كنت أسمع قديما مثلا شعبيا يقول....من جاب نفسه للردى لايلومها ......
مفاده أن حماقة الإنسان تدفعه أحيانا أن يواجه العقوبه او النقد ويصبح مستباحا للآخرين كل ينهش من جهه ، ثم يتعلل بعد ذلك بأن ما تعرض له من أذى ما هو إلا قدر الرحمن وقضاؤه،او انها غلطه والشماعه الله يلعن الشيطان
هذا المثل دائما فى أذنى عندما أطالع ما يكتبه بعض الأصدقاء على صفحاتهم الشخصية فى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك» أو تويتر، وهم يتلوون ألما من التدنى الذى وصلت إليه لغة الخطاب بين الناس فى عالم الإنترنت الافتراضى أو فى الواقع، فتجده وهو يناقش تلك الظاهرة المجتمعية ويتحسر على الأخلاق التى ذهبت ينفحك حكمة أو قولا مأثورا من تأليفه مليئا بالهراء اللفظى والشتائم او يتجه للتجريح والتهويش والاتهاميه مما لا يليق بالفكرة النبيلة التى يريد إيصالها ان كان ينوي ، بينما كان الأولى به أن يسجل رأيه باحترام وأن يتعلم الاختلاف بأدب.... والا فان الندم لايفيد فهو كالرصاصه اذا خرجت لاتعود
ربما يكون صاحبنا هذا أفضل حالا من موجة ضيق الصدور التى انتشرت حديثا بين أعضاء الفيس بوك، وتعتمد على تهديدات الأعضاء لبعضهم بالحذف أو الغلق «بلوك» أو الشتم وقد تصل للتجريس وتشويه السمعة، تكتشف أن %90 من هؤلاء ليس له مبرر قوى لهذا السلوك العنيف.... اللهم إلا أنه استيقظ صباحا فتعكر مزاجه او انه حلم انه اصيح كاتبا وواعظا وصحفيا وانه ابن لسيويه حنى لو كانت اكثر جمله تحتاج لتصويب املائي او لفظي ، وبالتالى أراد أن يفرغ الصديق طاقته السلبية على أكبر عدد من البشر، أو ربما اكتشف فجأة أن أكثر الآراء السائدة تخالفه، فأراد أن يكون هو الآخر مختلفا فيعارضها جميعا ويهدد كل من قد يعلق على رأيه بالحرمان من الدخول لصفحته مرة أخرى، والأكثر طرافة من ذلك ان بعض من الذينتسوروا جدار المهنه واصبحوا بقدرة قادر صحفييون ويديرون الصفحه او الموقع راو باساتذتهم ومن سبقوهم بدهور انهم لن يمروا الا من خلال موافقتهم فعتموا عليهم وحرموا الموقع من كتاباتهم تسديد فواتير ليس الا علما انهم يحتاجون لسنوات ليصلوا الى مخزون الاخر ....ثقافي وادبي وعلمي وحتى تحرير
فرصتهم ... وهم اخر من يفكر به الاخر وان المواقع على قفى مين بشيل ....
عوده لما بداناه .....
قد نكون ظالمين لو افترضا أن تلك الحالة العامة نابعة من اكتئاب أو إحباط عام، ناتجة عن الظرف السياسى أو المجتمعى الراهن، وقد نكون متطرفين أكثر لو اعتبرنا هذا النوع من السلوك ينم عن سوء تربية ورداءة تعلم وفساد أخلاق، لكن التفسير الأقرب هو أن حالة الانفلات الفكرى والتراشق اللفظى والتعبير العنيف عن الرأى ينبع من مرض وراثى أصاب البعض خلال الأعوام الماضية يتمثل فى الشارع على هيئة أصوات غريبة وألفاظ نابية وإشارات مستفزة للآخر، بينما تتجلى على الفيس بوك وتويتر فى هيئة تهديدات وتعبيرات ساخرة وحادة ومنافية للآداب فى كثير من الأحيان،.... وإذا تجرأت وحذرت من تعرفهم من تلويث صفحتك بقاذوراتهم فسيعتبرونها قلة ذوق وجلافة منك وتعاليا عليهم، ولن يقتنعوا بحديثك عن..... الحرية المسؤولة وأدب الحوار فتلك رفاهية ليست فى محلها، ولا تصدق أبدا أن كثرة الأصدقاء سيجبرهم على التحلى بالعقل،
والحل فى وجهة نظرى مع من يكرر هذا الأمر معك أن تتجاهله.. صدقنى سيريحك هذا نفسيا... كما اراحني من متابعه مواقع البعض والتعامل معهم ......
==========
سحرة الاعلام
قال أحد الجالسين لصديقه: قرأتعلى احد المواقع الالكترونيه أن الحكومة تنوى رفع أسعار مياه الشرب، بينما الحكومه تؤكد أنه لا مساس بأسعار المياه.. فسألني صديق: أيهما تصدق، فأجبت سأصدق محصل الفواتير حينما يأتى نهاية الشهر..او كما قال احدهم الميت ذكر ولا انثى قال عالمغتسل ببين
غالبا ما يتعامل الناس فى هذا البلد مع الإعلام بهذه الطريقة، ربما ليس كل الاردنيين لكنها فئة موجودة وتستحق الاعتبار، وربما أيضا من الصعب فى مكانى هذا أن أدافع عن الإعلام كمصدر رزق، غير أن شيئا ما فى أحاديث الساسة اخطائهم حقا وباطلا ودون بينة، وافتراء فى كثير من الأحيان
أغلب الظن أنك الآن تقول لنفسك إننى أدافع عن الكذب والكذابين .. دعنى أسألك.. كم خبرا كاذبا تقرأه فى يومك، وذلك لا يشمل تصريحات المسؤولين والنشطاء والتنفيذيين،..... كم مرة قرأت تكذيبا صريحا فى جريدة أو فى وسيلة إعلام أخرى لخبر، لا أقصد أيضا التبريرات والتفسيرات والتحجج بالتحريف، هذا يحدث بالتأكيد.. لكن كم مرة فى الشهر، لو أنصفت قليلا واستبعدت حالتك النفسية وخلفيتك الفكرية وانتماءك السياسى لوجدتها نادرة
المشكلة يا صديقى لا تكمن فى الإعلام فقط....... نعم فهو مؤسسة يجب أن تكون يقظة الضمير صافية النية نظيفة اليد، لكن لا تنس أن من يديرونها بشر، أثق أن الغالبية العظمى منهم يصارعون كثيرا لكى تنتصر مهنيته على قناعاته وتوجهاته - دع عنك هذا التأويل الشخصى للخبر الذى يتصيد الأخطاء ويفتش فى النوايا - ولكن لا يجرؤ إعلامى أو صحفى واحد أن يتحمل مسؤولية نشر خبر يعرف أنه كذب، يفرون من ذلك فرار الصحيح من بلدة ضربها الكورونا إلا من رحم ربى.
أين المشكلة إذن؟ ،
رغم أن كل أطراف الأزمة يعرفون من المخطئ فيها، كل هؤلاء نجوم فضائية وصحفية تحاصر المشاهدوالقارىء على مدار الساعة وعندما يشعر أحدهم أنه تسرع فى التصريح أو خانه التعبير يسارع ليحمل الإعلام المسؤولية،
هكذا ببساطة يصبح الإعلام جانيا بعد أن كان ناقلا، وتضيع الحقيقة لمجرد أن بعض هؤلاء المشاهير أصواتهم عالية تطغى على صوت الضمير،
إذا كان بعض من السياسيين يريدون الإعلام شيطانا أخرس يقول ما ينفعهم ويتعامى عن الحقائق التى تضرهم، فلن يستقيم الوضع، أما إذا ارتضى الإعلاميون أن يكونوا سحرة لكل فرعون على السمع فلا تنتظروا إصلاحا فى الاعلام مادام هناك من تطور جدار المهنه فصال وجال. وقال له يافرعون مين ف عنك قال تفرعنت وماحد؛ رد ني