زاد الاردن الاخباري -
زادت وتيرة الاحتجاجات في لبنان نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، والسقوط المدوي لليرة اللبنانية، التي وصلت إلى 6 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، لتسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وقطع المحتجون الطرق في بيروت، والبقاع، والجنوب، والشمال، بالإطارات المشتعلة والبلوكات الإسمنتية، منددين بالسياسات المالية لحاكم مصرف لبنان وللحكومة اللبنانية.
وقالت مصادر ان متظاهرين حطمو محلات واضرمو النيران في محيط ساحة رياص الصلح ببيروت
ومع زيادة الاحتجاجات تداولت الطبقات السياسية والإعلامية اللبنانية السيناريوهات المقبلة، والتي تعددت أشكالها ما بين الحفاظ على الحكومة الحالية، أو تغييرها، وكذلك اللجوء إلى حكومة عسكرية.
ورفع المحتجون في شوارع بيروت والمناطق لافتات تدعو إلى إسقاط حكومة الرئيس حسّان دياب العاجز، برأيهم، حتى اللحظة عن تحقيق إصلاحات جذرية قادرة على انتشال البلد من أزمته الاقتصادية والمعيشية الكارثية، وإعادة الثقة إلى نفوس الناس والمستثمرين بُغية النهوض مجدداً، مطالبين بإقالة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، الذي يعتبرون أنه ساهم بالانهيار على كافة المستويات بالتعاون والشراكة والتضامن مع السلطة السياسية المتعاقبة منذ انتهاء الحرب الأهلية.
الحراك الغاضب والمستمرّ في الساحات حتى تحقيق المطالب، هو ما دفع رئيس الحكومة حسان دياب إلى إلغاء مواعيده اليوم وعقد جلستين متتاليتين لمجلس الوزراء؛ الأولى في السراي الحكومي والثانية في القصر الجمهوري بصفة طارئة، لبحث الأزمة النقدية والملفات المعيشية والطريقة الأنسب لضخّ الدولارات في السوق من أجل وضع حدّ لتفلت الدولار، ولا سيما في السوق السوداء، فكان البحث شاملاً على الصعيد السياسي والمالي والمصرفي والصيرفي وحتى الأمني، استكمالاً لحملات المداهمة والتوقيف التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق تجار العملة والصرافين المضاربين غير الشرعيين.
عون: ما يحصل ليس عفوياً
وقال رئيس الجمهورية ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا إن "ما حصل الخميس نتيجة ارتفاع سعر الدولار من دون أي مبرر يجعلنا نتساءل عما إذا كان الرقم الذي أُعطي لسعر الدولار هو شائعة تم تعميمها لينزل الناس إلى الشوارع وتقع المواجهات؟ وأشار إلى أن "الخبراء أكدوا أنه لا يمكن للدولار أن يقفز خلال ساعات إلى هذا الحد. وهذا ما يُبعد العفوية عن كل ما حصل، ويؤشر لمخطط مرسوم نحن مدعوون للتكاتف لمواجهته". بدوره، قال رئيس الحكومة حسان دياب إن "البلاد لم تعد تحتمل خضات... المطلوب إجراءات قاسية لوضع حد لأي شخص أو جهة تلجأ إلى هذا الأسلوب".
أوضاع صعبة
وفقدت الليرة اللبنانية سبعين في المئة من قيمتها منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وهو ما أدخل البلد في أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها منذ عقود.
ويواجه الكثير من اللبنانيين، الذين يعتمدون على مدخراتهم من العملة الصعبة، خطر الدخول في حالة من الفقر. وقد فاقم وباء فيروس كورونا من الأزمة التي يواجهها اللبنانيون.
وأظهرت خطة وضعتها الحكومة للتعافي الاقتصادي فجوات واسعة في النظام المالي، بما في ذلك خسائر متوقعة بقيمة 83 مليار دولار في النظام المصرفي. وطورت جمعية المصارف اللبنانية، التي رفضت الخطة الحكومية، مقترحاتها الخاصة فيما بعد.
بري وعون
أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، اثر لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا في حضور رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، انه "تم الاتفاق مع الرئيس عون والرئيس دياب على تخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة ابتداء من اليوم الى تحت 4000 ليرة وصولا إلى 3200، لكن ذلك لن يتبين فعليا قبل يوم الاثنين". وعن اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال بري: "نحن بحاجة إلى كل الناس ولسنا بحاجة إلى الاستغناء عنهم".
جعجع
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عبر “تويتر”، أنه “طالما أن حزب الله والوزير جبران باسيل وحلفاءهما موجودون في السلطة تحضروا لخبر سيء وتدهور جديد مع كل إشراقة شمس”.