الدكتور: رشيد عبّاس - لا شك ان ضيوف الأردن الأيدي العاملة (العمال) قد ساهموا وما زالوا يساهموا في بناء الأردن مع اخوانهم الأردنيين بطريقة او بأخرى, وطالما انهم فينا وبيننا فلهم علينا في شهر رمضان المبارك شيء من الحق في الوقت الذي تعطّلوا فيه عن العمل اليومي والذي يعتمدوا عليه في معيشتهم اليومية في المأكل والمشرب والمسكن, هؤلاء (العمال) قد تعفّفوا عن مد الأيدي والطلب من الآخرين مساعدتهم, مع انهم في بلادهم كرماء كما نحن الأردنيين كرماء في وطننا الأردن.
ضيوف الأردن أولئك الافراد من غير الأردنيين والذين يتواجدوا على ارض الأردن, وهنا اقصد بالدرجة الاولى الأيدي العاملة(العمال) والذين يعملوا بالمياومة, فهؤلاء تعطّلت اعمالهم وجلسوا في مساكنهم دون عمل يذكر بسبب جائحة فيروس كورونا, فهم يحتاجوا الى شيء من المال والمساعدة لتأمين احتياجاتهم البسيطة والمتعلقة بالمأكل والمشرب والمسكن في شهر رمضان المبارك كما نحتاج نحن في هذا الشهر المبارك وغيره من الاشهر, ويمكن ان نقدم لهم ذلك بأكثر من طريقة.., ربما عن طريق تشكيل فرق في داخل بلديات المملكة برئاسة رئيس البلدية لإنجاز هذه المهمة, مهمة التبرع الانساني للأيدي العاملة (العمال) ..ضيوف الأردن.
ويمكن ايضا لأصحاب المساكن والعقارات التي يسكن ويقيم فيها هؤلاء الأيدي العاملة (العمال) يمكن اعفاءهم من أجرة بعض الاشهر التي تعطّلوا فيها عن العمل خلال فترة حظر التجوال, وهنا والشيء بالشيء يذكر فان احد الخيّرين في مدينة (سحاب) مدينتي, وفي بداية شهر رمضان المبارك قد اعفى هذا الرجل مجموعة من (العمال) الـ(...) والـ(...) والقاطنين في شقتين تابعتين له عن شهري اذار ونيسان كاملا, اعفاهم من أجرة السكن لله تعالى كونهم لم يعملوا طيلة هذه الفترة بسبب حظر التجوال الصادر بقانون الدفاع رقم..., انها نماذج أردنية نفتخر ونعتز بها, مؤكدا ان هناك العديد من مثل هذه النماذج التي لا تعد ولا تحصى بقيت طيّ الكتمان في وطننا الأردني.
اعتقد جازما ان مد يد العون لهؤلاء(العمال) المقيمين على ارض الأردن في شهر رمضان المبارك والمتعطلين عن العمل فيه من الاجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى, فهو عمل ليس فيه مصلحة تذكر, وعمل ليس فيه رياء او نفاق يذكر, نعم عمل ليس فيه(سد دينه) كما يقال باللهجة الأردنية المحلية, فأعمال بعض الناس للأسف الشديد الذين يدّعون الدين والدين منهم براء يستخدموا هذه اللهجة (سد دينه) بمعني شو بتقدملي بقدملك باللهجة الأردنية المحلية ايضا ليس لديهم اي عمل خير يذكر, وان قاموا بذلك يكون للأغنياء وغير المحتاجين ومن اجل مصلحة مستترة لديهم.
إن إكرام الأيدي العاملة (العمال) من مكارم الأخلاق، ومن جميل الخصال التي يتحلَّى بها الخيّرين الطيبّين، ويحثَّ عليها الكرماء، ويتصف بها الأجواد كرام النفوس، فمن عُرف بمد يد العون عُرِف بشرف المنزلة، وعُلُوِّ المكانة، وتقدير المجتمع له، فما ساد أحد في المجتمع إلا كان من كمال سُؤدده مد يد العون للمحتاجين الفقراء الصامتين، وإكرام الأيدي العاملة (العمال) يتمثل في تقديم ما يسد عوز ضيوف الأردن في رمضان المبارك لهؤلاء العمال العاطلين عن العمل نتيجة لهذه الظروف الطارئة علينا وعليهم, فيكفي هؤلاء غربة المكان وغربة الزمان التي يعيشون فيها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه), والضيف هنا بمعناه الواسع يا معشر القوم, يا من ضيّقتم دائرة الضيف على هواكم! وأخذتم تذكرة لدخول الجنة من كبيركم الذي علمكم السحر ..قاتلكم الله! الضيف ليس فقط من دخل بيتك فقط, وانما من دخل حيّك وحارتك وقريتك ومدينتك وبلدك ووطنك وربما قلبك ..والله اعلم, فإكرام هذا الضيف قد يأخذ الشكل الذي يمكن ان تقوم به ضمن قدرتك واستطاعتك: كالكلمة الطيبة, والوجه المبتسم, والمعاملة الحسنة, وتقديم المساعدة المعنوية و(المادية) لهم كلها صور من صور اكرام الضيف,..وربما اكرام الضيف وفي ظرف حظر التجوال والتعطل عن العمل بسبب فيروس كورونا تأخذ صورا اخرى كإعفائهم من اجرة المساكن, وتقديم ما يسد عوزهم في المأكل والمشرب حتى تنفرج هذه الازمة ازمة فيروس كورونا علينا وعليهم بإذن الله.
همسة: الصدقات والزكاة ربما توجه للأيدي العاملة (العمال) ضيوف الاردن, فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا اذا خرجنا من دائرة البخل والانانية, فرغيف الخبز دائري يمكن لنا تقسيمه الى عدد غير متناهي من القطاعات الدائرية اذا حلّت فيه البركة.
بقي ان نقول لهؤلاء البخلاء: تفحّصوا ضيوف ولائمكم يا اصحاب الفسفسة الزائدة عن حدها, فأن شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى لها الضيوف الأغنياء, ويترك الضيوف الفقراء..ثم بعد ذلك يدعي هؤلاء المصلح(جيين) دخول الجنة!