زاد الاردن الاخباري -
وجه متورم تصبغ بعضه باللون الأزرق، إثر لكمات متعددة تلقتها السيدة الستينية زكية خليل من زوجة نجلها، التي تعيش معها في أحد طوابق المنزل، الذي سعت في بنائه قبل سنوات طوال، تلم به شمل أبنائها الثلاثة، لكنها غير مدركة أن نجلها الأصغر الذي تربى في كنفها، ينصاع وراء رغبات زوجته سامحًا لها بالاعتداء على والدته المسنة.
عناء متواصل عاشته "زكية" وتحديدًا قبل 40 عامًا، حينما تركها الزوج بمفردها متخليًا عن مسئولية أبنائه الثلاث، فهم ولدان وابنة، فالخلاف كان على رغبة الأم في تعليمهم، بينما أراد الأب في إلحاقهم بأعمال تدر عليه بالمال، ومع إصرار السيدة على تحقيق رغبتها كانت النتيجة رحيل الزوج عن المنزل، بحسب ماذكرت مجلة "هن".
تولت "زكية" مسئولية أبنائها بمفردها، منذ أن كانوا صغارًا، فكانت بمثابة الأب والأم معًا، لم تجد في البداية مصدر رزق مناسب يوفر لها حياة كريمة، فأشار عليها أحد المعارف بضرورة الالتحاق بفصول الأمية لأخذ الشهادة الابتدائية، وهو ما يساعدها في توفير عمل مناسب.
سارت "زكية" على الطريق المرسوم، وتمكنت من أخذ الشهادة المطلوبة، لتلتحق بعد ذلك كعامل فني في المركز القومي للبحوث، وظيفة مناسبة تمكنت منها من توفير حياة بسيطة لأولادها الثلاث وإكمال مراحل تعليمهم، وفي الوقت ذاته، انقطعت الأخبار عن زوجها، فهي لم تعد تدرك أي معلومات عنه: "مبقتش عارفة هو عايش ولا ميت".
كبر الأبناء الثلاث أمام أعين الأم التي فرحت لتحقيق ما أرادته، لكن سرعان ما خاب أملها في نجلها الأكبر الذي أراد العمل سائقًا رغم حصوله على بكالوريس العلوم: "قولتله أنت حر.. شق طريقك بنفسك"، بينما كانت الابنة هي مصدر سعادة والدتها: "كملت تعليمها في الجامعة وعملت دبلومة.. وكان نفسي تبقى دكتورة في الجامعة".
أنهى الأبناء الثلاث تعليمهم في الجامعة، وبدأت الأم في مهمة جديدة، إذ عليها المساعدة في زواجهم، تحققت رغبتها في زواج ابنها الأكبر، الذي انتقل للعيش في منزل آخر بعيد عنها، بينما قررت الابنة مساعدة والدتها في بناء طابق أخر في المنزل الذي يعشيون به، في منطقة بولاق الدكرور، لتسكن فيه مع زوجها.
اطمأنت الأم على مصائر الابن والابنة، بينما أصغرهما، قرر في البداية الزواج في نفس المسكن، وافقت "زكية"، وتزوج بالفعل وأتى بامرأته في منزلها لكن الأمور لم تكن بينهما على ما يرام، إذ بدأت تتلقى المعاملة السيئة، فقررت "زكية" بناء طابق آخر لابنها يعيش فيه مع زوجته.
شرعت في بناء طابق آخر بالفعل، لكن الإهانات وتراشق الألفاظ لم ينتهي ليمتد إلى الاعتداء بالضرب، استغاثت متواصلة تطلقها الأم لابنها الأكبر، تتوسل إليه حتى يتحدث مع شقيقه، لكن دون إجابة منه، فالضرب المتكرر دائمًا ما تتلقاه السيدة الستينية من زوجة ابنها، دون الدفاع عنها، تحاول الابنة الدفاع أيضًا عن والدتها، لتدخل في مشاجرة مستمرة مع شقيقها وزوجته: "من ساعة ما اتجوزها وهي دايمًا بتضربني ومرة فتحوا دماغي".
لم تجد "زكية" حيلة سوى تحرير محضر ضد ابنها وزوجته، الذي حمل رقم 15485، في قسم كرداسة، لكنها لم تدم طويلًا، فتغلبت عاطفة الأمومة على المشهد لتكرر التنازل عن القضية وإتمام محضر الصلح.
أيام قليلة وعادت الأمور لمجراها من جديد، واعتدت زوجة الابن مرة أخرى على السيدة الستينية، وأتت بمكيدة جديدة، ففي الوقت الذي تسعى فيه الأم إخراج ابنها وزوجته من منزلها، والعيش بعيد عنها، خاصة بعد امتلاكه منزل آخر، رفعت زوجة الابن قضية تمكين، بصفتها حاضنة.
وبحسب الأم الستينية، بأن ابنها وزوجته خرجا من منزلها، لكن الزوجة أقدمت على رفع قضية تمكين، للعودة من جديد والعيش في المنزل، بصفتها حاضنة: "عملت قضية تمكين بتدعي أن متخانقة مع جوزها وأنه طردها من البيت.. وعاوزة ترجع قانوني عشان تعيش معايا تاني".
لازالت قضية التمكين في دائرة في ساحات المحكمة، وسط استغاثات الأم بأن يرحل ابنها وزوجته بعيدًا عن منزلها، وتدخلات من أهالي المنطقة بأن تتنازل الزوجة عن القضية وتأخذ زوجها ويتركان الأم المسنة تعيش في هدوء: "مش عاوزة حاجة منهم غير أنهم يسيبوني في حالي.. يبطلوا يضربوني ويطلعوا من بيتي".