زاد الاردن الاخباري -
بكى حسين دوابشه والد ريهام دوابشه التي قضت مع زوجها ورضيعها في هجوم بحرق منزلهم قبل خمس سنوات، وهو يروي مأساته امام القضاة الاسرائيليين، وذلك في جلسة تسبق النطق بالحكم على المستوطن عميرام بن أوليئيل المدان بارتكاب الجريمة.
ومنحت محكمة اللد المركزية في جلستها ما قبل الاخيرة بعد نحو 70 جلسة، افراد العائلة حق التعبير عن مأساتهم.
وقال حسين دوابشه بتأثر كبير "أحرق بيت ابنتي ريهام وزوجها سعد في 31 تموز/يوليو 2015 ودخلت المستشفى وتوفيت جراء الحروق التي اصابتها بنسبة 90% في التاسع من ايلول/سبتمبر يوم عيد ميلادها الثامن والعشرين".
وتابع وهو يبكي "ريهام كانت كل شيء في حياتي، كانت عمود البيت، هذا العمود هدم بثوان".
- "ارحمني" -
واضاف "سكنت المستشفى سنة كاملة لاتابع وضع ابنها احمد الناجي الوحيد الذي كان عمره خمس سنوات. نحن نعيش مع احمد مأساته، لقد امتلا جسمه بالندوب والحروق. هو عاجز عن ارتداء سراويل قصيرة".
وقال عارضا صورا للطفل "لا يستطيع الذهاب الى حوض سباحة ولا يزال بحاجة الى عمليات وعندما يصبح عمره 18 عاما ستزرع له اذن".
واضاف ان احمد "الذي صار عمره عشر سنوات كان يفترض ان يحضر ليواجه المتهم ويتحدث عن معاناته، لكنه قال لي +ارحمني، يكفي ما اعيشه كل يوم. هل تضمن ان الكوابيس لن تراودني وتلاحقني+".
كذلك، تحدث بفخر عن ابنته ريهام "التي انهت دراسة الرياضيات وحصلت على شهادة البكالوريوس وكان لديها احلام كبيرة".
وأحرق الرضيع علي دوابشة (18 شهرا) في 31 تموز/يوليو 2015، حيا أثناء نومه في منزل العائلة في قرية دوما شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتوفي والداه سعد وريهام متأثرين بحروقهما بعد عدة أسابيع، في حين نجا شقيقه أحمد الذي كان يبلغ من العمر حينها خمس سنوات.
وأعلنت محكمة اللد في 18 ايار/مايو في بيان إدانة الإسرائيلي عميرام بن أوليئيل من مستوطنة شيلو شمال الضفة الغربية، ب"الشروع بالقتل العمد والتآمر لارتكاب جريمة عنصرية".
وعند وصول المتهم الذي كان يضع طاقية بيضاء ويخفض بصره للارض قالت له زوجته "كل شعب اسرائيل فخور بك".
وصرخ في وجهها اعضاء الكنيست العرب الذين تواجدوا في المحكمة وقال لها النائب احمد الطيبي "عليك ان تخجلي من نفسك".
- سقوط الاحلام -
اما نصر دوابشه شقيق سعد دوابشه فتحدث عن أخيه الذي تزوج ابنة عمه ريهام وقال "كان يحلم بتكوين عائلة وبأن يكون اطفاله من احسن اطفال فلسطين".
وتابع "نحن ستة اشقاء، سعد هو الاوسط بيننا ونعيش كعائلة واحدة. أبي كان مريضا وكنا نجتمع في بيته في ذلك اليوم الاسود. سهرنا وتناولنا العشاء وكان اطفالنا يلعبون معا ويمرحون، لم اتوقع انني ساحمل بعد ساعات الرضيع علي متفحما وجثة".
واضاف "عندما دخلت البيت كان اشبه بجهنم. الحرارة مرتفعة جدا والدخان يغطي المكان. دخلت مع الدفاع المدني فاصطدمت رجلي بشيء طري، كانت جثة الطفل علي. نقلناه للمستشفى وكان متفحما وعندما شرحوا جثته تبين لهم ان بعض اعضائه غير موجودة".
وقال "سألت الاطباء اين يداه ورجلاه فاجابوا: لو بقي نصف ساعة اضافية لما وجدته، كانت النار ستقضي على ما تبقى منه. كان ابوه يحلم بان يكون طبيبا او رساما لكن نار الحقد والكراهية كانت اسرع من كل الاحلام".
واورد نصر "بعد اسبوع من الحريق ابلغوني في المستشفى ان شقيقي سعد توفي. كانت الصدمة على امي وابي شديدة جدا. فقد ابي بصره لشدة الحزن. توفي سعد في عيد زواجه السادس".
واعتبر ان عائلة اخيه احترقت ثلاث مرات، "جسدا واحلاما ومستقبلا"، مشيرا الى ان "بيوتنا صارت اشبه بسجون. نعاني كثيرا وشبابيكنا مغطاة بقضبان حديد خوفا من المستوطنين".
وطالبت المدعية العامة بانزال ثلاثة احكام بالمؤبد بحق المتهم وسيصدر الحكم على بن أوليئيل (25 عاماً) خلال هذا الشهر.