زاد الاردن الاخباري -
كتب: عدنان البدارين - ما يتردد عن مصطلح "مناعة القطيع" او العبارة بشكل اقل وقعا على النفس "المناعة المجتمعية" وهي نظرية تبنّاها كبار العلماء لدى الحكومة البريطانية، بانّ أفضل طريقة لتخفيف العواقب الطويلة المدى لوباء كورونا، تكون عبر السماح للفيروس بالانتشار بشكل طبيعي، من أجل بناء "مناعة القطيع" بين السكان وبالتالي يموت من يموت ويعيش من يعيش، حيث البقاء للأقوى، والتي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما قال: "ستخسر المزيد من الناس بوضع بلد في ركود أو كساد هائلين. ستخسر أشخاصا. سيكون لديك حالات انتحار بالآلاف"، ومارسها الرئيس البريطاني بوريس جونسون ما أدى الى ارتفاع الإصابات بشكل كبير في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وهذه هي العقلية الرأسمالية البشعة، التي سكبت من دماء شعوب اميركيا اللاتينية بحجم كمية النفط المستخرج من باطن أراضيهم.
هنا في الأردن، حاولت الحكومة تطبيق النموذج الصيني وهو إغلاق المدن وعزل السكان بالقوة مع تحمل الكلفة الاقتصادية الهائلة، لكن هذا النموذج لم ينجح لعدة أسباب، الأول: عدم تعاون الأهالي والثاني ضغوط رجال المال والاعمال، والثالث البنية الهشة للاقتصاد الأردني الذي لن يستطيع تحمل كلفة هذا الاغلاق، لتتراجع الحكومة يوم الأربعاء برفع جزئي لحظر التجوال ليتمكن الاهالي من التزود باحتياجاتهم من الماء والغذاء.
الآن ما الخطوة التالية: خلال الساعات القادمة سيتضح ما النموذج الذي تنوي الحكومة الأردنية اتباعه، النموذج الصيني عالي الكلفة وعدم الرضوخ لضغوط رجال المال والاعمال، وبالتالي اغلاق تام بالقوة، ام "المناعة المجتمعية" عالية الكلفة على الانسان، وهنا ستكون الخسائر البشرية هائلة وهذا ما استبعده، ام بين هذا وذاك بتقسيم المملكة الى وحدات جغرافية صغيرة مفتوحة داخليا، ومغلقة فيما بينها، وبالتالي عزل أي بؤرة للوباء ضمن وحدتها الجغرافية.
المشكلة - والتي لا يفترض ان لا تكون مشكلة – هي استهتار الأهالي بتنفيذ التعليمات الحكومية بالوقاية سواء باتباع العادات الصحية السليمة او الالتزام بحظر التجول، لعشق الأردنيين مناكفة الحكومات، هذا من جانب ومن جانب اخر عدم قدرة الحكومة على تلبية احتياجات الأهالي خلال الحظر، وهم لا يعون ان كثير منهم يواجه خطر الفناء.. نعم الامر بهذا السوء.