زاد الاردن الاخباري -
أظهر إحصاء لرويترز أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء فيروس كورونا اقترب من 30 ألفا يوم الأربعاء وذلك بعد زيادة قياسية في عدد الوفيات اليومية بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس في اليوم السابق.
وبحسب حصيلة لرويترز، سجلت الولايات المتحدة 2364 حالة وفاة يوم الثلاثاء وهو ما يفوق بكثير أعلى عدد وفيات يومي سجل سابقا في 10 أبريل نيسان وبلغ 2069.
وبلغت الوفيات في الولايات المتحدة يوم الأربعاء 29751 بزيادة 1305 مع عدم إعلان الكثير من الولايات وفياتها بعد. وتجاوزت حالات الإصابة بأنحاء البلاد 615 ألفا وفي العالم مليوني حالة.
ورغم ارتفاع الوفيات فإن هناك إشارات خافتة في بعض الأجزاء من البلاد على أن التفشي بدأ في الانحسار.
وقال مسؤول أمريكي كبير بقطاع الصحة يوم الأربعاء إن حكام نحو 20 ولاية بها أعداد قليلة من حالات فيروس كورونا المستجد يعتقدون أنهم قد يكونوا مستعدين للبدء في إجراءات إعادة تشغيل الأعمال خلال الموعد الذي يستهدفه الرئيس دونالد ترامب في الأول من مايو أيار.
ومن بين الولايات الخمسين سجلت 17 ولاية إصابات بالفيروس أقل من 100 حالة يوم الثلاثاء.
وقال حكام الولايات الأشد تضررا وهي نيويورك وكاليفورنيا ولويزيانا ونيوجيرزي وماساتشوستس وميشيجان إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الفحوص الواسعة قبل بدء إنهاء إجراءات العزل العام الأمريكية بسبب فيروس كورونا التي أبعدت الملايين عن العمل نتيجة إغلاق المطاعم والأعمال التجارية والمدارس.
*تنديد عالمي
وفي الاثناء، أثار تحرك الرئيس دونالد ترامب لوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية بسبب إدارتها لأزمة جائحة كورونا تنديدا يوم الأربعاء من زعماء العالم مع تخطي عدد حالات الإصابة المسجلة عالميا بالفيروس حاجز المليونين.
كان رد فعل ترامب غاضبا على اتهامات لإدارته بأن أسلوب تصديها لأسوأ وباء خلال قرن كان عشوائيا وبطيئا جدا. وتزايدت نبرته العدائية تجاه المنظمة التابعة للأمم المتحدة قبل أن يعلن وقف تمويلها يوم الثلاثاء.
وقال ترامب إن منظمة الصحة، ومقرها جنيف، روجت ”للمعلومات المغلوطة“ التي نشرتها الصين بشأن الفيروس وهو ما أدى على الأرجح لتفش أوسع نطاقا كان من الممكن تجنبه لولا حدوث ذلك.
ودعا ديفيد نابارو مبعوث منظمة الصحة العالمية الخاص بمواجهة فيروس كورونا يوم الأربعاء إلى تأجيل توجيه أي اتهامات إلى المنظمة لما بعد القضاء على الفيروس.
وقال نابارو خلال مؤتمر عبر الإنترنت دون ذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالاسم ”إذا قررت خلال هذه العملية أنك تريد أن تعلن أنك ستسحب التمويل أو تدلي بتعليقات أخرى حول منظمة الصحة العالمية، فتذكر أن هذه ليست منظمة الصحة العالمية فقط، فمجتمع الصحة العامة بأكمله يشارك الآن“.
وأضاف ”كل فرد في العالم هو الآن موظف صحة عامة، الجميع يتحمل المسؤولية، الجميع يضحون، الجميع يشاركون“ في المواجهة.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن ترامب اتخذ الخطوة بالرغم من معارضة من داخل إدارته، خاصة من كبار المستشارين في المجال الطبي.
واتهم ترامب منظمة الصحة العالمية بعدم التحقيق في تقارير جديرة بالثقة من مصادر في ووهان بالصين، وهي المدينة التي رُصد فيها الفيروس لأول مرة وذلك في ديسمبر كانون الأول، كانت متضاربة مع روايات بكين عن التفشي.
وقال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء إن ”منظمة الصحة العالمية أخفقت في هذا الواجب الأساسي ويجب محاسبتها“. وأضاف أن المنظمة ”رددت وأيدت علنا“ فكرة أن العدوى لا تنتقل بين البشر.
* ”وقت الوحدة“
الولايات المتحدة هي أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية وساهمت بما يربو على 400 مليون دولار في 2019 أي نحو 15 بالمئة من ميزانيتها. وتطلب المنظمة جمع مليار دولار لتمويل عمليات مكافحة الفيروس.
وارتفع إجمالي عدد حالات العدوى في العالم إلى مليونين و1548 إصابة بعد أن أعلنت بريطانيا عن أحدث عدد للمصابين فيها.
وأودى الوباء بحياة 131 ألفا و101 شخص وفقا لإحصاء رويترز.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن هذا ليس الوقت الملائم لخفض الموارد المخصصة لمنظمة الصحة العالمية.
وأضاف في بيان ”هذا وقت الوحدة وعلى المجتمع الدولي العمل سويا في تضامن لوقف الفيروس وتبعاته المدمرة“.
وحثت الصين، التي نالت الثناء من منظمة الصحة العالمية على ما قامت به من تحركات لكبح انتشار الفيروس، الولايات المتحدة يوم الأربعاء على الوفاء بالتزاماتها تجاه المنظمة.
وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية ”القرار يُضعف كفاءة منظمة الصحة العالمية ويلحق الضرر بالتعاون الدولي“.
وكتب جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تويتر ”نأسف بشدة على القرار الأمريكي بتعليق التمويل لمنظمة الصحة العالمية. لا يوجد سبب يبرر هذه الخطوة في لحظة جهود المنظمة مطلوبة فيها أكثر من أي وقت مضى“.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إن دور منظمة الصحة العالمية أساسي في مواجهة الوباء. وأضافت ”في وقت كهذا عندما نحتاج لتبادل المعلومات ونحتاج إلى مشورة يمكننا الاعتماد عليها، تقدم منظمة الصحة العالمية ذلك“.
* ألقوا المسؤولية على الصين وليس المنظمة
قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه متفهم لانتقادات ترامب لمنظمة الصحة، لا سيما دعمها ”غير المفهوم“ لإعادة فتح أسواق بيع الحيوانات الحية والمذبوحة في الصين.
لكنه أضاف خلال حديث مع محطة إذاعة أسترالية ”لكن منظمة الصحة العالمية هي أيضا منظمة قامت بالكثير من العمل المهم بما في ذلك هنا في منطقتنا في المحيط الهادي ونعمل معهم عن كثب“.
وتابع قائلا ”لكنهم أيضا ليسوا محصنين من الانتقاد“.
وقال الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني (إم.آي 6) يوم الأربعاء إن الصين أخفت معلومات جوهرية عن انتشار فيروس كورونا المستجد عن بقية العالم، وإن من الأفضل إلقاء المسؤولية على الصين وليس منظمة الصحة العالمية.
وفي آخر تحديث للاستراتيجية لدى منظمة الصحة العالمية، قالت إن العالم يقف في ”مفترق طرق“ وينبغي على الدول التي تخفف القيود الانتظار لأسبوعين على الأقل لتقييم التأثير قبل تخفيفها مجددا.
وقالت جماعة ضغط في القطاع الطبي بالولايات المتحدة تدعى (بروتيكت أور كير) إن سحب ترامب لتمويل المنظمة ”محاولة واضحة... لتشتيت الانتباه عن تاريخه في التهوين من خطورة أزمة فيروس كورونا وفشل إدراته في تجهيز البلاد“.
لكن على الجانب المشرق، سمح الأطباء لعجوز بريطانية (106 أعوام)، يعتقد أنها أكبر المرضى الذين تغلبوا على فيروس كورونا المستجد في بريطانيا، بالخروج من المستشفى.