زاد الاردن الاخباري -
عادت الثغرات الوبائية للظهور مجددا. الحدود هي المعضلة هذه المرة، والحكومة، لم تتوجه لاصدار قرار حاسم يحمي حدود المملكة من الداخلين المصابين من دول موبوءة.
عضو في لجنة الأوبئة، قال ان البؤرة مهما كان حجمها يسيطرة عليها بسهولة في مدة تتراوح بين أسبوع الى ثلاثة، بحيث يجري الانتهاء منها، غير ان المشكلة لا تكمن بالبؤرة بل بالمصابين المحتملين الذين يدخلون يوميا، دون ان يحجروا، بخاصة من الدخول للمملكة، ويقصد سائقي الشاحنات.
مصادر في وزارة الصحة؛ كشفت ان الوزارة لا تستطيع اغلاق الحدود، او الضغط على الشاحنات بالحجر الالزامي لأسبوعين، اذ يفترض أن ينفذ هذا الامر، على يد جهات أخرى، بينها وزارتا النقل والصناعة والتجارة، وخلية إدارة الازمة، بحيث تمنع السائقين من الدخول الا بعد اجراء الحجر، معتبرا ان هذه مشكلة ليست سهلة، ويصعب حلها حاليا.
وأوضح عضو اللجنة، ان هؤلاء السائقين يرفضون السماح لغيرهم باستعمال سياراتهم، فضلا عن ان عددهم كبير ولا يمكن حجر 3 آلاف سائق اسبوعيا، إذ لا توجد أماكن تكفي لحجرهم على الحدود، بالاضافة للضغوط التي تنفذها الشركات الكبيرة مالكة تلك الشاحنات والمشغلة للسائقين، على الحكومة جراء التأخر في دخول المنتجات على أماكن التبادل الى غايتها.
ولفت الى ان هناك مخالفة كبيرة للبروتوكول الطبي لمكافحة كورونا وبشكل معلن، بينما تعترف الجهات الحكومية بذلك، ولكنها لا تستطيع عمل شيء.
وشدد عضو لجنة الأوبئة، على ان تشديد الإجراءات على العاصمة والزرقاء طبيعي، لانهما تضمان اكبر عدد من السكان، فالعاصمة يقطنها 40 % من مجموع السكان، ويسهل انتشار المرض او العدوى فيها بسهولة، وبالتالي فإن حمايتها من العدوى، تتطلب تشديد إجراءات الوقاية فيها.
وتثار هنا تساؤلات تحتاج لإجابة من وزير الصحة سعد جابر، إذ كيف سمح بدخول سائق المفرق، وغيره من السائقين، دون اجراء حجر احترازي لأسبوعين؟ وكيف يسمح لسائقي الشاحنات بدخول المملكة دون التأكد من خلوهم من الفيروس؟ وأين الإجراءات الاحترازية التي من شأنها حماية المواطنين من تفشي الفيروس؟
سائق واحد تمكن من نقل المرض لاكثر من 30 مواطنا آخرين، فكيف يمكن ان يجاب على ذلك، وماذا ستحمل الحكومة لنا من أفكار حول القصة التي كسرت صعود المملكة نحو التشافي؟
وفيما يكشف مصدر آخر في لجنة الأوبئة، ان الحكومة ستصدر قرارا بفتح القطاع العام الصحي امام الجمهور الاحد المقبل ولو جزئيا، اذ ستفتح المستشفيات وغرف العمليات والاشعة والمختبرات وغيرها لاستقبال المواطنين.
وأشار الى ضرورة استمرار الحياة، فهناك اكثر من 32 مستشفى في القطاع العام والجامعات لا تعمل بشكل فاعل، بينما يحتاج المواطنون للعلاج وليس فقط لقصر مهمة المؤسسات الصحية على علاج المصابين بكورونا.
وأوضح خبير وبائي لـ”الغد” ان هذه الحالة لا تعد انتكاسة، بل خلل، ويجب الانتهاء منه بسرعة، بعد ان حقق الأردن الحالة الصفرية لثمانية أيام، ما يعني ان الأردن من الداخل نظيف تماما من المرض، ولكن يجب الاحتراس من الحالات التي تدخله اراضيه، ما يلقي بمسؤولية سياسية وطبية على الوزير جابر، بألا يخضع لضغوطات تمرير دخول الشاحنات دون اجراء اي فحوصات او حجر صحي.
وكانت الحالات المصابة أمس، والناجمة عن العدوى بإصابة السائق، نتيجة التراخي على الحدود زادت على 30، ما دعا الوزير جابر لزيارة المنطقة المصابة بمحافظة المفرق.
جابر، قال ان فرق التقصي الوبائي العاملة في المفرق وعددها 16 فريقا، سيطرت على الوضع الوبائي في المحافظة، مشيرا الى المباشرة بإنشاء اماكن خاصة بالحجر للسائقين في مركز حدود العمري.
وأكد جابر، حصر اعداد المخالطين للسائق وعددهم 140 شخصا، وانه يجري اخضاعهم بالكامل للفحص، مبينا ان فرق التقصي بصدد جمع آلاف العينات العشوائية للمخالطين ومخالطيهم في مختلف مناطق المفرق واربد.
وبين خلال لقائه فرق التقصي العاملة في منطقة الخناصري التي يندر منها السائق المصاب، ان ما حدث بالمفرق، يعد انتكاسة، ولكنها ليست عودة الى المربع الاول.
وأكد ان اي حديث عن تشديد اجراءات الحظر في المفرق، يعتمد على الوضع الوبائي ونتائج عمل فرق التقصي، مشددا في هذا الاطار على أهمية الالتزام التام بتعليمات الوقاية والإجراءات الاحترازية الصادرة عن الوزارة للتعامل مع الفيروس والحماية منه وعدم التجمع.
وأكد أهمية الحظر الشامل في مساعدة فرق التقصي على القيام بمهامها وحصر الوباء في اسرع وقت، والتوسع بأخذ العينات العشوائية.
محمود الطراونة - الغد