* سلب 85% من الأرض الفلسطينية وفق أوسلو بادعاء رغبة يهودية بالسلام مع الفلسطينيين
* الحلقة العاشرة
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
أكاذيب صهيونية وأخبار مضللة لا حصر لها لسلب الأرض والوطن الفلسطيني من أصحابه العرب الفلسطينيين ، وتمكين اليهود منه خدمة لدوافع صهيو امبريالية تسعى للهيمنة المطلقة على منطقتنا العربية بكاملها ، تمت بفبركات تزويرية من الصهيونية العالمية والعالم الغربي مهدت لاحتضانه من أتباع الفكر الماسوني في المنطقة ، الذين كشروا عن أنيابهم وبانت حقيقة نواياهم في خدمة مخططات اليهود بامتلاك الحق بإقامة مشروع دولتهم الكبرى المزعومة من الفرات إلى النيل ، على الأرض الفلسطينية بداية ، وسنحت الفرصة لهم لشرعنة الدولة اليهودية بعد حرب اكتوبر التحريكية عام 1973 بباكورة انفصام الشخصية العربية عن واقعها في اتفاقات كامب ديفيد تبعها اتفاق أوسلو برعاية البيت الأبيض الأمريكي.. فأكذوبة تفاهمات أوسلو عكست رغبة اليهود المحتلين بخفض ما يقدمونه للفلسطينيين من قرابة نصف فلسطين إلى 15% منها دون وصف هذه النسبة بدولة ، مع أنها كانت اختراعاً من الدولة العبرية للالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية الأولى وإنهائها ، فهي لا تقدم للفلسطينيين سوى أراض مقطعة الأوصال، تلغي من خلالها حق العودة الفلسطيني المقر أممياً.
وعودة إلى بدء فإن دولة الاحتلال قد استغلت اتفاقية أوسلو والتي مضى على توقيعها بين المحتل للأرض الفلسطينية وممثلي المغتصبة حقوقهم والمحتلة أراضيهم في واشنطن بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993 أي قبل نحو 27 عاماً تقريباً ، بحضور الولايات المتحدة والفدرالية الروسية استغلتها في تنفيذ مراميها ، وبان للقاصي والداني أن تلك التفاهمات كانت الطعم الذي قاد لنهب المزيد من الأرض الفلسطينية لتهويدها بأحزمة مستوطنات مسلحة وعسكرية ، صنعت نظام "أبرتهايد" عنصري بمفاهيم الفصل والاستعلاء اليهودي وخرافة الدولة اليهودية ، النابعة من الأساطير الواردة في التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون، وتحويل أصحاب الأرض الفلسطينيين لمجرد "سكان"، وإطلاق نعوت توراتية على الضفة الغربية قادت لصفقة القرن التصفوية للقضية الفلسطينية برمتها التي لم تبق للفلسطينيين سوى أمر التنازل عن الأرض الفلسطينية بكاملها للكيان المحتل الغاصب ، ما أفسح المجال لمُتَحَيِّني الفرص من استغلال ذلك تنفيذاً للرغبة الأمريكية للترويج بشرعنة الدولة العبرية على الأراضي الفلسطينية تمهيداً لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني الذي سيبقى عدواً يتحين الفرص لتنفيذ رغباته في إقامة دولة تمتد حدودها من النيل إلى الفرات ، وأعتقد جازماً أن الترويج الثقافي للإرادة الصهيونية يجري على نطاق واسع من خلال ما يبث على قناة عربية أو أكثر حالياً تصب في هذا الاتجاه .. وهذا يذكرني بما جرى من نقاش بيني وبين أشقاء مصريين طلبة في جامعة الاسكندرية في عام 1976 م في جامعة الاسكندرية في الشاطبي ، عندما تحاورت معهم بشأن القضية الفلسطينية أجابوني وفق ما تضمنه مسلسل تحميل الفلسطينيين مسؤولية ما جرى لهم وعندما استفسرت منهم من قال لكم ذلك قال اساتذتنا بالجامعة حينها أدركت أن هناك توجهاً لصلح مع اليهود .. لكنني أكبر بالشعب المصري بوقوف غالبيته ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم مرور ما يزيد عن الأربعين عاماً على توقيع الاتفاقية ، كما أنني على يقين أن غالبية الشعب العربي من المحيط إلى الخليج سيسقطون نظرية التطبيع من القاموس العربي الناشئ وستعود فلسطين حرة عربية إن عاجلاً أم آجلاً شاء من شاء وأبى من أبى.
abuzaher_2006@yahoo,com