زاد الاردن الاخباري -
“راحتي بين أهلي”.. حملة أطلقها مغتربون أردنيون في السعوديه لمناشدة سلطات بلادهم إجلاؤهم إلى بلدهم، بعد أن استغنت شركات سعودية عن خدمات المئات منهم بسبب تداعيات جائحة كورونا.
أحمد الحتة، أردني يعمل في السعودية، قرر إطلاق الحملة في 17 آذار/ مارس، بعد فقد أردنيين وظائفهم وتقطع السبل بهم، وعلق: “أطلقت الحملة وتواصلت في ذلك اليوم مع السفارة الأردنية في الرياض، هنالك أردنيون وضعهم صعب جدا لا يملكون قوت يومهم، بعد أن فقدوا أعمالهم”.
وتابع ، أن “عدد المسجلين في الحملة 4000 شخص، منهم 420 أردني فقدوا وظائفهم بشكل نهائي، بينما هنالك أكثر من 700 أردني أجبروا على إجازات بدون راتب لمدة 3 أشهر ومن بينهم أنا، بالإضافة إلى أن 400 أسرة وضعها المادي صعب جدا، وتعتاش على مساعدات الجالية الأردنية، قمت باستئجار شقة لثلاثة أردنيين كانوا ينامون بالطريق”.
وحسب دراسة منتدى الاستراتيجيات الأردني (مؤسسة شبه حكومية) حول المغتربين الأردنيين في الدول الخليجية، أن نحو 61.4 بالمئة من مغتربي الأردن يعملون في السعودية، في حين يعمل 14.1 بالمئة منهم بالإمارات، و12.5 بالمئة في قطر.
ويتواجد في السعودية وحدها 430 ألف أردني من أصل 945 ألف مغترب حول العالم.
حسب الحتة “حملتنا، رصدت حالات إنسانية صعبة الأردنيين تم إنهاء خدماتها، تواصلنا مع السفارة الأردنية في الرياض، ووعدتنا السفارة بحل لكن لم نر شيئا، لم نجد تجاوبا من الخارجية الأردنية، نطالب حكومتنا بإجلاء الراغبين بشكل تدريجي، نحن دعمنا الاقتصاد الأردني على مدار سنوات من خلال الحوالات التي نرسلها”.
وزارة الخارجية الأردنية دشنت في 22 نيسان/ أبريل منصة إلكترونية للمغتربين الراغبين بالعودة للبلاد وخصوصا الطلبة منهم، على أن تكون الأولويّة للطلبة وتحديداً الإناث وطلبة المدارس ومن تقطّعت بهم السبل من الأردنيين للخارج.
ضيف الله الفايز الناطق باسم وزارة الخارجية، يقول لـ”عربي21″ إن “الأولويّة للطلبة وتحديداً الإناث وطلبة المدارس ومن تقطّعت بهم السبل من الأردنيين للخارج … وأيضا للطلبة الموجودين في دول تشهد ظروفا صحية صعبة التي تستضيف أعداداً كبيرة من الطلبة”.
وتابع: “كل من سيعود سيخضع للحجر الإلزامي في منطقة البحر الميّت على نفقته الخاصّة، وستتكفّل الحكومة بنفقات غير القادرين فقط”.
وحسب الفايز “عملية عودة المغتربين لن تكون قريبة هنالك تنسيق مع الدول التي يتواجد بها الأردنيين، وترتيب أمور الطيران”.
وخيرت السلطات الأردنية الراغبين في العودة الاختيار بين نوعين من الحجر الصحي، إما في الغرف الفندقية، بتكلفة 100 دولار لليوم، أو في أماكن الحجر العام وهو عبارة عن كرفانات في البحر الميت بتكلفة 20 دولار لليوم، والتي ستكون لمدة أقصاها 17 يوماً.
من دول أخرى
وانضم للحملة مواطنون مقيمون في دول عربية، فاطمة جبريل، توجهت لزيارة شقيقتها في دولة الإمارات بتاريخ 12 آذار/ مارس الماضي، وقطعت تذكرة عودة الى الأردن في 22 من الشهر ذاته، إلا أن السلطات الأردنية قررت في 17 آذار/ مارس الماضي، إغلاق مجالها الجوي.
تقول فاطمة لـ”عربي21″:”ذهبت لزيارة أختي المريضة في دبي، لمدة أسبوع، ولم أعلم أنني سأجد نفسي عالقة لمدة شهر ونصف تقريبا، زوجي يعمل في السعودية وأبنائي تركتهم مع جدتهم في عمان، لقد تشتت عائلتي، يجب على السلطات الأردنية أن تنظر بشأن الحالات الإنسانية كحالتي، قدمت على منصة وزارة الخارجية لكن لا أعلم متى يحين دوري”.
وبدأت السلطات الأردنية، الإثنين الماضي إدخال أردنيين كانوا عالقين على الحدود مع السعودية منذ تاريخ 17 آذار/ مارس الماضي.
المهندس أحمد العلاونة، أحد الذين دخلوا بعد أن مكث ما يقارب الشهر في منطقة القريات،كان يعيش داخل محطة محروقات في الجانب السعودي، ويقول لـ”عربي21″: “بعد مناشدات مستمرة تمكن قسم منا من الدخول بعد أن اشترطت عليهم السلطات الأردنية، دفع تكاليف الحجر الصحفي في فندق المطار ودفع تكلفة الإقامة لـ 17 يوما بما معدله 70 دولارا في اليوم إلى جانب إجراء فحص الكورونا، أنا أعمل في مجال الطاقة في السعودية ومقتدر ماليا، لكن هنالك أشخاص لا يستطيعون الدفع والدخول”.
وتابع: “السلطات الأردنية أدخلت أغلب العالقين، بعد أن قام رجل أعمال عالق أيضا معنا على الحدود، بدفع المبلغ عن من لا يستطيع ذلك، لم يتبق سوى 15 شخصا على الحدود تقوم السلطات الأردنية باجراءات نقلهم إلى الحجر الصحي”.