إسمح لي ان أقول لك في البداية: أنك لم تكن موفقًا به، وحتى إن كانت كمية المشاهدات لمقال (هبوط إضطراري) كبيرة جدًا، وصحيح أن هذا ما يهم الكاتب ولكن ما يجب أن يَهُم أكثر من أعداد المشاهدين له هي الفائدة والفكرة التي سيخرج بها القارئ بعد قراءته له. وهنا لا بد من نصيحة أقدمها لك وأنت المتمرس بفن الكتابة ولا يجب أن تفوتك هذه النصيحة أن القارئ والمتابع الأردني هو أذكى بكثير مما تتوقعه ويجب أن تخاطبه بصدق، وتبتعد عن العاطفة حين تكتب له وأنت إتكأت على العاطفة كثيرًا لذلك كان للمقال صدى كبيرًا أُصبنا جميعًا بالسوداوية بعد مطالعته.
ليس مهمًا ما كتبت تأكد من ذلك، وما تناولته بالمقال الجميع يعرفه جيدًا، وحتى الرجل العامي الشعبي. ولكن ما يهم أين هي الحلول التي تناولتها للخروج من المصاعب التي سنواجهها بعد الازمة. والتغيرات التي ستطرأ على الوضع الإقتصادي وحتى الأخلاقي للمجتمع، والأمر الثاني المهم هو: كمية التشويه بالحقائق وإظهار الدولة بالهشاشة والضعف وأنها بلا أركان إقتصادية تستند عليها، والمحت إلى أنها لن تستطيع تأمين رواتب شهر أيار للموظفين الأمر الذي جعل وزير المالية يخرج علينا وينسف توقعاتك ومعلوماتك، ويُطمئن جميع الأردنيين أننا بخير ونملك الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لمدة طويلة. والسؤال المهم الآن لك: ما هي المصادر التي إعتمدت عليها، وهل تحققت من صدقها وصدق من سربها إليك أم هو فقط سبق صحفي نحن لسنا بحاجته الآن وبهذا الوقت بالذات الذي نحتاج به إلى من يعززون الثقة والإيجابية بين الناس ويبثون الأمل بأراحهم المتعبة التي تضج بالتفكير بالمستقبل وما ينتظرنا.
كم كنت أتمنى عليك يا صديقي لو راجعت مقالك قبل أن تنشره. فالمقال أو النص أو الرواية أوالقصة أوالقصيدة كما تعلم هي تبقى مِلكٌ لصاحبها قبل أن تذهب للنشر ويستطيع التعديل بها كما يشاء أما بعد ذلك تصبح هذه الأشياء من مقتنيات القارئ ومِلكٌ له ورأيه بها ولا يحق لكاتبها التبديل أو الإضافة عليها. وبهذه المقالة بالخصوص لا تستطيع أن تقول: المعنى ببطن الكاتب أو الشاعر فكل ما أدرجته بها كان واضحًا ومباشرًا ولا يحتمل أكثر من تأويل وتفسير.
الطائرة الأردنية يا صديقي قوية ومتينة وصممت لتواجه جميع الظروف والأحوال الجوية وما قد يطرأ من مفاجآت. يقودها رُبان ماهر يعلم جيدًا التعامل مع الأزمات، ويساعده طاقم محترف تمرس كثيرًا على مدى سنوات طويلة وخبرات متعددة جعلتنا نطمئن حين نركب بها، وإن علم من يقود الطائرة أنه لا بد من الهبوط الإضطراري فسيكون من النوع الإحترازي الذي يجنب الركاب ومن هُم على متن الطائرة من الخطر او الموت المحقق، ويُجنب الطائرة من التحطم. وهذا الهبوط سنصفق له جميعًا لأن القائد الذكي للطائرة هو من يقوم بذلك بالعادة.