زاد الاردن الاخباري -
أعلن متحدث باسم شركة "الخطوط الدولية الباكستانية"، اليوم السبت، انتشال الصندوقين الأسودين من مكان تحطم طائرة الركاب في مدينة كراتشي.
وقال المتحدث باسم الشركة عبد الله خان: "تم العثور على الصندوق الأسود في وقت متأخر أمس. نقوم بتسليمه إلى لجنة التحقيق"، موضحاً أنه تم العثور على مسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات في قمرة القيادة.
وسقطت الطائرة وهي من طراز "إيرباص إيه 320" وكانت تقل 99 من الركاب وأفراد الطاقم على منطقة سكنية مزدحمة في كراتشي بعد ظهر أمس الجمعة، بعد أن حاول قائدها مرتين الهبوط في مطار المدينة. ونجا اثنان من الركاب من الحادث.
وكانت الطائرة في رحلة من لاهور إلى كراتشي، وتحطمت في حوالي الساعة 02:45 مساء بالتوقيت المحلي (09:45 بتوقيت غرينتش)، بينما كانت تقوم بثاني محاولة للهبوط.
وتواصلت اليوم السبت أعمال الإنقاذ وإزالة الحطام في الحي السكني المكتظ.
وأفاد تسجيل نشر على موقع المراقبة "لايف آت سي نت" المشهور بدقة معلوماته أن قائد الطائرة المنكوبة أبلغ برج المراقبة بأن محركي الطائرة تعطلا وذلك قبل ثوان من تحطمها.
من جهتها، قالت شركة "إيرباص" إن الطائرة قامت بأولى رحلاتها في 2004 وكانت مزودة بمحركين من إنتاج "سي. إف. إم" إنترناشونال، المملوكة لكل من "جنرال إليكتريك" الأميركية و"سافران" الفرنسية.
وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني أنه سيتم فتح تحقيق. وأظهر إخطار من إدارة الطيران المدني الحكومية أنه تم تشكيل فريق من أربعة أفراد الليلة الماضية لتولي التحقيق. وذكر الإخطار أن الفريق سيصدر بياناً أولياً في غضون شهر.
وحادث أمس هو أسوأ الكوارث الجوية في باكستان منذ عام 2012 عندما تحطمت طائرة ركاب من طراز "بوينغ 737" تابعة لشركة "بوجا" في إسلام آباد، مما أسفر عن مقتل 127 شخصاً".
الناجيان يتحدثان
قضى 97 راكباً ونجا شخصان، فيما تواصل السلطات عملية فحص الجثث لتحديد هوية أصحابها، وهي مهمة صعبة بسبب الآثار التي خلفها تحطم الطائرة مما دفع للاستعانة بفحص الحمض النووي.
لربما هي من المرات القليلة التي ينجو فيها أحد الركاب من حادث طيران، فقد نجا ظفر مسعود، الذي يعمل مديراً لـ"بنك البنجاب" المحلي من الموت بأعجوبة.
وعبّر ظفر عن شكره لله لنجاته من الحادث. ونقل عنه شقيقه قوله: "لقد كانت معجزة. فقد سقط مقعدي خارج الطائرة عند ارتطامها. وفقدت وعيي، ثم استيقظت لفترة وجيزة ورأيت الناس حولي يقولون "إنه على قيد الحياة!". بعدها، انهارت قواي ثانيةً وفقدت وعيي، ولم أعرف ماذا جرى بعد ذلك".
وقد انتشرت صور وفيديوهات عدة للحظة انتشال ظفر من موقع الحادث.
الناجي الثاني: دوى الصياح.. وحل الظلام
من جهته، يتذكر محمد زبير، مهندس الميكانيك وهو الناجي الثاني من الحادث، آخر لحظات الطائرة قبل تحطمها. وقال محمد إن الطائرة اهتزت بقوة عدة مرات، عندها أخبر قائدها الركاب أن الطائرة تعاني من مشاكل في المحرك وأنها ستواجه مشكلة في الهبوط.
وأضاف محمد أن قائد الطائرة حاول الهبوط على مدرج المطار بدون جدوى، ثم أعاد المحاولة، وعندها سقطت الطائرة فجأة على منازل بالقرب من المطار.
وأضاف محمد أنه وأثناء هبوط الطائرة دوى الصياح وارتفعت أصوات الركاب الصاخبة وبكاء الأطفال، وبعدها "خيّم الظلام" عليه لكنه بقي واعياً. عندها، فتح محمد حزام الأمان وهرع نحو مخرج الطوارئ، مشيراً إلى أنه شاهد ألسنة النيران من حوله لكن قفز إلى الأرض ثم فقد وعيه.