رحت أنا ومرتي على سوق قريب من بيتي. كان زحمة كثير والناس على بعضها وبدون تشبيه وكأنهم بطوفوا حول الكعبة. والجو شوب والكل بزرب عرق، وما حدا طايق الثاني، وهاظ بصرخ من هون، وهظاك بقول: يا أخي يا أختي صفوا بالدور. أنا بطبعي ما بحب أستنى من يوم الله خلقني ولو شو ما كانت حاجتي للغرض إللي بدي أشتريه. المهم قلت لمرتي يا الله خلينا نروح على البيت وبكره إن شاء الله منرجع أو منروح على مكان ثاني أخف أزمة. قالت مرتي: يا زلمة محنا صرنا جايين وجايين. خلينا نصف بالدور نص ساعة زمان ونشتري هالغراض ونخلص! رديت عليها: ولا يمكن أستنى ثانية. المهم تناقرنا كالعادة وقالت جملتها إللي بتقولها إلي كل مرة لما بروح معها على السوق: والله إنته ما بتترافق على السوق ولا حتى على الجنة. شوف الزلم كلها واقفه وبتستنى ويا محلاها إلا إنته دون عن كل هالناس! لكن الحق مش عليك. الحق علي جبتك معي.
وإحنا رايحين على السيارة، كنت أنا ببرم من هون ومرتي من هون، وقلتلها: ليش زعلانه! شوفي يا بنت الحلال وأشرت على الناس إللي واقفه والله للمغرب ما بلحقنا دور. وأنا بأشر إلها على الناس شفت واحد كان زميل إللي بالدوام وعزيز عليّ كثير واقف مع الجماعة إللي بستنوا. إنبسطت بشوفته ورحت أركض عليه. وقلتله: أبو جميل كيف حالك، شو أخبارك، وسلمت عليه ونزلت فيه تمطيق وتبويس ووين الخد إللي بوجعك، ووين البوسة والمطقة إللي راح تقتلك. هو مسكين كان لابس كل عدة السلامة والصحة من كفوف وكمامات وغيره وغيراته. وأنا ببوس فيه ومش بوسة ولا ثنتين شعرت إنه المكان صار هادي وإختفت كل الأصوات من حولي. خلصت البوس وانتبهت على الناس وإذ كلهم بتفرجوا علي ومستغربين وحتى أبو جميل! أنا بصراحة صرت أتلمس بحالي وأتفقد بجسمي لا يكون في إشي غلط وأنا مش منتبه. الحمد لله كل شي تمام وما فيه إشي بي مش طبيعي. هون أنا تذكرت الكورونا وبطلت أشعر بحالي وإنحرجت وكأني ممسوك بمكان مخل بالأداب والأخلاق العامة، أو إرتكبت كبيرة من الكبائر. عاد هسع شو بدي أرقع تا أرقع وصرت أعتذر إله لأني بُسته ومطقته أكثر من مرة وقلتله والله يا أبو جميل وشرفي ما معي كورنا وصرت أعزم عليه جيرة الله على الغدا، فنجان قهوة ومن هالسوالف وتركته وإنسحبت بهدوء وأنا مستحي منه وبلاخم ملاخمة وصرت أفكر: لو لا سمح الله الزلمة إنعدى بالكورونا أول ما بده يتهمنى وهات قطبها بعدين.
رجعت للسيارة ولقيت مرتي واقفه قدامها ومتخنصره إلي وسألتي: إنت مجنون شو إللي عملته؟ أنا صرت مرة ثانية أتلمس بحالي. وأهم شي لقيت التلفون بجيبتي مش ناسيه بالسيارة، وخاصة إنه ما إله رقم سري. وصرت أتذكر خلال ثواني شو عملت؟ ما لقيت حالي عامل إشي وتجرأت وسألتها شو شايفتني عملت؟ ردت علي: نزلت بالزلمة تبويس ومجق إفرض إنه معك أو معه كورونا وعديتوا بعض شو بده يصير بحالتكوا قلتها خلص يا مره أسوق عليك الله تتركيني بهمي ترا مش طايق حالي بعد إللي عملته.
من المكان إللي كنا فيه لبيتي ما بتجاوز الخمس دقايق بالسيارة، حسيت مع العجقة إللي كنت فيها، وكأني رايح على العقبة وأنا أفكر وعقلي يودي ويجيب ويجيب ويودي، وبحكي مع حالي: يا الله شو إللي ساويته؟! وين حكي سعد جابر إلنا عن التباعد الإجتماعي، ومع بوستي كيف بده ينشف المرض ويموووووت. وبعدين ليش أبو جميل ما مد إيده وقال إلي: إتق الله يا رجل؟! معناته أكيد معه رقم ضمان إجتماعي وفاتح محفظة مالية ومش سائل.