زاد الاردن الاخباري -
أثارت الفقرة الختامية لحلقة الأربعاء 8 مارس/آذار من برنامج "أوبرا" ، ردود أفعال واسعة بين أوساط علماء النفس والاجتماع.
ففي واحدة من أغرب حلقاتها، عرضت "أوبرا وينفري" حالة فريدة لأسرة أمريكية عاشت -ولا تزال- أيامًا استثنائية، بعدما لاحظت الأم رفضًا مبكرًا من ابنها لتقبُّل ذكورته، وإصراره على أنه أنثى، فبدأت في معاملته كما يريد، وحوَّلت طبيعة حياته ليعيش كأنثى.
واعتبرت أوبرا قرار الأم مواكبةَ رغبة الابن ومعاملته كفتاة "نضوجًا فكريًّا".
وتصف الأم وضع ابنها بأنها "أنثى محبوسة في جسد ذكر"؛ ما دفعها إلى الاقتناع بمواكبة رغبته.
في تعليقه على تلك الحالة، يؤكد الدكتور محمد المهدي اختصاصي علم النفس، أنه "لا يوجد حل علمي حاسم لهذه القضية".
وقال المهدي، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـmbc.net: "في السن المبكرة، من الممكن أن تنبع رغبة لدى الطفل في التحوُّل من ظروف بيئية أو أسرية يمر بها؛ لذا فمن الأفضل عدم تشجيع مثل هذه الميول ومواكبتها، خاصةً في السنين الأولى".
ويتفق معه د. محمد أنور عكاشة اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية، مؤكدًا أن أساليب العلاج المتبعة في الغرب تعتمد، بشكل مختصر، على خطوات متعددة تتم في مرحلة زمنية مدتها عامان؛ حيث تبدأ بالفحص للتفريق بين كون هذا الفرد راغبًا في التحوُّل وكونه "خنثى"؛ أي يملك أعضاءً داخلية أنثوية، كالرحم مثلاً.
أما المرحلة الثانية -حسب عكاشة- فتعتمد على علاج نفسي مدته عام؛ وذلك لتأكد أن الرغبة التي تعتري الطفل في هذا الوقت ليست "ضلالات نفسية". وفي العام الثاني يبدأ العلاج الهرموني، مع إتاحة الطبيب للمريض فرصة تجربة أن يكون أنثى وسط المجتمع؛ فيرتدي ملابس نساء لمدة عام، لتأكُّد ثبات موقفه، يلي ذلك التدخل الجراحي بشكل نهائي.
أما الدول العربية والإسلامية، فلا يزال هذا الأمر فيها غير مُرخَّص طبيًّا وقانونيًّا، كما أنها تتعارض مع النصوص الدينية، خاصةً بعد ما أُثبت من دراسات من أن إجراء عمليات التحوُّل لا يُنهي المشكلة، بل يظل الشخص بعدها في دوامة من المتاعب النفسية والاجتماعية.