زاد الاردن الاخباري -
حتى بعد انفصالها عن زوجها وزواجها من آخر، لم تنقطع اتصالات "سحر" بأبنائها الثلاثة (شادي 23 سنة، ومنار 20 سنة، وسارة14 سنة)؛ وما إن علمت موعد زفاف ابنها الأكبر، اختبأت لحضور الحفل خوفًا من بطش والد الأبناء، إلا أن القدر كان له رأي آخر، بعدما شاهدها طليقها فاستل سكينًا وقتلها هي وشقيقها بـ36 طعنة.
"قالتلي أنا اتجوزت راجل أحسن منك".. كلمات برر بها المتهم ارتكاب جريمته في اعترافاته أمام النيابة، وأوضح المتهم في التحقيقات أنه بعد انفصاله عن زوجته لم يفكر في الزواج من أخرى، أملًا أن يتصالحا مرة أخرى بحسب (مصراوي).
قبل 25 سنة، تقدم المتهم "صلاح"، (54 سنة، عامل)، لخطبة "سحر" التي تصغره بـ6 سنوات، لم يتردد والدها ووافق، وبعد فترة خطوبة تزوجا، وانتقلا للعيش في كفر الشرفاء بحي المرج، ورُزقا بـ3 أبناء، وكانت حياة الأسرة هادئة مستقرة.
رويدًا رويدًا، عرفت المشاكل طريق الأسرة المستقرة، وأصبح الزوج دائم الاعتداء بالسب والضرب على زوجته، واعتاد الأبناء سماع أصوات شجار الوالدين، لكن الابن الأكبر "شادي" كان يتصدى لوالده، ويمنعه من ضرب والدته.
قبل نحو عامين، وما إن اطمأنت "سحر" على أبنائها قررت الانفصال عن زوجها، يوضح أحد المقربين من الأسرة: حاول البعض التدخل لإثناء الزوجة عن قرارها، لكن دون جدوى.
انتهى الأمر بانفصال الزوجين وعودة سحر لمنزل أسرتها بمحافظة الاسكندرية، تاركة أبناءها الثلاثة في شقة يمتلكها طليقها، فيما بقي شقيقها "حسام" مع أولادها بعد تمسك ابنها شادي ببقائه معه: "كان صاحبي وأصرّرت إنه يفضل معايا".
الزوج يمتلك شقتين، الأولى في الطابق الثالث، ويقيم فيها مع ابنتيه، والثانية في الطابق السادس، ويقيم فيها شادي وخاله حسام "شقيق سحر".
لم تنقطع الاتصالات بين سحر وأبنائها، كانت تهاتفهم يوميًا تطمئن على أحوالهم، يقول ابنها شادي: تقدم رجل من محافظة الفيوم للزواج من والدتي، كانت مترددة، لكنها عندما أخبرتني وشقيقتي، واقفنا وشجعناها على ذلك، وتابع: قبل ثلاثة أشهر تزوجت منه دون علم والدي "طليقها"، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي.
قبل فترة ارتبط الابن شادي بفتاة، وأبلغ والدته بموعد الزفاف، فأبدت رغبتها في الحضور، وطالبته باستئذان والده "طليقها" في ذلك، لكن الأخير رفض بشدة، ولم يكتفِ بذلك، بل أخذ يهددها بالقتل عبر رسائل "واتس آب" بحسب شادي.
يوم الأحد 27 أكتوبر الماضي، جاءت سحر من محافظة الإسكندرية، واختبأت في شقة سكنية- ملك صديقتها- بالعقار الذي يقيم فيه أبناؤها وشقيقها وطليقها، كانت تنتظر حتى يذهب الأخير للعمل بإحدى الشركات، وتجلس مع أبنائها، يتسامرون، ويضحكون، ويسترجعون ذكرياتهم.
بعد 4 أيام من قدوم سحر، استغل طليقها، تواجد شقيقها بمفرده في المسكن وانقض عليه وهو نائم، وطعنه بسكين في رقبته، فهرول شقيقها "حسام" للشرفة، واستغاث بالجيران، فاستيقظت سحر التي كانت تقيم في الطابق الرابع على صراخ شقيقها، وصعدت للطابق السادس لإنقاذه، وما إن دخلت عاجلها المتهم بـ11طعنة، بعدما طعن شقيقها 25 طعنة، وتركهما جثتين غارقتين في الدماء، وفر هاربًا إلى عزبة الهجانة إلى أقربائه.
الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط المتهم، وتم نقل حسام لمستشفى اليوم الواحد، والذي توفي قبيل وصوله، بينما شقيقته توفيت بعد ساعات من دخولها مستشفى السلام.
حُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق والتي أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، ومن ثم إحالته إلى محكمة الجنايات، بعدما وجهت له تهمة القتل العمة.