أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أمُّ هارونٍ " سوقُ نِخاسةٍ البائعُ فيه...

أمُّ هارونٍ " سوقُ نِخاسةٍ البائعُ فيه تابِعٌ " عشوائيات في الحب – العشوائية 30

12-05-2020 02:59 AM

كتب الدكتور سمير محمد أيوب - سبحانَ مَنْ مَنح الياسمينَ شيئاً مِنْ عبَقها ، ومن أشاع في جبال السلط شيئا من خضرة عينينها ، ومنَحها الكثير من عنفوانِ الكرك وعكا . صديقة تجاوزت الأربعين بأكثرِ مِنْ مئة شهر. زاهدةٌ غيرَ مُتَطلِّبَةٌ . يمامةٌ زرقاءٌ ، تُحسنُ رؤيةَ ما يَخفى لا ما ترغب به فقط . أفتقدها كلَّما شُبِّهَت لي نوافذ ، أو غُلِّقتْ أبواب وكلما ابتدأت مناوشة في حرب . فهي معطفي وسيفي وكنانتي وجعبة الرصاص وضابط الرماية .
لحفظِ ضالَّتنا فيما نؤمن به ، إعتدنا بين الحين والآخر ، أن نطلبَ حقَّ اللجوء إلى طُهرِ البِدايات ، في أكثر مِنْ غارٍ مُطلٍّ على فلسطين ، مِنْ أم قيس في شمال الأردن إلى العقبة في أقصى الجنوب . نسري إليها ونَهْجرُ الكثيرَ من أنفسنا . ونغالب كبرياءنا كثيرا ، لنتجرأ على واقعنا ، ونصطاد شمس المغيب ، أونشاغل قمر المنتصف ، أونعيد الحياة لبعض نجوم الظهر .
قبلَ حوالي شهرٍ ، مسَّني دنسُ مُسلسلِ "أمِّ هارون " بالكثيرِ مِنَ الهَوان . إزدحمتُ بغضبٍ حزينٍ . فاتَّصَلْتُ بها واتفقنا. جَرْجَرْتُ خِذلانيَ . وأسريتُ عصراً إلى ربيعِ وادي شُعيب غربي عمان . إلتقينا في ظلال شجرةِ توتٍ ضخمة ، مُثقلةً بِكبوشِ التوت . تُزيِّن الكَتِفَ الأيمنَ للشارع الهابط إلى الأغوار . إستَقْبَلَتني هاشَّةً باشَّةً ، وعيناها بِقلق تسأل : أراكَ مُثْقلاً بالهمِّ ، ما بالُك يا صديقي ، ما الجديد ؟
وأنا أتخذ لي مقعداعلى صخرة قبالتها ، أجبتها وظل ابتسامة تزنر وجهي : مع شمسِ كلِّ يومٍ بِدايات لأمل جديد . وفي عَتمِ كلِّ ليلٍ ، حُزنٌ جديد مُرهق . ألأجَدُّ ، قلقٌ وحزنٌ وغضبٌ ، تسلَّل مؤخرا بلا رحمةٍ إلى قلبيَ وعقليَ ، أخافني وأفقدَني الكثيرَ من الطمأنينة .
سألت وهي تشعل سيجارتها الاولى : في أيِّ سِياقٍ هوَ ؟
قلتُ وجسدي منحنٍ إلى الأمام باتجاهها : هالَني منذ أيام ، كغيريَ منْ شرفاء الأمة ، منظومةُ سكاكينٍ تَستظلُّ العروبة َ، تطعنُ الصدرَ الفلسطينيَّ بعلانية وقحةٍ ، بعدَ أن كانت بالغدر السري تغرس في الظهر . أذهلني جديد تلك النصالِ المعتوهة : " فلسطين لليهود ، ولا حق للفلسطينيين فيها " . إجتاحني رعبٌ أخلاقيٌّ ووطني من قادم سوق النخاسة . فقد تخطى البائع فيه والتابع والمستثمر منهم ، مرحلة العمالة المُمَوَّلة ، إلى النفخ في أبواقٍ تُحاولُ بالسُّخرةِ إعادةَ كتابةِ التاريخ ، بطريقة مشوشة تخدم أسيادهم . يتمادون في التَّنكر لقدسِ أقداسِ الأمَّة ، والتشويش على عذابات الجبارين فيها ،يتواقحون في تشويه نضالهم ، بباطل الشتائم وفتات الشبهات .
ولأني كغيري من المؤمنين بأن العدو الصهيوأمريكي ،ما اعتاد الصيد إلاَّ وكل كلابه معه ، ولأننا نقرأ الوطنَ في المحصَّنِ منْ دمِ الشهادة ، الذي تسامى إلى ذرى الوجود ، لا ما سُفِح من دمٍ في أسواق النخاسة ولا ما انحدر منه في مستنقعاتِ المصالح العدمية ، سنبقى مؤمنين بأن حراس أرض الأنبياء أوفياء . ولن تهون على عربي حر شريف .
وقد سقط القناعُ تلوَ القناع ، وانحسر الكثيرُ منَ الوهمِ المُتذاكي ، جئتُ أسألكِ بقليلٍ منَ السَّذاجة الحَذِرة : وقد صبأ أكثرُ مِنْ حَنْثَلةٍ عربي ، أينَ صواعقَ طيورِ الرَّعد ، أين عصا نبي الله موسى ، لتلتهم هذا الإفك ، وتردع المستثمرين المعتوهين فيه ؟!
وبوجع محتار ، جئت بلا سذاجة أسألك ، عمَّن نلوم في هذا التشويش لبيع الوعي ، وبِمَن نبدأ ؟ أنلوم العدوَّ الذي كتب العُواءَ ولَحَّنهُ وبرمَجه ؟! أو نلومَ الرعاةَ الإقليميين ، والمُوجِّهين القطريين ،وضباط الإيقاع منهم ؟! أو نلوم المُتنكرين ، المُنقلبين ، المُنسلخين ، الصامتين والعاجزين ، فيما يسمى ظلما بالسلطة الوطنية الفلسطينية ،وفصائل وفسائل منظمة التحرير ؟! أو نلوم مَنْ في قطيعِ اوسلو من أرامل وأيتام ولقطاء ، ممن يحاولون تغطية شمس وأقمار الثورة ، بغرابيل الكذب والتدليس والاستخفاف في حكاوى تأجير البنادق ، توطئة لمصالحاتهم للوهم وللغدر ، وتفيؤ ظلال المحتل ، إبتعدوا كثيرا يا سيدتي ، وما إقتربوا من شيء ؟!
كيف وصلنا إلى هنا ، كيف سقطنا في امتحانات الجدل المحتدم منذ طُهرِ البدايات ، بين غبار الخنادق وعطر الفنادق والنضال الزاني ؟!
تابَعْتُ أسئلتي وهي تنفث بتوتِّرٍ ظاهر دخان سيجارتها الثانية : هلْ شارك العبث الرسمي الفلسطيني ، في التأسيس تعمُّدا لهذا العبث , وتكثيره وإشاعته والاستثمار فيه . هل قصَّر المناضلون وشاركوا في الخديعة الكبرى ، أم التآمر وحده هو من داهمهم وفرض توابعه المباشرة وغير المباشرة عليهم ؟!
وهي تنهض ، أطفأت سيجارتها بقدمها . واتجهت الى سيارتها، لإحضار عدة القهوة ، وقالت وهي تلتفت إليَّ : نحن في اليوم الأخير من شعبان المبارك ، هات يدك لِنُعِدَّ لأنفسنا طاسةً من القهوة على نار الحطب . بعدها ونحن نطلُّ من هنا ، على قبابِ القدس نتلمس معا أجوبة لأسئلتك .
ألاردن - 11/5/2020





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع