زاد الاردن الاخباري -
في تصوير محرج لأحداث دارت في الكواليس، اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون الرئيس دونالد ترامب بارتكاب أخطاء فادحة منها أنه طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ مساعدته في الفوز في الانتخابات بفترة رئاسية ثانية.
جون بولتون السياسي المخضرم، ومستشار الأمن القومي السابق، للرئيس الأمريكي، يواصل كشف تفاصيل عن أسرار البيت الأبيض في كتاب مرتقب، ويؤكد ان ترامب طلب المساعدة من الرئيس الصيني خلال انتخابات عام 2022.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد رفعت دعوى قضائية، ضد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، وذلك بسبب طرحه كتابه المرتقب، الذي ينتظر أن يحتوي على معلومات سرية عن تعاملات ترامب مع عدة دول.
وتطالب الدعوى التي رفعت أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، بمنع نشر الكتاب بحجة أن بولتون لم ينل موافقة على النص بأكمله في انتهاك للاتفاقات التي وقع عليها كشرط لتوظيفه واطلاعه على معلومات سرية للغاية.
وذكر بولتون في كتابه أن ترامب خلال قمة سابقة، حول المحادثة بشكل مفاجئ للانتخابات الرئاسية الأمريكية والمحن لقدرات الصين الاقتصادية في التأثير على الحملات الجارية ملتمسا الفوز.
وقال بولتون “كنت أود أن أطبع كلمات ترامب نفسها، لكن عملية المراجعة المسبقة للنشر قررت عكس ذلك” في إشارة إلى ضرورة إخضاع مسودة كتابه للتدقيق من قبل وكالات أمريكية قبل أشهر.
واعتمد بولتون في وصفه إلى حلقات عدة من سلوكيات ترامب أن إعاقة العدالة باتت أنها أسلوب حياة.
وأمضى بولتون السياسي المحافظ المثير للجدل 17 شهرا مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض قبل استقالته في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال بولتون أيضا إن الرئيس الأمريكي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية وإسداء “معروف شخصي لطغاة يحبهم”، وذلك وفقا لما ورد في مقتطف نشرته صحيفة نيويورك تايمز من كتاب بولتون (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض).
وبولتون أحد صقور السياسة الخارجية الأمريكية، وقد أقاله ترامب في سبتمبر أيلول في خضم خلافات حول السياسات.
ورد ترامب على بولتون ووصفه بأنه “كاذب” في مقابلة مع وول ستريت جورنال. ونشرت الصحيفة كذلك مقتطفات من الكتاب أمس الأربعاء كما فعلت واشنطن بوست.
وقال ترامب لقناة فوكس نيوز في مقابلة منفصلة إن بولتون خرق القانون بإدراجه معلومات في غاية السرية في الكتاب.
وتصور المقتطفات ترامب رئيسا يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.
وقال بولتون في مقتطفات من الكتاب نشرتها وول ستريت جورنال يوم الأربعاء “لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بشكل مفرط بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم ترووا في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسلك ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماما”.
ويشير منتقدو بولتون إلى أنه أحجم عن الشهادة في استجواب بمجلس النواب في وقت ربما كان حديثه فيه في غاية الأهمية. .
غير أن كتاب بولتون يقدم ذخيرة جديدة لمنتقدي ترامب قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، بما في ذلك ما يرويه عن حوارات منسوبة لترامب مع الرئيس الصيني تطرقت في إحدى المرات لموضوع الانتخابات الأمريكية.
وفي أكثر الروايات إضرابا بترامب من جانب أحد المطلعين على ما يدور في دهاليز إدارته وذلك بعد أيام فحسب من اتهام وزير الدفاع السابق جيم ماتيس لترامب بأنه يحاول تقسيم أمريكا كتب بولتون “ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بالولايات المتحدة، ملمّحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشدا شي أن يعمل على فوزه”.
وقال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لدى سؤاله عما قاله بولتون أثناء إفادة صحفية اليوم الخميس إن الصين لا تعتزم التدخل في الانتخابات أو في أي شأن داخلي أمريكي.
وقال بايدن في بيان “إذا صدقت هذه الروايات، فلن تكون بغيضة أخلاقيا وحسب، بل تمثل انتهاكا لواجب دونالد ترامب المقدس تجاه الشعب الأمريكي”.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ إن رواية بولتون “غير صحيحة على الإطلاق”.
على الرغم من انتقاد إدارة ترامب بشدة للاحتجاز الجماعي لأقلية الويغور المسلمة ومجموعات أخرى مسلمة في معسكرات، فقد قال بولتون إن ترامب من الرئيس الصيني الضوء الأخضر في يونيو/ حزيران 2019 أثناء وجود الاثنين في أوساكا.
كتب بولتون يقول “وفقا لمترجمنا، قال ترامب إن على شي أن يمضي قدما في بناء المعسكرات وهو ما رأى ترامب أنه الشيء الصحيح الذي يجب عمله”. وأضاف أن مسؤولا بارزا آخر بالبيت الأبيض قال إن ترامب أدلى بتصريحات مماثلة خلال زيارته للصين في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017.
واستشهد بولتون بعدد لا يحصى من المحادثات التي أبدى فيها ترامب “سلوكا غير مقبول على الإطلاق على نحو قوض شرعية الرئاسة ذاتها”.