زاد الاردن الاخباري -
تعددت الآراء حول مدى تحقيق ثورة 25 يناير لبعض أهدافها حتى الآن، فمنها من أشارت إلى أن الأمور تسير بشكل ايجابي نحو تحقيقها، وأخرى رأت أن الثورة لم تكتمل بعد وتوقفت عند حد معين، سببه فترة طويلة لحالة من الجمود الذي شهدته الحياة السياسية في مصر خلال فترة طويلة ماضية.
وفي هذا الصدد أشار الكاتب والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل في برنامج "مصر تتكلم" المذاع على فضائية دريم2 إلى أن السبب وراء بروز أسماء 3 فقط من الشخصيات المرشحة لمنصب رئاسة الجمهورية هو أن الحياة السياسية في مصر جرى لها عملية تجريف نزعت خلالها الطبقة الخصبة الموجودة على السطح مما أدى إلى حالة من الفراغ السياسي على مدار 30 عاما مضت، والغريب في الأمر أن هؤلاء المرشحين قالوا"لا للتعديلات الدستورية" واتضح أن رأيهم مجرد رأي أقلية ظهر بوضوح بعد إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور.
عصر مبارك وتأثيره على الحياة السياسية في مصر
وحول واقع الحياة السياسية في مصر على مدار 30 عاما شهدت حكم الرئيس السابق مبارك قال هيكل: "الآن أصبحت تشبه البحر الذي جفت مياهه وماتت فيه الحياة ولابد في هذا التوقيت من ملء هذا البحر بالمياه لتعود الحياة فيه ومن أجل القدرة على الإبحار حتى لايتم القفز على الصخر".
مسيرة الثورة لم تكتمل
وأضاف المفكر الكبير أن الثورة دائما تفتح الأبواب للتغيير من خلال قوة تأتي من خارج الأبواب تستطيع كسرها وهذا ماتم فعلا خلال ثورة 25 يناير إلى أن تم عبور هذه الأبواب فجرى لهؤلاء عملية دهشة جعلتهم يقفون عند هذا الحد تخوفا من المواجهة "ليس هناك طريق للمستقبل بدون مواجهة للحاضر"، وشبه هيكل الثوار مثل من أراد الصعود بصاروخ إلى سطح القمر وعند وصوله تم سؤاله عن مطلبه "فطلب كيلو كباب".
المادة "2" من الدستور
وحول رأيه فيما يخص المادة 2 من الدستور قال: "هناك فارق بين الدستور والقانون، فالدستور لايحتمل الإجبار ولايجب فصل الأقلية من خلاله عن الكتلة لذا لابد من إعطاء الأقلية كافة حقوقها وتنظيم حياة مشتركة لعيش مشترك، مشددا على حفظ الهوية الثقافية الإسلامية والحضارية، ورأى أن الاستناد لمصدر تشريع وحيد في الدستور هو استثناء لكتلة معينة تتمثل في المسيحيين وهو أمر"لايليق".
الجيش أمين على نقل السلطة للشعب
ونفى هيكل أن تشهد الفترة الحالية انقلابا في ظل ضمان القوات المسلحة للدستور الذي يمثل "عقد العيش الجامع والرضا لكل المواطنين"، ومن خلال دعوة المواطن للجيش فهو مستأمن على الشرعية في مصر حتى تتمكن القوى الوطنية من صنع دستورا ترتب عليه قوانين تستطيع من خلالها الاستمرار فيما بعد.
سبب تنازل مبارك عن السلطة
وعن تنازل مبارك عن السلطة، أشار هيكل إلى أن سبب تنازله جاء بعد أن شاهد حالة جماعية من التمرد ضده، وخلاء مصر من "الغنائم" بعد أن شهدت في عصره على مدار 30 عاما حالة من "الهمجية والتتارية".
غياب التمثيل السياسي لشباب الثورة
أبدى هيكل دهشته من غياب التمثيل السياسي لشباب الثورة وتوقع أن تشهد الفترة القادمة غيابا آخر في مجلسي الشعب والشورى "قد يحصلون على مقعدين فقط"، وطالب بإنشاء مجلسا للأمناء وطني تأسيسي يضم 300 شخص يساعد هذا المجلس بجانب القوات المسلحة في رسم المرحلة القادمة يضم بينه مجموعة من شباب الثورة مع تفعيل حوار وطني بين كافة القوى في المجتمع دون انفراد حزب معين أو شخص بتقرير مستقبل مصر.