ليس العنوان من الامنيات، ولا التفاؤل الممزوج بالمجاملة،بقدر ان المعطيات على الارض تؤشر الى هذه النتيجة الحتمية،رغم مغامرة نتنياهو في ادخال الجيش الاسرائيلي الى الاراضي الفلسطينية في منطقة الاغوار بحالة صبيانية استعراضية،سيدفع اثمانها سياسيا وامنيا داخليا وخارجيا، فلا يمكن التعاطي مع الشعب والارادة الفلسطينية، والموقف الاردني بفرض الامر الواقع والتصرف بسياسة أحادية الجانب.
الواقع ان نشاطا ملكيا اردنيا سيؤتي اكله وهو يعلم مفاتيح الضغط والقدرة على تغيير مسارات الواقع، وسعي نتنياهو الى لقاء جلالة الملك لانه عرف وعن تجربة انه الاقدر على تشخيص هذا الواقع،ومعالجة اختلالات الامن في المنطقة بما يمتلك من شرعية القيادة وشرعية اخوة القرار والمصير في الشأن الفلسطيني،والحديث عن ارسال وزير دفاع الكيان الاسرائيلي وشريك التحالف الحكومي غانتيس لن يحمل اي جديد في ثباب الموقف الاردني المدعوم بقرارات الشرعية الدولية في النزاع الاسرائيلي العربي.
والواقع ايضا يأتي بطلب واشنطن من تل ابيب في حصول التوافق داخل التحالف الحكومي او الكنيست الاسرائيلي، وعندما تتابع الاحتجاجات في الداخل الاسرائيلي تدرك ان التوافق سيكون بعيدا، خصوصا وان اصوات الخبرة الامنية والسياسية في الكيان المحتل تؤشر على خطورة الضم على حاضر ومستقبل الكيان الصهيوني، ومنها ما قاله الجنرال يعكوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، المقرب من بنيامين نتنياهو «بعض المستوطنين يعتقدون أن الضم بهذا الشكل ليس جيدا لهم؛ لأن العبء المتوقع عليهم سيكون كبيرا جدا، ما يدفعهم للقول إننا بحاجة إلى ضم دون دفع الأثمان، وأخطرها إمكانية قيام دولة فلسطينية، فالضم بهذه الطريقة سيكون اعترافا بدولة فلسطينية، ومن الخطأ أن ندفع هذا الثمن، كما أن الضم بصيغته الحالية لا يجعل حياة الجيش الإسرائيلي أسهل في النهاية، ولا حياة المستوطنين».
والواقع ايضا ان قوة مضادة للقرار قادمة من اوروبا ليست بالقوة الهينة سياسيا واقتصأديا وعلى تداخل مباشر مع قضية الصراع الممتد منذ عقود، واوروبا تدرك ايضا انها ستدفع ثمنا باهظا في حال مضى مخطط ترامب -نتنياهو، وهي التي تذوقت قبل عشر سنوات على الاقل معنى تهجير السوريين اليها ولا تريد تكرار هذه التجربة مع الفلسطينين الذين يتوقع تهجيرهم مباشرة او في الخطوة التالية مباشرة، واوروبا لها مصالح في الشرق لا يمكن ان تسمح المساس بها،والفوضى ستكون مهدد لهذه المصالح، وخصوصا وان ازمة كوفيد 19 كلفت اوروبا والعالم شرقا وغربا خسائر كبيرة يضاف اليها تباطؤ النمو الاقتصادي المكلفة.
صراع بقاء ترامب في البيت الابيض لمدة اربع سنوات اخرى، لا يعني ان معركة ضم الاغوار الاردنية ستكون تحصيلا حاصلا من هذه الادارة التي فقدت الكثير من شعبيتها وخسرت مكتسبات ومكانة امريكا في العالم وهي تخرج من منظماته واتفاقياته وساحات صراع كانت هي لاعب اساسي فيه.
الواقع القريب ان نتنياهو سيخرج خاسرا من معركة الاغوار، وهذا ليس تحصيلا حاصلا ولكن يجب ان تستمر معركتنا دبلوماسيا وقانونيا وحشد الداعمين دوليا واسلاميا وعربيا.