زاد الاردن الاخباري -
لجأت تركيا بعد تورطها في الملف الليبي ودفعها حكومة الوفاق في طرابلس لمواصلة الحرب ورفض وقف إطلاق النار الذي دعت له مصر رغم الترحيب الدولي به، إلى إيران حتى تساعدها في إقناع روسيا عقد قمة ثلاثية لبحث تقاسم النفوذ في المنطقة على غرار ما قامت به في السابق خلال الحرب في سوريا وذلك بعد أن ألغت موسكو زيارة وزيري الخارجية والدفاع إلى تركيا.
وحاول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الاثنين استمالة إيران بالتعبير عن "تضامنه" معها مجددا رفض بلاده العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وذلك خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جود ظريف في إسطنبول وفق تقرير لميدل ايست اونلاين
وقال تشاووش أوغلو "نرفض العقوبات الأحادية ضد إيران"، مضيفا "الوباء علمنا بأن العالم يحتاج اليوم إلى تعاون وتضامن أكثر من أي وقت مضى".
وأوضح الوزير التركي "سنواصل العمل على تحسين علاقاتنا الثنائية على أساس الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة"، معربا عن رغبة تركيا في عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي الرفيع المستوى بين البلدين في أقرب وقت.
وأعلن الوزير التركي عن التجهيز أيضا لقمة ثلاثية بين تركيا وإيران وروسيا بشأن محادثات أستانا حول سوريا من المرجح أن يكون الملف الليبي أيضا ضمن جدولها.
وتأتي زيارة ظريف إلى تركيا بالتزامن مع إلغاء زيارة مماثلة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين لبحث الملف الليبي كانت أنقرة تخطط في ضم الوزير الإيراني لها.
وفي تطور مفاجئ أعلنت روسيا إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أمس الأحد إلى إسطنبول لإجراء مباحثات حول ليبيا وذلك بسبب وجود "خلافات" بين الجانبين، رغم النفي التركي لذلك.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان أن موعد الاجتماع الذي من المقرر أن يعقد بين لافروف وشويغو ونظيريهما التركيين مولود تشاووش أوغلو وخلوصي آكار، سيتم تحديده لاحقا بعد مشاورات إضافية.
وقالت مصادر دبلوماسية إن موسكو رفضت مقترحا تركيا يهدف إلى إبعاد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر عن أي مفاوضات بشأن الملف الليبي بالإضافة إلى تمسك أردوغان بمواصلة التقدم نحو مدينة سرت الغنية بالنفط.
وبينما روج تشاووش أوغلو إلى أن بلاده تنسق مع روسيا في مسعىً للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في ليبيا، قالت مصادر أخرى إن الخلاف مع روسيا يتعلق بتباين في وجهات النظر حول الوضع في ليبيا.
وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت أول من أمس عن الزيارة، وقالت إنها تأتي بناء على تعليمات من الرئيسين التركي والروسي بعد اتصالهما الهاتفي منذ أيام لبحث التطورات في ليبيا.
وتحدثت مصادر دبلوماسية عن فشل محاولات تشاووش أوغلو حتى اللحظات الأخيرة لإقناع لافروف بالحضور إلى إسطنبول، مشيرة إلى أن الخلافات حول الملف الليبي بين الجانبين بدت أعمق من التوصل إلى صيغة لعقد مثل هذه المباحثات.
ومع وضعها لحكومة الوفاق في موقف محرج بدفعها إلى مواصلة الاقتتال بعد أن كانت تروج خلال المدة الماضية إلى أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر هو من يقوض الحل السياسي في ليبيا، كانت تركيا تخطط لعقد اجتماع ثلاثي حول سوريا وليبيا، بحضور ظريف، الذي وصل الأحد تركيا بالتزامن مع الزيارة الملغاة للوفد الروسي.
وحسب مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية فإن تركيا رفضت مقترحات وقف إطلاق النار تقدمت بها روسيا على غرار المبادرة المصرية منذ أيام.
ولا تريد تركيا حاليا وقف إطلاق النار طمعا في تقدم ميداني تحرزه ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا خاصة نحو مدينة سرت التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي.
ووجد الرئيس التركي رجب طيـب أردوغان نفسه في وضع صعب بعد التأييد الدولي والإقليمي الذي لاقته المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات التي بدأت ضمن مجموعة 5+5 ورعتها الأمم المتحدة في جنيف.
واستعجلت أنقرة عقد صفقة مع طهران حين لاحت بوادر رفض روسي لمخططها في ليبيا، حيث تحاول الضغط للبحث عن حل سياسي بعيدا عن المشير خليفة حفتر وهو ما ترفضه حليفته روسيا على ما يبدو علاوة عن زيادة حدة التناقضات بين الطرفين فيما يخص ملف إدلب شمال سوريا.
وتظهر هذه الأهداف التي يحاول تحقيقها الرئيس التركي في ليبيا جلية أكثر من خلال مقال كتبه مستشاره ياسين أقطاي في صحيفة مقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية تسائل خلاله عن "ماذا تريد روسيا من ليبيا، بل أي مشروعية تستند عليها حتى تتواجد هناك؟".
وقال أقطاي إن روسيا تحاول الآن الوقوف إلى جانب قائد الجيش الوطني الليبي عبر الرجوع إلى طاولة المفاوضات والحل السياسي وهو ما "يجعل الوضع أكثر غرابة مما هو عليه"، مشيرا إلى أن تركيا ترفض التفاوض مع المشير خليفة حفتر.
ويسعى أردوغان كما فعل في شمال سوريا إلى تكثيف التنسيق والتعاون مع الثنائي الإيراني والروسي لعقد صفقة تدعم تدخله العسكري في ليبيا والحد من الهيمنة الأميركية التي تقف أمام مصلحة الأطراف الثلاثة وارباك الأوروبيين أيضا.