حسب استطلاع لمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية حول “التعليم عن بعد” 80% من المتابعين لمنصة التعليم الإلكتروني والقنوات التلفزيونية التعليمية المقدمة من وزارة التربية والتعليم إن هذه المنصات ليست بجودة التعليم المدرسي .
التعليم عن بعد هي وسيلة تعليمية حديثة لأبنائنا في المدارس تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان والمسافة بين الطالب والمعلم والكتاب , سعيا لاستقطاب الطالب , وتحدي الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن وخصوصا بأزمة وباء كورونا ..
لذا علينا دراسات المعوقات الحقيقية حول التعليم عن بعد بدءاً من معرفة مدى جاهزية الطلاب في منازلهم , وهل يملكون الأجهزة الذكية من موبايل او كمبيوتر ولاب توب او تاب , وحتى لو وجد علينا إحصاء عدد الطلاب في العائلة الواحدة , وهل هم متابعين للدراسة عن بعد , ومن خلال تواصلي مع الكثيرين وجدت بأن الأكثرية غير مكترث وكثيرين منهم سيطر عليهم الخوف من الوباء واخرين لكثرة ابنائهم لا يستطيعون اخذ الكفاية من الدراسة , ناهيك عن مزاجية الأباء والأمهات بمتابعة الأخبار والمسلسلات والتكوين الأسري وعدد الأسرة وخصواً بظروف قاهرة , من حيث الأكثرية بدون دخل ثابت وكل هذه تدخل بالعامل النفسي للأهل وأبنائهم .
وتفاعل مغردون مع نمط الدراسة الجديد في مدننا المختلفة بين رفض وقبول ، وتساؤلات عن مدى نجاحه في ظل ما وصفوه "بانعدام وجود خطط حكومية واضحة"، و"تجاهل للطبقات الفقيرة"، وانقطاع خدمات الإنترنت في بعض المناطق وخصوصا التي فيها البث ضعيف او مناطق نائية . وعرج البعض على مسألة "الانضباط الافتراضي" التي تعد عاملا أساسيا في التعليم، ومدى صعوبتها في غياب الأجواء الدراسية التي تساعد على ذلك . وكذلك عدم وجود تحديات كبيرة يعاني منها الطلاب مثل غياب الزمالة وروح المنافسة .
وكان يجب وضع خطة استراتيجة ولو عن بعد لاجتماعات افتراضية مع أولياء الأمور لمناقشة ما تم ، والحصول على تغذية راجعة بالاضافة الى تقديم التسهيلات للطلاب مثل تخفيض أسعار باقات الإنترنت حيث بعض العائلات وبهذا الظرف بالذات لا تملك النقود لتفعيل خطوط الهاتف او الانترنت ..
ومن معوقات التعليم عن بعد وبكل صراحة وشفافية هي : تعرض المواقع الإلكترونية لخطر الاختراق بأي وقت , مما يجعل العملية التعليمية غير أمنه بشكل تام ، وعدم الثقة بما تعرضه المواقع الإلكترونية بشكلٍ كامل . الحاجة لبذل الجهد والوقت في تدريب المعلمين وقادة الميادين التعليمية حول كيفية التعامل مع وسائل التعليم الإلكتروني الحديث. ورفض البعض من المعلمين وقادة الميادين التعليمية من إدخال وسائل التعليم الإلكترونية إلى مجالاتهم , قلة الوعي الكامل من قِبل المجتمع حول مبادئ التعليم الإلكتروني . عدم التمكن من تغطية التكلفة المالية اللازمة للبدء في استخدام التعليم الإلكتروني بشكلٍ كامل , صعوبة إلغاء التعليم التقليدي بشكل تام، واستبداله بشكلٍ مباشر بالتعليم الإلكتروني , قلّة مراكز الصيانة المستخدمة في حل المشاكل التقنية وخاصة في المناطق البعيدة , قلة توفّر الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة في مجال إدارة ميادين التعليم الإلكتروني .
وزير التربية معالي تيسير النعيمي قال إن تعليق دوام المدارس لا يعني توقف العملية التعليمية ، مؤكدا حرص الوزارة على ضمان حق الطلبة في التعليم . التعليم عن البعد ، تجربة استثنائية كونها محفزة للطلاب على خوض غمار تجربة جديدة في أساليب التدريس المتطورة والمعتمدة عند الدول المتقدمة تكنولوجيا .
إن التعليم عن بعد له العديد من الحسنات المتمثلة في مواصلة التعليم دون انقطاع ، بالإضافة إلى منح الطلبة وذويهم والمعلمين فرصة لتجرية نمط جديدة من أنواع التعليم ، لافتا إلى أن التعليم عن البعد يعد إنقاذا للمسيرة التعليمية ولإستمراريتها وتساهم في تقليل الكسل والتقاعس عند الطلبة، بل تدفعهم للتعرف على نموذج تعليمي قائم في دول العالم دون وجود أزمات .