زاد الاردن الاخباري -
سحبت قناة "الشروق" الجزائرية سلسلة هزلية بعد بث حلقة ثالثة تضمنت تلميحات سياسية اعتُبرت إهانةً لدولة تونس، وإساءةً للانتخابات الرئاسية التي جرت في كانون الأول الماضي في الجزائر.
وأصدرت مؤسسة "الشروق" بياناً قدمت فيه توضيحات بخصوص الحلقة الثالثة من السلسلة الفكاهية "دار العجب"، أعلنت فيه اعتذارها للشعب التونسي ودولته، وفتح تحقيق في بث هذه الحلقة، وتوقيفاً كاملاً لفريق المُعاينة الأولية للبرامج، وإحالة أفراده على المجلس التأديبي.
وقرّرت القناة "إسقاط السلسلة الفكاهية نهائياً من الشبكة البرامجية لها، وحذف حلقاتها السابقة من منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويأتي الحذف على خلفية تضمنها إشارات تخصّ الوديعة المالية التي قدمتها الجزائر في شهر فبراير/شباط الماضي إلى تونس، والمقدرة بـ150 مليون دولار.
ويظهر في السلسلة ممثل يؤدي دور أب عائلة يمنح سلفة مالية بنفس القيمة (بالدينار الجزائري) لممثل يؤدي دور شخص تونسي طلب منه قرضاً.
ويظهر في الحلقة أبناء الأب وهم يسألون عن مصير الأموال وكيفية اقتناء بعض الحاجيات، لكن شقيقهم يجيب بأن الأموال أخذها التونسي، في إشارة إلى الجدل الذي رافق منح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قرضاً لتونس خلال زيارة قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد.
كذلك تضمّنت الحلقة إشارة إلى ما يعرف في الجزائر "بالأصبع الأزرق"، الذي يشير إلى المشاركين في التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول، وقاطعها قطاع واسع من الجزائريين. ويوصف المشاركون في التصويت بأصحاب الأصبع الأزرق، ويتهمهم المقاطعون بالتسبب في إعادة إنتاج النظام السابق.
واعتذرت المؤسسة عن هذه التفاصيل، وذكّرت باحتفائها بالزيارة الأخيرة للرئيس التونسي إلى الجزائر، و"بسعيها الإعلامي الدائم في الدفاع عن تعميق فرص التعاون والتكامل بين البلدين وتعاطفها مع الملف التونسي من منظور الأخوة الجامعة قبل المصالح، باعتبارنا شعباً واحداً رسمت الجغرافيا الحديثة الحدود بين أوصاله المتلاحمة".
وأثار بث البرنامج صخباً في تونس، وقال الأستاذ والناشر التونسي المقيم في الجزائر، مقداد اسعاد، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه لم يكن سعيداً بما بثته القناة، مشيراً إلى أن "الوديعة التي وضعتها الجزائر في الخزينة التونسية هو قرار سيادي جزائري صحيح وموفق ولم يكن يستدعي أن يكون مضمون عمل شعبي لا معنى له".