنتشار الوباء في المملكة ، وهي الجهود التي باتت محط أنظار العالم أجمع ، ومصدر فخر واعتزاز للشعب الأردني أمام شعوب العالم برمتها ، حيث قطع جلالته عند سماعه للمشكلة العالمية زيارة خاصة ليعود الى أرض الوطن ويتوجه الى المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ، لترؤس اجتماع لمجلس السياسات الوطني ، وللوقوف بنفسه على ملف إدارة أزمة فيروس كورونا وطريقة التعاطي الإيجابية مع هذا الملف .
وقد أثبت الأردن لشعبه الوفي أنه بلد لا يعرف المستحيل في كل أزماته السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، منذ عهد تأسيسه والى يومنا هذا ، حيث وقفت قيادته الهاشمية الى جانب شعبه في كل المحن التي مرّ بها هذا البلد الطيب ، وهناك كثير من أعدائه كانوا يراهنون على سقوطه ، لكنّ حكمة الله وإرادته كانت دوما تحرسه وترعاه ، حتى يخرج من أزمته منتصراً وبأقل الخسائر الممكنة ، كل ذلك يأتي أيضا بالحكمة الملكية وقرارات جلالته المدروسة وتطميناته المستمرة الحريصة على مصلحة الوطن والمواطن وصحته التي هي بنظره فوق كل اعتبار ، والتي قادت في النهاية الى تمكن الأردن من احتواء وتطويق أزمة كورونا بالطريقة التقنية المثلى ، حتى صارت شعوب العالم تدعو حكوماتها الى الإقتداء بالاردن في معالجة الوباء والحدّ من عدواه .
لقد عودتنا قيادتنا الهاشمية عبر تاريخها المشرّف على اجتياز أزماتنا بهدوء وأمان ، وأنها قادرة على تخطي الصعوبات بتفوق ونجاح ، وذلك لإيماننا الكبير بحكمة القيادة أولاً ، ووعي الشعب ثانياً ، واحترافية أجهزتنا الأمنية والعسكرية في كل الظروف والأحوال ،
ولعل المتتبع لأحوال مواطنينا في أزمة كورونا ، يلاحظ أن المواطن الاردني يواكب مجريات هذه المرحلة بكل ثقة وارتياح ، من الاجراءات والقرارات التي تتخذها الحكومة ، والمعززة بمتابعة جلالة قائد الوطن وتوجيهاته الدائمة للحكومة لعمل ما يلزم لسلامة المواطنين وبث الثقة والأمان لديهم ، رغم شح الامكانيات الحكومية ، وتعاظم التحديات ، والعجز الكبير في الموازنة ومديونية الاردن الضخمه ، ويظهر ذلك من خلال ترؤس جلالته المستمر لاجتماعات المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله ، ومتابعات جلالته الحثيثة لأعمال الدوائر الرسمية ، كل هذه كان لها الاثر الايجابي في نفوس المواطنين ، بأن قائدهم يسعى ويسخر ويوجه الحكومة وكافة قطاعات الدولة الأردنية إلى توفير جميع الإمكانيات للحفاظ على صحتهم التي هي رأس المال ، وليؤكد كذلك بأن الأردن المحدود بإمكانياته وموارده يثبت في كل أزمة أنه كبير بقيادته وشعبه ومؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية ، وهو يشكل حالة فريدة ومتميزة في التعامل مع أزمة كورونا بكفاءة وقوة واقتدار وبصورة عزّ مثيلها في كل أرجاء العالم .