بقلم المخرج محمد الجبور - أن للتطبيع عديد التعريفات وهذا ما فرقناه عن مفهومنا للاتصال مع المجتمع الصهيوني ومنها ما نذكره منسوبا لأصحابه مثل أنه بناء علاقات رسمية و غير رسمية ،سياسية و اقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهوني والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام و الرضا بأبشع مراتب المذلة و الهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق أنشأ الكيان الصهيوني وحدة إلكترونية كبيرة تتكون من مئات العاملين ومتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي كان هدف الوحدة استخدام القوة الناعمة لتمرير مخططات الكيان الجديدة باستخدام آلاف الأسماء الوهمية وأسماء صهيونية بارزة وكان الحذر واجباً من هذه الأساليب الصهيونية التي تحاول إخفاء شكل الكيان القذر في قتل الفلسطينيين وتقسيم المنطقة العربية نجملها في النقاط التالية اولا نشر القدرات الصناعية والعلمية والطبية للكيان الصهيوني والتركيز عليها عبر مرئيات (فيديوهات) صغيرة في الغرب والشرق لخلق حالة من الإبهار بما يقدمه الكيان الصهيوني و محاولة تمرير ثقافة حوار الأديان والتسامح والتعامل المشترك مع الاحتلال كمحور مهم في متوازي الأضلاع في المنطقة و نشر الفتنة بين الشعوب العربية وتعزيز الطائفية وصراع الأقليات ودعم الانفصال وكان مشهد السنة والشيعة في دول الخليج حاضراً في الصراع الصهيوني العربي كذلك تعزيز انفصال الأكراد فالاحتلال أول من أيد استقلال الأكراد ومن الوسائل التي يستخدمها الكيان الصهيوني على وسائل التواصل الاجتماعي نشر الفتنة بين الشعوب العربية وتعزيز الطائفية وصراع الأقليات ودعم الانفصال بالاضافه المحاولات العديدة لاستضافة أكبر قدر ممكن من الخبراء والمحللين والنخبة الصهيونية على القنوات العربية ولقد كانت استضافة قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس نموذجاً لاستخدام القوة الناعمة في التطبيع الإعلامي عبر استضافة الصهيوني المتطرف المستوطن مردخاي كويدار الذي زور الحقائق وشوه الإسلام بشكل واضح ليلعب في عقول الجماهير العربية البسيطة لكن ردة الفعل كانت قوية جماهيرياً ضده كذلك كتابة مقال لافخاي أدرعي بالمشاركة مع كاتب كردي في صحيفة إيلاف السعودية الإلكترونية لنشر الكذب والافتراءات ومحاولة إظهار صورة الكيان الصهيوني القاتل بصورة الراعي للسلام والمحبة و استخدام ناطقين معينين يمثلون السلطة الحاكمة في الكيان الصهيوني كأفخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الصهيوني والذي لا يترك مناسبة إسلامية أو عربية إلا ويهنئ بها المسلمين والعرب اما التطبيع الفردي لايجوز أن تختزل مسألة التطبيع الفردي في الحصول على تصريح وزيارة المدن الفلسطينية في الداخل المحتل أو مجرد إجراء مقابلة مع جهة إعلامية إسرائيلية بل إنّه عملية واعية ومقصودة طويلة المدى مع مؤسسات أو أفراد أو جهات رسمية أو غير رسمية إسرائيلية تؤمن بإسرائيل بشكلها الكولونيالي الإثني وتناصرها أو تشكّل جزءًا من هذا المشروع بغية إقامة علاقات طبيعية معها في تنازل عن المبادئ السياسية والأخلاقية العادلة للفلسطينيين لكن من ناحية أخرى، يجب أن تكون هذه الحساسية المفرطة في التعامل مع أي تواصل أو علاقة مع إسرائيل موجهة للأنظمة العربية والمؤسسات الرسمية التي لا يجوز أن تنخرط بأي نشاط تطبيعي مع الكيان الاستعماري الاستيطاني يمكننا أن نعرف التطبيع عامة بمعنى قبول الآخر او التغاضي على ما يحمله من قيم اقصائية (احتلال، عنصرية عدوان تزوير قتل) والتعامل معه مصلحيا دون اعتبار للحق والعدل والقيم ينما (الاتصال) مع المجتمع الصهيوني أو الاحزاب أو طائفة من المفكرين والمؤسسات الصهيونية يستدعي نظرة مختلفة لا تجعل ذلك في سياق التطبيع بتعريفنا السابق ولكن ضمن ضوابط محددة بدونها يصبح الاتصال تماهيا مع الآخر وانزلاقا للتطبيع حيث التبعية والانسحاق تحت أقدام القوي وهو في حالتنا الاحتلال الصهيوني
.