زاد الاردن الاخباري -
تداولت الكثير من مواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي خبر إلغاء موسم تأدية شعائر الحج لهذا العام، لكن السلطات السعودية لم تؤكد القرار ول تنفه رسميا. وفي ظل استمرار انتشار فيروس كورونا بوتيرة متسارعة في مختلف دول العالم، تتزايد التكهنات بإلغاء الفريضة التي كانت مقررة بين الثامن والعشرين من شهر يوليو تموز الى غاية الثاني من أغسطس أب المقبلين، وبذلك لن يكون قرار منع المسلمين من تأدية الركن الخامس في دينهم هو الأول من نوعه، بل حدث ذلك عدة مرات في التاريخ الإسلامي.
طلب وزير الحج والعمرة، محمد صالح بن طاهر في نهاية شهر مارس –آذار 2020 المسلمين الذين يعتزمون أداء فريضة الحج التريث قبل إبرام عقود رحلاتهم الى المملكة حتى تتضح الرؤية، وأضاف في حديثه مع التلفزيون الحكومي: " في ظل الظروف الحالية، نحن نتحدث عن جائحة عالمية، جائحة نسأل الله السلامة منها"، وكشف الوزير عن قلق المملكة بشأن سلامة الحجاج، في ظل تزايد انتشار فيروس كورونا بشكل رهيب في مختلف دول العالم. كما أكد المسؤول السعودي عن إجراءات تتخذها المملكة حاليا لتعويض الأشخاص الذين اشتروا تأشيرات عُمرة وحجزوا تذاكرهم، ولم يتمكنوا من السفر لتأدية الشعيرة الدينية وفق تقرير لراديو مونتيكارلو الفرنسي
وكان من المتوقع سفر نحو مليوني شخص إلى مكة والمدينة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين لأداء شعائر الحج، لكن السلطات علقت رحلات العُمرة كإجراء احترازي يهدف إلى الحد من انتشار الوباء في أراضيها التي تستقبل سنويا قرابة مليونين ونصف المليون حاج. وتقوم السلطات السعودية بأعمال تفتيش للفنادق التي تستخدم حاليا لإيواء المعتمرين الذين كانوا يؤدون العُمرة قبل تعليقها، ثم أُمروا بالعزل الذاتي أو الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، كما أغلقت السلطات مسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة بشكل تام على مراحل أمام المصلين منذ 18 مارس آذار الماضي وقامت بتعقيم المسجدين وصحن الكعبة.
وفي إجراءات جديدة تزامنا مع اقتراب شهر رمضان، منعت السلطات السعودية التجول في مكة والمدينة المنورة لمدة 24 ساعة بدءا من الخميس 2 أبريل –نيسان الجاري، وقيدت مدة حظر التجول في القطيف والدمام والطائف.
وفي ظل استمرار تفشي الوباء وتمديد الدول لفترات الحجر المنزلي، تبقى الترجيحات تميل نحو إمكانية إلغاء موسم الحج لهذا العام. ومن الفتاوى التي تجيز ذلك واحدة يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، أصدرها مفتي الديار المصرية أنداك الشيخ محمد بخيت المطيعي، حول وجوب تأجيل الفريضة لوجود خطر على الحجاج سواء كان بسبب الطريق وهجوم قطاع الطرق أو بسبب الأمراض المعدية.
وإذا ألغي موسم الحج لسنة 2020، سيكون قرار المملكة العربية السعودية استثنائيا لكن ليس هو الأول من نوعه في التاريخ الاسلامي، إذ يشير بعض المؤرخين إلى منع المسلمين من الحج الى مكة والمدينة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بسبب انتشار وباء الطاعون.
كما توقف الحج بسبب حروب وأزمات السياسية والأوبئة؛ وأشهرها في التاريخ الإسلامي حادثة "القرامطة"، عندما منعوا الحج لمدة أربعة قرون. وفي العام 1814م مات نحو 8000 شخص في الحجاز بسبب الطاعون. حسب بعض المصادر التاريخية، وبين سنة 1831 إلى غاية 1883 منعت الكثير من الأوبئة والأمراض المعدية المسلمين من تأدية الفريضة مثل وباء الكوليرا، وقضى العديد من الحجاج بسبب هذه الأمراض في أرض الحجاز.