الكاتب الصحفي زياد البطاينه - اخاطب الضمير ... فاقول
ما قيمة الاعلام إن لم يجد فيه المواطن صورته وصوته، وإن لم يكن مرآة الضمير الصاحي ومراه الوطن ومنارته، ...وما نفعه إذا لم يحرِّكْ ساكناً، ويجذب القارئ والسامع والمشاهد إليها ليجد فيه نفسه، والمسؤول إلى رحابه، لينظر فيه ويتمعن في قضايا الوطن الناس، ويعمل على معالجة ما يلزمه معالجة منها الشفاء و آلامل ُ والقدرة على التعبير عن آراء ورؤى الناس وإيصال همومهم ومشكلاتهم وما يعانون منه إلى المسؤولين بمختلف درجاتهم مواقعهم وهي على مرمى من أعينهم.. وبين ظهرانيهم،حيث ينتشر ويتوسع طابور التجاوزات والمخالفات التي لا يتوانى مرتكبوها عن إعلانها، رغم الإشهار برفع سقف المحاسبة وإنهاء الترهّل والفساد في المفاصل الإدارية
إذا كان من الموضوعية بمكان الاعتراف بارتهان صافرة البداية لانطلاق العمل...، فمن الواقعية الإقرار بضرورة التغيير وحسم الأمور بما يحمل بين طياته مصلحة الوطن والمواطن
……اعان الله المحاكم.. والقضاه علينا نحن الاعلاميون …كتاب وصحفيين ومذيعين …. اصبحنا نتوقف كثيرا……عند كل جره قلم. …حتى ولو كانت جمله تتناول فاسدا او مختلس او مرتشي او مخالف لانه على ظهرك يصبح هو الشريف وانت المتهم والمجرم…..
وتعال قطبها ومازالوا يقولون( حريه صحافه… وحريه فكر…. وحريه اختيار الخ… جمل من المحرمات بالماضي والتي كنا نخاف ان نقترب منها لكنها اليوم طعم وشرك نقع به فاصبحنا نخاف ونحذر
ولكن البعض لا يرى الا من خلال مصالحه ومكاسبه فيرمي الناس جزافا بعد ان ينسى واجبه وشرف المهنه وقدسيتها وضوابطها .وهذا مابتنا نراه ونسمعه ونقراه
القلم سادتي …..هو شرف الكاتب الذى إن تخلى عنه فقد شرفه ومصداقيته وحتى شخصه لدى الناس أجمعين .. وإخلاص الكاتب إلى قلمه يحمله إلى آفاق أرحب ويكشف له مناطق من العالم لم يتوقع أن يعرفها ولم يحلم بأن يراها
لكن حين تحاول قوى ايه قوى كانت تفوق القلم أن توجهك إلى حيث تريد أو أن تمنع عنك ماء الكتابةاو تهددك برغيف خبز الاطفال وقتها تصرخ :مين وطىَّ ومين لسه ماوطـَّاش
.فاذا ما خان الكاتب قلمه وتخلى عنه أحاله إلى كركوز يحاول أن يبكى الناس فيضحكهم عليه،لانه يكون قد اختار المكون لكتابته خطا بقصد او غير قصد .
نعم…. حين تضيق مساحة الحرية أمامى، وتتحول الأصابع التى أكتب بها إلى ديناميت غير قادر على الاشتعال،وحين تدخل الكلمة قمقمها وأحاول إخراجها . حين تضيع طفلتى منى وأنادى فى الشوارع هل وجد أحد منكم طفلة تائهة …..اسمها الحرية، والحريه لها اسماء عده …….لا أستطيع وقتها أن أفرد جناحى للطيران والريح لا تساعدنى .. فينكسر وقتها جناحي وأدخل محارتى منكمشا وخائفا كتائه ظل الطريق.
المشهد اليوم …. ونحن في ازمه ومعاناه محبوسون في القمقم جبرا ىاختيارا ... الا ان بعض الاقلام الماجورة او المندسه الحاقدة او المتحمسه لنيل حصة من الكعكه وارتدادات وقناعات من حولها تسحبها ا إلى عالم تجعلها تعيد النظر في خياراتها وقناعاتها.. تبدو حينها كعتبات تتحطم فجأة وتصبح اسورا يتسورها القاصي والداني وماده للضحك والانتقاد وبعبارة اخرى مسخرة .. وقد انكشف وجهها الحقيقي
وكلما اقتربنا من مجتمع يفصح عن وجهه الحقيقي، لايعترف ناسه إلا حين يلزمهم بقناعاته، أي حركة لا اعتيادية بعدها تحتاج الى تدريب شاق للعودة الى كنف مجتمعك الضيق.. حينها عليك أن تصر على ارتداء أقنعة تخبئ خلفها كل ما هو حقيقة وتغرق في ازدواجية وتظل تخاف أن يتحرك القناع فيكشف حقيقة المشهد الذي لايرضي البعض وتدفع الثمن وتكون انت القربان
والجاني
والغير يظلون متفرجين يجلسون على دكه المشاهدين يضجكون ويتغامزون …والله لايرده شو جابه للصوره الضيقه..
بعيدا عن هذا .. تصاب في العمق، في لحظة وأنت بعيد.. تعتقد ان ما تفعله شخصي للغاية ولايخص سواك.. ولكن حين تقترب من تلك الجموع حتى لو كانت قريبة ومتفهمة.. ولكن في لحظة انقلاب مفاجئة.. يتحول أبسط تفصيل الى قضية شائكة.. والانعتاق منها.. لن يكون ابدا بلا خسائر، تصيبك في عمق روحك.. تهز وجدانك.. وتملؤك ألما.
ندم … ندم يصيبنا حيننخسر مابنيناه من مجد بلحظه مقابل رهان او كمشه نقود او ليقال فلان ... فيتحول القلم الى اله تكتب مايملوه عليها بعيدا عن الواقع ونكرانا لقدسيه المهنه ومفرداتها ..نتحول الى اركوز تفلت منه الكلمات وتجد طريقها للنشروبعدها يكون الندم حيث لاموقع له فالطلقه متى خرجت لاتعود ، وقد تشكر ربك لقلة القراء احيانا ا وان المقاله مرت بسلام لم يراها البعض... ولكت للاسف هذه الايام محجور علينا ولاجليس لنا الا اشيكات التواصل الاجتماعي ننهم منها ومادرى صاحبنا انه وقع بمصيدتها ولا عوده
….. ونحمد الله نا اعتدنا أن نقمع ذواتنا.. أن نبرمجها جيدا حتى ونحن نكتب، خوفا من أن تفلت الكلمات منا، وتعبر عن دواخلنا وماتحمله من مكاسب ومصالح ومنافع ترقى فوق مصلحه الوطن .. ونصر على الغموض.. علنا حتى ننجو ونكون على شط الامان
اعتادت مجتمعاتنا الانشغال بالآخر.. كيف يفكر، ما هو رأيه المختبئ.. ما هي نياته، ويله ان لم يشبهنا.
كنا نحرص جيدا من زمن وانا لي بالمهنه للانمايقارب الخمسة وعشرون سنه وان لم انزل بعد على قائمه المكرمين ومن جاء بعدي بسنوات حل عليها مرت على بدايه عملي بالصحافة كان عام 76….. من صحيفه النهار فالحريه فالسفير ثم جئت بلدي لاعمل بالدستور الغراء متنقلا من بستان لبستان …. وكنا نحرص أن نلتقط تلك الإشارات المجتمعية ونتناغم معها، ….. وكان رئيس التحرير يخفي بعض العيوب او يلتقطها وكان الأسلم أن نكون حذرين.. وكنا نسال انفسنا حينها كيف تبدو كلماتنا..
مترنحة.. مبهمة، تشبه حالنا، حين لا نفهم لماذا كل هذه الأصفاد، وأنت لا تريد شيئا سوى متابعة السير..! المهن الأخرى.. قد لا يتنبهون، ولكن كيف يكون الأمر مع متعاطي الكتابة
كيف ستفر منك الكلمات، حين تفكر بحذر، تنتقي المنمق منها، تصرعلى اخفاء بعضها، تقمع ذاتك.. وتصر على ألا تتركها تنطلق، خوفا من أن تتهاوى الكلمات وحدها…. ويفهم الجميع ماذا يدور بذهنك..!
أي مصيبه تلك التي تحل على البعض قيكتب متهما او متهكما او ناقدا بلا مرجعيه ظانا ان عالمنا ساذج وقد احتسب صاحبنا الطيبه سذاج ليذل الكلمه باجر زهيد
كان عليه أنلا يتحاشى الوضوح كليا.. وألا يقول رأيه الصريح.. الغير سليم
وان يقرا مقالته التي سهر ليله عليها ليرضي الاخر او ليحقق المنعه انها ستجلب مصائب عليه وعلى مشواره
كم كان يبدو الأمر ساخرا.. في الوقت الذي بإمكان أي كان بكبسة زر، أن يعلن مايشاء من أفكاره، عبر هاتفه المحمول..وان يسال .. حتى لايقع فريسه سهله الاصطياد ويعود ليبرمج فكره ويصوب طريق قلمه
حتى لاتبدو جملعه مبتورة، فيها شيء ناقص، تفتقر للموضوعيه والامانه والحقيقة كطبخة بلا ملح..! توحي أكثر مما تقول.. نخبئ أكثر مما تعلن.. كلماتها تنقصها الصراحة، والوضوح..
ولكي تكون كتاباتنا مؤثرة.. ألا يفترض بنا قبلها.. أن نتعلم كيف منحلرى الحقيقة لنضمن احترام قرائنا و نفكر.. ؟ أن نفهم فلسفة الحياة المعاصرة.. ببشاعتها، بآليتها، بتسليعها.. بسياستها الخبيثة، المتفلتة من أي بعد انساني…
علينا قبلها أن نتعلم، كيف نحيا.. كيف نقدم معنى مختلفا للحياة.. وربما للموت..!
أن نتعلم فن الإقناع.. فهل نفعل.. ؟ أساسا هل نقنع أنفسنا.. كيف.. إن لم نتقن التعبير عن الذات الجمعية المهمشة باعتبارها تعاني كل مهانات الظلم، وشظف العيش.. مرات كثيرة وأنت تعيد قراءة الكلمات.. تقر في ذاتك أنك تحتاج لشيء ما..، لفهم أعمق لفلسفة مجتمعية مختلفة.. تحتاج لأن تعيد النظر في قناعاتك.. في فهمك للحياة.. عل كلماتك تجد يوما طريقها.. ولكن بشكل مغاير لكل ما عشته أو فهمته يوما
نعم صاحبي هذه هي الحقيقة وق همشتها وكفر بك قلمك قبل فكرك وقبل قرائك الذين كانوا يرون بقلمك مرشدا فافتريت وحطمت الصدق والامانه والموضوعيه ونسيت حتى شرف المهنه فافتريت وغلبت الخاص على العام واني لاحزن لك وعليك ...وقد خسرت مشوارك وانجازاتك بلحظه ....ونسيت انك تمسك قلما اقسم الله به فقال توت والقلم ومايسطرون .....
pressziad@yahoo.com