صغير بإسمك كبير بمآسيك بأيِّ حال جئت يا عيد
هل لتبشِّر بضياع القدس أم لمزيد من الكورونا تريد
هما موضوعان حيث هلّ علينا موضوع ضم القدس وبها المسجد الأقصى المبارك مع بداية عام 2020 الميلادي والمحتل بالكامل منذ ما يزيد عن خمسون عاما ليخضع للسيادة الإسرائيليّة بالكامل تحت ما يُسمّى إتفاقيّة القرن وما إحتوت عليه أوّلا من إتفاق الخنازير على ضم القدس وبها مسرى نبيِّنا محمد عليه الصلاة والسلام الى دولة العدوان برعاية دولة الفسق والعصيان .
والموضوع الثاني هو ربّاني حيث أمر الخالق بإجتياح فيروس الكورونا للكرة الأرضيّة وتنفيذا لأمر الله تعالى قام الفيروس حتّى الان بقتل ما يزيد عن ثلاثمائة وثلاثون الف إنسان على إمتداد الكرة الأرضيّة واصاب حوالي خمسة ملايين انسان وما زال الموضوعان يجثمان على هذه الأرض بلا هوادة لنتعلّم نحن بني البشر أنّ الله عظيم وقادر وفعّال لما يريد .
فإذا العالم لم يستطع القضاء على عدوان الظالمين فإن الله قد سلّط أصغر مخلوقاته ولا يُرى بالعين المجرّدة ليقتل مئات الآلاف من البشر ويدمِّر ما أنجزه أولئك البشر وتركهم حيرانين لا يستطيعون صناعة العقار المضاد بالرغم ممّا تقدّم به البشر وما يتفاخرون به من تقدُّم علميِّ وطبيِّ ولكنهم لن ينجحوا إلاّ إذا اراد الله ذلك ليحفظ الأرض وما عليها .
قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ )صدق الله العظيم
وقال تعالى وجلّ من قائل (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)صدق الله العظيم .
إن التعايش السلمي مع الذات ومع الآخرين يشكل قيمة راسخة في النفس الإنسانية عندما تدرك القواسم والقيم المشتركة بين الأديان السماوية ولكن الإسرائيليون الذين يدّعي بعضهم إيمانهم بالديانة اليهوديّة التي حملها الإنبياء والرسل يعتدون على مفاهيم تلك الديانات والأنبياء الذين أتوْ بها ومن لف لفيفهم من صهاينة واصحاب أفكار جهنميّة واتخذوا اسلوب العدوان والسلب والإغتصاب لأراضي وحقوق الغير يعيدون سيرة أجدادهم الذين نكّلوا بالأنبياء وقتلوا الكثيرين منهم والذين جادلو الله حتّى في لون البقرة وصفاتها
قال تعالى( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )صدق الله العظيم
وهكذا كانت سيرة اليهود مع الله كما ورد في القرآن الكريم كما كانت سيرتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حيث عاملهم بإنسانيّة وبأخلاقه الكريمة وواجهوه عليه السلام بالنكران والمعاملة السيئة كما تعاملوا مع انبياؤهم على مرِّ السنين وهم الآن بالرغم من التنازلات الكثيرة التي قبل بها العرب والمسلمون وتحت راية الكفر والسلبطة الأمريكيّة اللذان أعلنا ما يسمّى صفقة القرن في بداية هذا العام الميلادي وكانت صفعة الزمن.
وأما العقاب الربّاني لمن على الأرض فقد جاء سريعا بأن سلّط على تلك الأقوام ابسط خلقه فذلك الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجرّدة لأنه متناهي في الصغير فمن عمل صالحا في حياته يكون الله جلّ وعلى سرّع له الجنّة التي وعده الله بها ومن كان فاسقا او ناكرا لفضل الله عليه وجحد بنعمته سبحانه عليه فقد عجّل الله حسابه ومصيره نار جهنّم وبئس المصير وأمّا من بقي على الأرض فنال فترة أخرى لإصلاح نفسه وتقرُّبه من الله ليغفر له ويقبل توبته
قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)صدق الله العظيم
وهناك اقوال وتصريحات جمّة من مختلف المصادر العلميّة الدوليّة من جامعات ومعاهد مختلفة ومن شركات أدوية قد تنتظر وهي لا تدري الموافقة من رب العالمين أمْ لا , لتثمر أحدى هذه المحاولات لإكتشاف دواء رادع لهذا الفيروس ليكون هو البلسم الشافي لهذا المرض ويُخلِّص الكرة الأرضيّة من ويلاته علّ الإنسان يتعلّم من هذا الدرس العملي ويدرك عظمة الله تعالى في خلق الكون وتدبيره وتسيير بني البشر نحو العدل والمساواة والعقار بإنتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء ( في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية وهي من كبرى الوزارات في حكومة الولايات المتحدة، ففي سنة 2000بلغت ميزانيتها395مليار دولار وفيها 61000 موظف)
وبلغ عدد موظفيها في الإدارة عام2018 حوالي 17500 موظّف , وحتّى الآن فشلت في إيجاد عقار لهذا الداء وبدأت الإشاعات والأقاويل حول ذلك الداء والعقار والتطبيقات الإلكترونيّة التي إدّعى البعض انها لتعقُّب المصابين بالكورونا والبعض قال انها تتيح التبليغ عن أيِّ تجمُّع او مناسبة مخالفة بينما كثيرون قال إنّ هذه التطبيقات ما هي إلاّ وسائل لرصد حريّة الحركة للبشر وتتبع حياتهم الخاصّة أي انها تطبيقات ذكيّة في تقييد حركة المواطنين في الدول المختلفة ومنهم من قال إنها خطّة جهنّمية من بيل غيتس المَلتي مليونير الأمريكي لجمع ثروات إضافيّة على حساب حريّة الناس أينما حلّوا واينما تنقلوا.
على كل حال هذا العيد الصغير بزمانه وإسمه , الكبير بمآسيه وهو عيد الفطر أم عيد للطفر, فقد مرّت عليّ أعياد خلال سنوات عمري السابعة والستون والتي زادت عن اربعة و,عشرون الف يوم ولم يمرّ علينا عيد فطر بعد مرورنا بشهر رمضان المبارك كهذه الأيام الحالكات التي تجتاح فيها الكورونا الكرة الأرضيّة بكل ما أوتِيتْ من قوّة وكل ما سبّبته من موتى زادت عن ثلاثمائة وثلاثون الف قتيل وما سببته اكثر من خمسة ملايين من المصابين علّها تردّ البشر إلى عقولهم وإلى الإيمان بالله العليِّ العظيم وقدرته وسماحة الأديان التي حملها الأنبياء والمرسلين لسعادتهم وكلُّ عام وانتم بخير .
أحمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
22/5/2020