زاد الاردن الاخباري -
د محمد صالح المسفر - كلمة لابد منها، كنت أتوقع أن يقوم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي معالي الأستاذ نايف الحجرف (الكويت) عندما يتسلم مهام منصبه كأمين عام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بدعوة قادة دول المجلس لعقد قمة طارئة عن طريق (مؤتمرات الفيديو) تجنباً لعدوى قد تصيب أحد قادة المجلس بمرض كورونا عن طريق الاتصال الشخصي، يكون جدول أعمال هذه القمة بنداً واحداً هو عودة العلاقات الخليجية الخليجية إلى ما قبل عام 2017، بهدف التصدي بعمل جماعي متكامل لوباء كورونا الرهيب والإعداد لمواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي ستترتب علينا بعد انكشاف الغمة في الأجل المنظور، والعمل الجماعي في هذه الحالة هو الأنجح والأجدر لمواجهة هذا “الإرهابي الشرس كورونا”، وما سيترتب عليه، لم أفقد الأمل بجهود الأمين العام الحجرف لمجلس التعاون الخليجي في تحقيق ما فشل فيه سلفه الذي لا يذكر اسمه.
(2)
لا أخفي على القارئ الكريم أنني لم أصدق عينيي عندما وقعت على خبر في الصحافة مؤداه أن رجل الأعمال الصيني الشهير (جاك ما) صاحب موقع (علي بابا) قام بتقديم تبرع للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة يدعم فيه الاحتياطي الطبي، يتمثل ذلك الدعم في تقديم أجهزة كاشف كورونا، وأجهزة قياس الحرارة للأفراد عن بُعد، وبِدل عزل طبي للأطباء والممرضين وأجهزة طبية، وكمامات واقية، وقفازات، وأغطية أحذية طبية وغير ذلك من الأدوات المطلوبة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بنا والعالم.
(3)
يا للهول!! رجل أعمال قادم من أقصى الشرق، من الصين، تلمس حاجة أهلنا في الأردن ليتمكنوا من التصدي “للإرهاب الكوروني الشرس” الذي أعجز أعظم وأقوى وأقدر دول على التصدي والمواجهة، دول تملك كل أسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها ضد الإنسان على امتداد العالم لكنها وقفت عاجزة عن معرفة كيفية التعامل مع هذا الإرهابي الجديد “كورونا”، في عالمنا العربي المسلم مئات المليارديرات قادرون على تمويل دول تمويلاً كاملاً، ومن يريد معرفة هؤلاء العرب الذين حباهم الله بثروات جبارة فما عليه إلا أن يضع مؤشر الحاسوب (كمبيوتر)على “قوقل” وسوف ينبأكم بالخبر اليقين.
(4).
كذلك لم أصدق عينيّ وأنا أقرأ خبراً مؤداه أن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي أمر بتقديم الدعم لكل من صربيا وكرواتيا للحد من انتشار وباء كورونا، عشرات من الأطنان التي تحتوي على آلات ومعدات طبية لصربيا وكرواتيا اللتين ذاق على أيدي جيشهما وأحزابهما شعب البوسنة والهرسك أشد العذاب وراح ضحية عنف الصرب والكروات آلاف الرجال والنساء من مسلمي البوسنة والهرسك وما برحت جراح تلك الحرب الفاشية العنصرية لم تندمل حتى الآن، الكاتب ليس ضد تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية لأي محتاج، فذلك عمل إنساني نُشيد به، لكن الأقربون أولى بالمعروف. ومن قبل، تكرم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتزويد إسرائيل وبشار الأسد بآلات ومعدات طبية لمواجهة وباء كورونا، وقد فصلنا ذلك الدعم في مقال نشر في هذه الزاوية في الأسبوع الماضي.
كم كنت أتمنى على الشيخ محمد بن زايد وهو يشمل برعايته واهتمامه صربيا وكرواتيا وإسرائيل، وبشار الأسد سفاح سورية الرهيب أن يمد عونه ومساعدته إلى شعب البوسنة والهرسك وهو أكثر قرباً إلينا من الصرب والكروات.
(5)
أليس يا سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأولى والأجدر بالاهتمام والرعاية الأقربون منا لغة وديانة ومصيراً أهلنا في الأردن وفي اليمن والسودان والعرب في القرن الأفريقي؟ إنهم خط الدفاع الأول عن الخليج في مواجهة رزايا الدهر.
قد يكون الشيخ محمد بن زايد آل نهيان له موقف من سياسة ملك الأردن تجاه بعض القضايا، ولكن في الأزمات تسقط كل الحجج. هذه روسيا الاتحادية في خلاف بل في صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عليها عقوبات قاسية عندما اشتد بها وباء كورونا راحت تمد لها يد العون والمساعدة.
(6)
إنني أهيب بكل دول مجلس التعاون أن تمد يد العون في هذه المحنة الصعبة التي تجتاح العالم إلى أهلنا في الأردن فهم يستضيفون على أرضهم ما يقدر بـ (1.800.000) (الرأي الأردنية 19/6/2019) بين لاجئ ومقيم سوري، وأكثر من 636 ألف مواطن مصري (الإحصاء السكاني الأردني لعام 2015)، وآلاف من العراقيين الهاربين من طغيان ميليشيات بلادهم 61 ألف عراقي، وهم يستضيفون آلافاً من اللاجئين اليمنيين ويقدرون بـ 27 ألف يمني، وكذلك أكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين. الشعب الأردني أيها الناس، يا أغنياء العرب موارده محدودة وإمكاناته المالية متواضعة وبين ظهرانيهم أكثر من ثلاثة ملايين عربي هربوا إلى الأردن من طغيان ما يجري في أوطانهم يشاركون المواطن الأردني قوت يومه دون منة، يزاحمونهم في كل المستشفيات والعيادات والدواء والوقود وكل مناحي الحياة، إن الشعب الأردني يحتاج إلى عونكم ومساعدتكم بتقديم كل ما تحتاجه العملية الطبية لمواجهة وباء كورونا الرهيب، ولا أنسى أهلنا في اليمن والسودان، والدول العربية في القرن الأفريقي الذين كلهم في حاجة للمساعدة مالاً ومعدات طبية.
آخر القول: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” حديث يرقى إلى قول الحق في سورة آل عمران آية (103) “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا