بقلم: زيد أبوزيد - المبادئ والقيم تعزز الإنجاز، وتعطي للعمل والنجاح هالة مشرقة ، وغيابها كارثي، وهي في عالم كعالم اليوم الضيق من حيث تبادل المعلومات والبيانات والأخبار في مساحات تمتد لتجعل الجميع يعيش في غرفة صغيرة يتبادلون فيها كل الأفكار .
و مما دعاني اليوم لاختيار هذا العنوان حجم الانجاز الذي حققته دولة بحجم الاردن في إطار مواجهتها لفيروس كورونا كوفيد 19 ، حيث اتخذت الدولة الأردنية مجموعة من الإجراءات التي أصبحت انموذجا تقتدي به أنظمة عالمية وأصبحت إجراءات الدولة الأردنية حالة عالمية فريدة تتناقلها وكالات الأنباء العالمية والمحطات التلفزيونية وتقارنها بأفضل ما في عالم اليوم. فتتفوق الاردن اقتصاديا وتربويا وسياسيا في عصر تتحرك فيه عوالم نحو المجهول، وأناس ينتقلون من بعد لآخر بحثا عن النجاة ، وكلام يتناثر بين التفاصيل عن جاهزية النظام العالمي الجديد في مواجهة التحديات، وشكلا جديدا للأعمال والاقتصاديات، وربما انماطا ثقافية جديدة ، والغائب في الغالب عند البعض هو الروح التي قدست المبادئ، وحافظت على الانتقال بين عالم الماديات وعالم الروحانيات و الانسانيات ، ولذلك فإن اللحظة الفارقة بين انموذجي الحائر وغيرنا هو سيادة المباديء في ظل دولة المؤسسات والقانون.
اليوم في ظل التوجيهات والإشراف المباشر لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم عملت حكومة دولة الدكتور عمر الرزاز بتفوق شديد وظهر التنسيق بأبهى صوره، وكان من الواضح أن هناك إحترافية واضحة وفهم كبير للواجبات. وهذا هو المطلوب، فكان الانتقال إلى عصر التعلم عن بعد سلسا في وزارة التربية والتعليم وكيف لا يكون ذلك وعلى رأس وزارة التربية والتعليم خبير محنك في إدارة التعليم يمتلك فهما عميقا لتطوير التربية والتعليم في وطن أساس ثروته الإنسان، وهي تجربة فريدة من نوعها لن تنتهي دون دروس بعد الأزمة بل سيتم الاستفادة منها في رسم شكل التعليم في المستقبل.
أما الجيش والأجهزة الأمنية فلها تحية التقدير، فقد رسم الجيش والأجهزة الأمنية صورة جديدة للعلاقة بين مكونات المجتمع، وعملت ليلا نهارا للمحافظة على المجتمع وتأمين احتياجاته، ونفذت مقولات التنسيق والحرص على الوطن والدفاع عن مقدراته بأجمل صورها.
ولا ينتهي الحديث عن إنجازات الدولة، وهنا كانت الحكومة تسير في طريق المجد لتحقيق التنمية والتقدم والازدهار للوطن الغالي وحماية المجتمع من هذا الوباء الخبيث مستندة إلى إسناد أجهزة الدولة وثقة جلالة الملك ووعي المواطن.
وهنا لابد من الإجابة عن أخطر ما يواجه العمل الإبداعي الوطني بكل ما في هذا الواقع؟. لقد كان فهم طبيعة التناقض القائم بين الفكر المبدع و الخلاق الذي تطرحه الدولة لتجاوز الأزمة من جهة، وبين ثقافة تجاوز القانون وبعض العادات الإجتماعية البالية في شتى صورها من جهة أخرى هو الفارق في الإنجاز.
من هنا نستدل عبر كافة التراكمات المعوقة لتأكيد الانجاز وترسيخ فكرة الدولة الأردنية الرائدة أنه في حال العجز عن استيعاب هذا النوع من العمل الجديد, ستظل ممارسة البعض حيالها غير فاعلة من مواطنين أو مسؤولين. الأمر الذي يحتم بالضرورة التأكيد على فهم طبيعة التناقض القائم بين الإنجاز وحسم الأمر و بين الجهل و عدم تقدير المسؤولية لتقييم الانجاز الصحيح و ذلك بالاقصاء الفوري لما يتناقض مع الانجاز الصحيح .
وهذا لن يتأتى إلا عن طريق التعمق في الدراسة والتحليل لنظرية التغيير ذاتها في ظل الازمات وبشكل علمي سليم بعيداً عن الدراسة العشوائية والعاطفية والتحليل السطحي لها لبيان نوعية القيادات المطلوبة في ظل الأزمات وغيرها واستبعاد من ثبت تورطه في تجاوز القانون من المشهد وبشكل نهائي .
إن تحديات الفكرة تتطلب من متبنيها الصبر والمثابرة والوعي بمتغيرات العالم الخارجي وتوازنات الحياة،وحاجة المجتمع و التجديد و النظر إلى المستقبل في إطار وحدة الفكرة خوفاً من التمزق والضياع ، متقبلين التباين أحياناً في و تائر العمل و الاهتزازات التي تحصل ،تمهيداً لمعالجة الخلل والتغيير ضمن المنهج الواحد واكتساب المجتمع لروح الفكر الجديد المبشر بحضارة جديدة لها قواعدها و مفاهيمها ليجد الإنسان في نفسه نموذجا لهذه الحضارة الجديدة ماثلاً متجسداً يستهوي أفئدة الظامئين إلى حياة جديدة في عالم جديد تسوده الحرية والعدالة والتقدم في ظل تبعات أزمة عالمية اقتحمت حياتنا بشكل قسري دون استئذان .
لقد اعتاد الناس احترام أصحاب الفكر والقلم بما لديهم من قدرة على التنوير، ولكن لا يحل الأزمة اشباه المفكرين و الإعلاميين الذين لا تتضح أمامهم الصورة فيفاقموا أزمات أوطانهم والعالم بما ينشرون من تشويه لحالة الإنجاز أو من تعود الإشاعات المغرضة للأسف .
إنني على يقين و أراهن على ذلك بأن هناك خيرا كبيرا و التزاما في شعبنا، ولدي ثقة مطلقة في ان الدولة قادرة على تجاوز الأزمة، وأن خلف الأضواء شباباً مبدعين لا يقلون شأناً عن أولئك اللذين يقفون أمام الكاميرات إن لم يكونوا أكثر فكراً وإبداعاً و انجازا ، أما من خان الأمانة والواجب فالتاريخ لن يرحمه.