* الشيقل عملة كنعانية
- الحلقة الثامنة عشرة
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
كما ذكرت في حلقات أكاذيب صهيونية السابقة ، فإن فلسطين بأرضها وشعبها وقضيتها وتراثها تتعرض منذ انطلاق الحركة الصهيونية منذ ما يقارب القرنين ، للنهب والقتل والاستهداف ، بهدف طمس الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، حيث عمدوا عن سبق إصرار وترصد لطمس الملامح العربية "الإسلامية والمسيحية" في فلسطين وكل ما هو موجود وشاهد حي على قدم الوجود العربي فيها بخلق تلفيقات تدعم كذبهم وزورهم لكي يوهموا العالم بصدقيتها عبر التزوير بإزالة كل ما يدل على ملكية فلسطين لأصحابها.
فاليهود بطبيعتهم يحاولون استغلال كل ظرف لصالح أطروحاتهم ليقتنع العالم بصحتها خدمة لأهداف تتماهى مع الرغبات الغربية خاصة لفرض الهيمنة على العالم القديم المتمثل في منطقة الشرق الأدنى الذي أحاطت به أطماع الغزاة من يونان ورومان وفرس ، وهم ومنذ انطلاق الحركة الصهيونية يحاولون ترسيح مفاهيم خاطئة الكذب ديدنها بأن الحضارة العربية ** أرض كنعان "فلسطين ، لبنان والشمال السوري " وأرض الحضارة البابلية " بلاد ما بين الرافدين " وأرض الحضارة الفرعونية " مصر "** هي من صنعهم .. واعتمدوا نظرية التسلسل بانعتاق الجذور من الأصول وصولاً للمبتغى بنسيان الصغار لحقيقة تاريخهم ظناً منهم أنهم سينجحون في ترسيخ صدقية ما يفترون به بأنهم أساس الحضارة في العالم القديم ، وهكذا تقودهم أوهامهم التي يدعمها الغربيون لإلغاء الوجود العربي في الأرض العربية.. فرفعوا شعاراتهم بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، وحدودك يا "إسرائيل" من الفرات إلى النيل ، فنهبوا الأرض الفلسطينية بعون أوروبي كامل ، وزيفوا التاريخ بالترويج لآثار ابتدعوها وشكلوها بأيديهم لإثبات أنهم كانوا على وجه هذه الأرض فطالت سرقاتهم المطبخ ،الآثار ، الزي ، ... الخ حتى العملة " الشيقل الفلسطينية الأصل ونسبوها لأنفسهم قهم يبذلون كل جهد ممكن لتفريغ الذاكرة الجمعية الفلسطينية من مخزونها الثقافي والفكري والتراثي فطال تزويرهم : الطابون - الفرن الفلسطيني المميز ، والشاقل (الشيقل) : عملة دولة الاحتلال بدلاً من الليرة- الجنيه ، والشيقل أساساً كلمة كنعانية وهو أقدم وحدة نقدية عرفها الإنسان في التاريخ ، ظهرت في بابل واستخدمها الكنعانيون فكانت وحدة العملة المتداولة في أرض كنعان الممتدة ما بين البحرين ( البحر الأبيض المتوسط غرباً والبحر الميت شرقاً ) والتي تضم في الوقت الحاضر ( سواحل فلسطين ، لبنان ، شمال الشام ) لتسهيل عملية التبادل التجاري أو المقايضة بالسلع بين أهل البلاد والمناطق المجاورة والتي كانت تساوي 32 حبة شعير وتحمل رموزاُ كنعانية قديمة كزهرة الزنبق المقدسة لدى الكنعانيين أي قبل ظهور اليهود من على وجه الأرض.. فـ ( الشيقل ) ليس تسمية يهودية قديمة بل تسمية بابلية كنعانية الأصل منذ فجر التاريخ .. جرى استبدالها في الكيان الغاصب عام 1980 من الليرة إلى الشيقل تنفيذاً لتوصيات المؤتمر الصهيوني التأسيسي الأول في مدينة بال السويسرية عام 1897 باعتباره موروثاً تاريخياً يهودياً ، فأصل كلمة ( شيقل ) ليس له علاقة بالتاريخ أو الموروث اليهودي العبري بل تعود لتاريخ وحضارة بلاد الرافدين وأرض كنعان .
فهم هكذا دأبهم مصابون بالذهان ينسبون كل ما هو للآخر لهم ويبتدعون الكذبة فيصدقونها ، والعرب لا يعيرون الأمر أي اهتمام.
abuzaher_2006@yahoo.com