زاد الاردن الاخباري -
حذر تقرير استخباراتي صيني، من «موجة عداء متزايدة» ضد الصين، قد تنتهي بمواجهة حاسمة مع الولايات المتحدة الأمريكية..وأعد التقرير، المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة وهي مؤسسة فكرية تابعة لوزارة أمن الدولة، أكبر جهاز مخابرات في الصين، ودعا التقرير إلى الاستعداد لمواجهة مع أمريكا.
وتتهم الولايات المتحدة الصين بإخفاء معلومات مبكرة عن الفيروس الذي اكتشف لأول مرة في مدينة ووهان والتقليل من مخاطره..وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن إدارة الرئيس ترامب، تدرس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الصين بسبب تفشي المرض وفق تقرير لموقع تلفزيون الغد الذي يبث من مصر
بكين تواجه موجة مشاعر معادية تقودها الولايات المتحدة
وكشفت مصادر دبلوماسية صينية، أن التقرير الذي قدمه أكبر جهاز مخابرات في الصين، أوائل الشهر الماضي، لزعماء كبار في بكين، بينهم الرئيس شي جين بينج، خلص إلى أن المشاعر العالمية المناهضة للصين وصلت أعلى مستوياتها منذ حملة ميدان تيانانمين عام 1989، وأن بكين تواجه موجة مشاعر معادية تقودها الولايات المتحدة في أعقاب انتشار فيروس كورونا «كوفيد ـ 19»، وتحتاج إلى أن تستعد لمواجهة مسلحة بين القوتين العالميتين في «أسوأ سيناريو».
وأوضح التقرير، أن المشاعر المعادية للصين التي أثارها فيروس كورونا، يمكن أن تغذي التوجه لمقاومة مشاريع «الحزام والطريق» الصينية، الخاصة بالاستثمار في البنية التحتية، وأن واشنطن قد تكثّف الدعم المالي والعسكري لحلفاء إقليميين مما يجعل الوضع الأمني في آسيا أكثر اضطرابا.
التقرير الاستخباراتي يعيد للذاكرة الصينية «تلغراف نوفيكوف»
وفي تقديرات أجهزة المخابرات الصينية، لـ «خطورة وأهمية» التقرير الاستخباراتي، فقد اعتبروه نسخة صينية مكررة، من بكين تواجه موجة مشاعر معادية تقودها الولايات المتحدة»،وهو برقية أرسلها السفير السوفييتي لدى واشنطن عام 1946، نيكولاي نوفيكوف، تؤكد على مخاطر الطموح الاقتصادي والعسكري الأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثانية..وكانت «برقية نوفيكوف» ردا على برقية للدبلوماسي الأمريكي، جور جكينان، من موسكو، قال فيها إن الاتحاد السوفييتي لا يرى إمكانية للتعايش السلمي مع الغرب، وإن الاحتواء هو أفضل استراتيجية على المدى البعيد.
وأسهمت البرقيتان«الوثيقتان»، في تمهيد الساحة للتفكير الاستراتيجي الذي حدد جانبي الحرب الباردة.
اللعب على قمة العالم
بات واضحا داخل المشهد العالمي ـ المتصدع تحت ضربات وباء كورونا القاتل ـ ان هناك ترقبا أقرب للخوف من الخصومة « الأمريكية ـ الصينية »، وأمريكا خائفة، لا من الوباء الذي يسمّيه الرئيس دونالد ترمب «الفيروس الصيني»، بل من الصعود الصيني اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً، وما ربحته واشنطن في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي الذي انهار، تكاد تخسره في النسخة الجديدة من الحرب الباردة مع الصين، بحسب تعبير المفكر والمحلل السياسي رفيق خوري، وأن ما يفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان «الثأر من الحرب الباردة»، يبدو في المرتبة الثانية بعد صعود الصين في منسوب القلق الأمريكي.
ويُنظر على نطاق واسع للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة بأنها في أسوأ مراحلها منذ عشرات السنين مع تزايد انعدام الثقة ونقاط الاحتكاك جراء مزاعم الولايات المتحدة بعدم عدالة التجارة والممارسات التكنولوجية إلى النزاعات حول هونغ كونغ وتايوان والأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
قتال مختلف مع حضارة مختلفة وأيديولوجية مختلفة
ويرى «خوري» أن الفارق كبير بين ظروف الحرب الباردة القديمة، وظروف الحرب الباردة الجديدة، كذلك بين الاحتراف السياسي في إدارة الصراع بين الجبارين الأمريكي والسوفياتي، وبين شغل الهواة في إدارة الصراع مع الصين، وهو أبعد بالطبع من اختصاره بقول مسؤول كبير في الخارجية الأميركية: «هذا قتال مختلف مع حضارة مختلفة وأيديولوجية مختلفة وقوة عظمى منافسة ليست قوقازية، في حين كان الصراع مع الاتحاد السوفياتي صراعاً داخل العائلة الغربية».
واللافت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لديه قلق وخوف على موقع أمريكا من صعود الصين، والتصرف كأن أمريكا أضعف من المواجهة الواسعة معها في صراع متعدّد الجبهات.. وهو قد تنقل بين أقوى التقارب مع الرئيس شي جينبينغ، وبين أقصى الخلاف، عبر مزيج من التنافس والعداء الاستراتيجي والحرب التجارية ثم المطالبة بالتعويض عن نشر كورونا.
سباق الحرب المتشكل الآن !
آفاق تبدو غائمة، ومسارات مفتوحة على احتمالات عديدة، أقلها سوءا لا يخلو من مخاطر وأزمات، تلك خلاصة المشهد الراهن، بحسب تحليل رفيق خوري، وهكذا تبدو الأزمة مرشحة للتصاعد، ولا أفق لتجاوزها حتى بانحسار الوباء أو القدرة على تحجيمه، ولن يُقيد تطلعات المراكز الفاعلة دوليا لاستثمار الموقف، لا لتعويض خسائرها فقط، وإنما للتربح وتكبيد المنافسين كُلفة أكبر، ومن هنا تحديدا يندلع سياق الحرب المتشكل الآن، والمتوقع أن يتطور مستقبلا!