كتب - الدكتور أحمد الوكيل - عادة ما تتحرك الجيوش العربية بالاتجاه الخاطئ، فمثال ذلك حين تحركت القوات المسلحة العراقية، إلى داخل حدود دولة الكويت الشقيقة، منتصف ليلة 2 آب 1990، وفرغت من احتلالها قبل الفجر، لتفجر أزمة غير مسبوقة تاريخياً، غيرت موازين القوى في المنطقة العربية للأبد، نتيجة تلك الخطوة غير الموفقه قوميا ودوليا.
ولأن البعض لا يعجبه الدخول التاريخي للجيش العربي، القوات المسلحة الأردنية الهاشمية، إلى داخل حدود المملكة للتعامل مع جائحة كورونا، فمارس التصعيد العاطفي ضد تلك الخطوة الموفقه على المستوى الإنساني والوطني والصحي والأمني.
وللعلم فالامبراطورية الأمريكية بقيادة الوحش ترمب مرهقة الآن أشد الإرهاق، وهي حائرة بين المواجهة العسكرية مع الصين الشيوعية، أو مد جسور التعاون معها لوقف هذا الداء الفتاك عند أدنى مستوى من الخسائر البشرية والمادية المصاحبة له.
فكيف بحال الأردن الصغير الواقع بين فكي الكماشة التوسعية الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة، وغور الأردن وتهميش الدور الأردني في القدس، وهذا الطاعون اللعين، وغوغائية المعارضة الخارجية التي استمرأت طعن الوطن بالخاصرة المؤلمة، تماهيا مع تعليمات اسيادها عربا وعجما.
نعم أن الجيش العربي الأردني، والأمن العام والمخابرات العامة، قد نجحوا في المهمة التاريخية غير المسبوقة مع عدو مجهول الهوية والمصدر قوض أقوى الدول وجيوشها واساطيلها وهزمها في عقر دارها، دونما إطلاق رصاصة واحدة.
دخل الجيش العربي عمان وباقي المحافظات، مسلحاً بحب الناس لا بأسلحة الدمار الشامل والكيماوي، وبراميل الموت، تسبقه سمعته العطرة الزكية، وتاريخه المشرف بكافة معارك الشرف التي خاضها عبر تاريخه الطويل الناصع البياض.
جاء الجيش ليحمي الشعب من طاعون عمواس الجديد، الذي حصد أرواح آلاف الشهداء من الصحابة ومن بينهم ابو عبيدة عامر بن الجراح، هنا على أرض الأردن الطهور، ليعرف كل منا العمق التاريخي للجيش المصطفوي العظيم.
لن نمل الحديث في المستقبل القريب، المشفوع بالشفاء العاجل للوطن كل الوطن الجميل بشعبه وقيادته الهاشمية الفذة، عن دور الجيش العربي التاريخي، في فرض الأمن والأمان باعز واغلى الأوطان.
وتنتهز وكالة زاد الأردن الإخبارية، هذه المناسبة، لمشاركة الشعب الأردني والأمتين العربية والإسلامية، فرحة قدوم شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات وكل عام وانتم بخير وحفظ الله الأردن ملكاً وجيشا وشعبا.